في ظل حالة ضبابية تخيم على السياسة الخارجية الإيرانية وملف المفاوضات النووية تشهد الأسواق الإيرانية هذه الأيام ارتفاعا متزايدا في أسعار السلع الأساسية، وهو ما حدا بصحف عدة مثل "همدلي" و"ستاره صبح"،
و"جهان صنعت" إلى تخصيص تقارير عن الحديث عن تبعات ارتفاع الأسعار على حياة المواطنين.
صحيفة "جهان صنعت" أشارت في تقرير لها إلى زيادة مؤشرات البؤس لدى الإيرانيين، حيث بلغت نسبته 51.8 في المائة بزيادة 5.7 في المائة مقارنة مع الشتاء الماضي، موضحة أن العامل الرئيسي في تسجيل هذه النسبة من البؤس يعود لأزمة التضخم والبطالة في البلاد. كما عنونت "همدلي" تقريرها بـ"الموائد تتجه نحو التراجع". وأشارت إلى انخفاض نسب شراء المواد الغذائية مثل اللحوم والأرز والألبان بين الإيرانيين بعد الارتفاع الكبير الذي سجلته هذه المواد.
سياسيا تساءلت صحيفة "آفتاب يزد" عن ماهية الشخصية الرئيسية في المفاوضات النووية المقبلة، وقالت: "من هو كبير المفاوضين الإيرانيين؟ ونقلت كلام الخبير في الشؤون السياسية، إحسان حضرتي، الذي طالب بإعادة عباس عراقجي إلى منصبه، بعد أن أكد أن من يدور عليهم الحديث لخلافة عراقجي مثل سعيد جليلي، وعلي باقري كني، ليس لديهم المؤهلات اللازمة لشغل هذا المنصب بعد أن تمت تجربة أدائهم في الفترات السابقة.
أما الصحف الأصولية فقد كانت اهتماماتها من نوع آخر تماما؛ صحيفة "كيهان" كبرى الصحف الأصولية التي يديرها حسين شريعتمداري المقرب من المرشد خامنئي، اهتمت بالأوضاع الثقافية والاجتماعية في الولايات المتحدة الأميركية، وتحدثت عن "شرخ عميق" في أميركا، وتحدثت عن مخاطر هذا الشرخ، بعد أن أكدت أنه غير مسبوق، زاعمة أن نصف الأميركيين يريدون تقسيم البلاد.
أما صحف أصولية أخرى، مثل "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري، فلا تزال تستخدم لغة التهديد في قضية التوتر الأخير بين طهران وباكو، حيث عنونت صفحتها الرئيسية بـ"جاهزون للدخول" قاصدة بذلك الدخول إلى أرمينيا.
وأوضحت الصحيفة أن مناورات "فاتحو خيبر" التي أجرتها إيران قبل يومين على الحدود مع أذربيجان ليست رسالة تحذيرية واحدة، بل هي رسالة إلى أنقرة وباكو كذلك، تفيد بأن إيران سوف تدخل إلى الأراضي الأرمينية في حال قررت تركيا وأذربيجان تغيير شكل الحدود.
وفي سياق منفصل بشّرت كثير من الصحف بعودة المعلق الرياضي عادل فردوسي بور، وكتبت "آرمان ملي": "عودة عادل فردوسي بور إلى الإذاعة والتلفزيون"، فيما كتبت "اعتماد": "هل يعود فردوسي بور أم إن قضيته أكبر من العودة؟".
يذكر أن فردوسي بور يواجه أزمة مع القناة الرسمية الإيرانية، بعد أن كان يدير برنامج كرة القدم "90" حتى عام 2018، لكن البرنامج توقف بقرار من إدارة القناة برئاسة علي فروغي.
والآن يمكننا قراءة تفاصيل بعض الأخبار في بعض الصحف:
"ابتكار": العام الحالي هو عام سقوط القدرة الشرائية لدى الناس بإرادة حكومية
تناولت صحيفة "ابتكار"، في تقرير اقتصادي، ظاهرة تراجع القدرة الشرائية لدى الناس، حيث سجلت هذه النسبة أعلى رقم لها في تاريخ الاقتصاد الإيراني ولم يجرب الإيرانيون سابقا مثل هذه الحالة، موضحة أن هذا التراجع الكبير في القدرة الشرائية للمواد الغذائية يخلق الكثير من المشاكل والأزمات للمواطنين الإيرانيين لا سيما الفقراء ومحدودي الدخل.
ونقلت الصحيفة تحذيرات المختصين والخبراء من مخاطر عدم توفر الأمن الغذائي في البلاد مشيرة إلى تصريحات رئيس نقابة محال بيع الأطعمة والأغذئية المنزلية بأن ما يقارب العشرين في المائة من هذه المحال قد أغلقت بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، كما أن 30 إلى 35 في المائة من نسبة الطلب لشراء المواد الغذائية لدى الناس قد تراجعت مقارنة مع العام الماضي.
وقال المختص في الشؤون الاقتصادية، إحسان سلطاني، إن تاريخ إيران الاقتصادي لم يشهد مثل هذا "السقوط" في القدرة الشرائية لدى الناس، واصفا هذا السقوط بـ"القحط المفروض"، وأوضح أن هذا القحط لم يكن بسبب حرب أو جفاف، بل تم بإرادة من الحكومة واستيلاء على الموارد الطبيعية العامة.
"جهان صنعت": على إيران إعادة النظر في سياستها الخارجية تجاه أذربيجان ودعم الحل الدبلوماسي
انتقد المحلل السياسي والبرلماني السابق، حشمت فلاحت بيشه، سياسة إيران تجاه قضية أذربيجان، وشدد على ضرورة أن تعيد إيران النظر في سياستها تجاه قضية أذربيجان وتعطيها قدرا أكبر من الاهتمام الدبلوماسي.
وأضاف حشمت بيشه في مقابلته مع صحيفة "جهان صنعت" أن إيران اعتمدت في العقود الثلاثة الماضية سياسة "جزمية"، وهو ما خلق أكبر نسبة من الأعداء لإيران، خلال هذه الفترة، موضحا أن "السياسة الخارجية لإيران تحتاج إلى إعادة نظر بشكل أساسي"، فهي لا تزال تعتمد نفس الأساليب التي اعتمدتها خلال الثلاثين سنة الماضية، في ملف أذربيجان، في حين أن ظروفا جديدة طرأت على المشهد في العالم والمنطقة وأن أذربيجان لم تعد كما كانت عليه في السابق.
"كيهان": واشنطن تورطت في لعبة خاسرة ولا خيار أمامها سوى الوفاء بتعهداتها النووية
قالت صحيفة "كيهان" إن الظروف السابقة في قضية الاتفاق النووي تغيرت لصالح إيران، وأصبحت الدول الغربية اليوم هي التي تحرص وتصر على العودة السريعة للاتفاق النووي، بعد أن كانت إيران سابقا هي التي تصر بشكل انفعالي على عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي.
وزعمت الصحيفة أن "السياسات الأميركية والغربية ضد إيران باءت بالفشل وأن موازنة القوة قد تغيرت الآن لصالح إيران في كافة الأبعاد، وأن الدول الغربية لم تعد قادرة على استخدام ورقة العقوبات لإجبار طهران على التراجع عن مواقفها وسياساتها"، مضيفة أن "إيران تشهد بشكل مستمر تعزيز نفوذها الإقليمي وقدرتها الدفاعية والاقتصادية والنووية وأن إحياء الاتفاق النووي دون رفع العقوبات لم يعد ممكنا".
وختمت الصحيفة بالقول إن "أميركا لا خيار أمامها سوى الوفاء بتعهداتها النووية بعد أن تورطت في لعبة خاسرة في كل الأحوال".