تفاءلت عدة صحف إيرانية، اليوم الاثنين 11 أكتوبر 2021، بتصريحات وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، حول العلاقة مع الغرب والشرق، وتأكيده على أن طهران عازمة على استئناف المفاوضات النووية والعودة إلى طاولة الحوار وذهابه إلى أن إيران لا تنوي رهن اقتصاد البلاد إلى روسيا والصين.
وكتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" حول الموضوع، وقالت: "استعداد إيران والولايات المتحدة الأميركية لإحياء الاتفاق النووي"، واستخدمت "آرمان ملي" عنوانا مشابها، وقالت: "رسائل إيجابية من إيران إلى الغرب"، مشيرة إلى كلام عبداللهيان، وقوله إن طهران لا تريد إبعاد الغرب في علاقاتها الدولية.
أما صحيفة "ابتكار" فتساءلت بالقول: "هل سياسة وزارة الخارجية هي خلق التوازن بين الشرق والغرب؟".
وفي شأن آخر علقت الصحف الأصولية على تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول الاتفاق النووي ودعوتها إيران إلى العودة للاتفاق النووي، حيث دعت النظام الإيراني إلى العودة للمحادثات، قائلةً: "نحن في الأسابيع الحاسمة لمستقبل الاتفاق النووي مع إيران".
وكتبت "سياست روز" حول تصريحات ميركل، وقالت: "خدمة ميركل الجيدة للإسرائيليين في العشاء الأخير"، كما هاجمت "كيهان" ميركل واتهمت الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بالمسؤولية عن فشل الاتفاق النووي.
وفي صعيد آخر، علقت صحيفة "ستاره صبح" على تصريح رئيس هيئة الطب النفسي والاستشارات، محمد حاتمي، أمس الأحد 10 أكتوبر (تشرين الأول)، وتأكيده أن بعض المؤشرات في مجال الاضطرابات النفسية والاجتماعية وصلت إلى "حد الأزمة". وفي تصريح أدلى به إلى وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)، أشار حاتمي إلى تداعيات تفشي كورونا، قائلا إن "معدل انخراط الناس في بعض المؤشرات مثل الاكتئاب والوحدة والعزلة والوساوس، سجل ارتفاعا، مقارنة بالماضي".
وعنونت صحيفة "ابتكار" قائلة: "السلامة النفسية للإيرانيين على أعتاب الأزمة"، ودعت إلى تشكيل وزارة للشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب، لمعالجة المشاكل الموجودة في هذا المجال.
وفي شأن منفصل، انتقدت صحيفة "مستقل" هجوم الصحف الأصولية على حسن بني صدر أول رئيس إيراني بعد الثورة الذي توفي أول من أمس في باريس وذكرت أن إطلاق صفة "الخائن" من قبل بعض وسائل الإعلام عليه يأتي لأهداف وأغراض خاصة.
والآن يمكننا أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في بعض الصحف:
"جهان صنعت": على إيران الانفتاح على أوروبا بدلا من روسيا
طالبت صحيفة "جهان صنعت" بالانفتاح على أوروبا بدلا من روسيا وذكرت أن مصلحة إيران تتطلب أن تقوم طهران بالانفتاح على الدول الأوروبية والتقارب الاقتصادي معها بدلا من روسيا، موضحة أن الشركات الأوروبية العملاقة تجد فرصا أكبر في إيران مقارنة مع روسيا للاسثمار، كما أن إيران بالتقارب مع أوروبا تستطيع إيصال غازها الطبيعي إلى أوروبا. وختمت بالقول إن الفرص التي تضمنتها العلاقات بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي أكثر بكثير من فرص العلاقة بين إيران وروسيا.
كما نوهت الصحيفة إلى أن جميع المؤشرات تدل على أن روسيا لا تود التوصل إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة الأميركية حول الملف النووي والوصول إلى مرحلة طويلة الأمد من خفض التوتر، مستندة في ذلك إلى كلام وتصريحات سابقة لوزير خارجية حكومة روحاني محمد جواد ظريف.
"مستقل": لا يصح وصف بني صدر بـ"الخائن" لأنه ساهم في رسم صورة الثورة للعالم
قال المحلل السياسي والناشط الإصلاحي، صادق زيبا كلام، إن خلاف الراحل حسن بني صدر مع حزب جمهوري إسلامي (الحزب الذي ينتمي إليه المرشد علي خامنئي) كان يتمحور حول السلطة، موضحا: "لا يستطيع قادة حزب جمهوري إسلامي أن يقنعونا بأن خلافهم مع بني صدر كان من أجل الله و القرآن وخدمة الشعب".
وذكر زيبا كلام في مقال نشرته "مستقل" أن بني صدر كان من ضمن الشخصيات التي لعبت دورا في إيصال رسائل الخميني إلى العالم، وقد ساهم في رسم صورة الثورة الإيرانية للخارج، ونفى أن يكون فوزه في الانتخابات الرئاسية بسبب دعم الخميني له، موضحا أن الناخبين الإيرانيين قد صوتوا لبني صدر نفسه بسبب الصورة الحسنة التي كان يتمتع بها آنذاك.
"كيهان": إيران في عهد الحكومة الحالية لم تعد ترهن كل شيء بالاتفاق النووي وشروطنا معروفة
هاجم رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، مرة أخرى، الوفد المفاوض السابق في عهد حكومة روحاني، وذكر أن هناك وثائق وأدلة تثبت أن الوفد الإيراني آنذاك كان يكتب ما يملى عليه فقط، ولم يكن يعمل على حمل الآخر على القبول بمطالب البلاد.
وذكر شريعتمداري في برنامج تلفزيوني، نشرت الصحيفة مقتطفات منه، أن الوضع الحالي وفي عهد الحكومة الجديدة قد تغير، بحيث لم تصبح إيران ترهن كل شيء بالاتفاق النووي، مضيفا: "نحن الآن نقول إننا سنعود إلى الاتفاق النووي لكن بشروط، وشروطنا هي ما تفضل به المرشد، وهي أولا: رفع كامل العقوبات النووية، وثانيا: التأكد من صحة رفع العقوبات، وبعد ذلك نسمح للولايات المتحدة الأميركية بالجلوس على طاولة المفاوضات ضمن مجموعة خمسة زائد واحد".
"آرمان ملي": إيران لم تحقق مصالحها في العراق وسوريا ولم تأخذ مقابل ما أنفقته هناك
قال المحلل السياسي، حشمت فلاحت بيشه، في مقال نشره بصحيفة "آرمان ملي" إن إيران لم تستطع أن تحقق مصالحها الوطنية في الملفات التي خاضتها على الصعيد الخارجي، مشيرا إلى الدور الاقتصادي لإيران في كل من العراق وسوريا، حيث باتت فرص إيران تتضاءل، أمام فرص الدول الأخرى بما فيها الدول العربية، التي بدأت كل من العراق وسوريا بالانفتاح عليها، متجاهلة مصالح إيران ودورها في تثبيت الحكومات والأنظمة السياسية فيها.
ونوه فلاحت بيشه إلى أن الشركات الإيرانية في العراق أصبحت ضحية، بعد أن وصلت الشركات العربية إلى الأسواق العراقية، وبدأت بغداد في إبرام الاتفاقيات مع هذه الدول، مضيفا: "الوضع في سوريا أيضا على هذه الوتيرة، حيث إن بشار الأسد بكل تأكيد سيتعامل مع الدول التي تعتبر منافسة لإيران عندما تقتضي مصلحة بلاده ذلك".
ودعا البرلماني السابق حكومة بلاده إلى الاعتماد على سياسة خفض التصعيد مع الخارج، بجانب التركيز على التنمية في الداخل، وأوضح أن هذين الركنين هما الأساس الذي تبني عليهما الدول سياساتهما.