تعددت الموضوعات التي نالت اهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 12 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث تناولت الصحف الإصلاحية بكثافة أداء البرلمان "الضعيف"، وعدم وفائه بالوعود والشعارات التي نادى بها منذ تشكيله قبل أكثر من عام ونصف العام.
فصحيفة "آفتاب يزد"، على سبيل المثال، انتقدت عدم اتخاذ البرلمان قرارا حول تصرف أحد النواب "غير اللائق"، حيث قام بصفع أحد أفراد الشرطة بعد أن اعترض الشرطي طريقه، وطالبه بعدم العبور من الطريق المخصص للحالات الطارئة والظروف الاستثنائية، فيما تساءلت صحيفة "همدلي" وقالت: "كيف يريد البرلمانيون التهرب من وعودهم؟"، وعنونت تقريرها بالقول: "الشفافية الغامضة"، وقالت "مستقل": "الناس ليس لديهم شعور جيد تجاه البرلمان الحالي".
أما صحف أخرى مثل "ابتكار" فقد حاولت التذكير بالوعود التي أطلقها رئيس الجمهورية، وكتبت في مقالها الافتتاحي: "حان وقت الوفاء بالوعود الهامة لرئيس الجمهورية"، وكتبت "آرمان ملي" بالخط العريض: "يا سيادة الرئيس الوقت ضيق لحل المشاكل".
في المقابل نجد الصحف الأصولية تجتهد دون كلل في تحسين صورة الحكومة الجديدة، والادعاء بأنها بدأت تعمل في الاتجاه الصحيح، وأن التضخم والمشاكل الاقتصادية آيلة للانتهاء.
فصحيفة "وطن امروز" الأصولية، والمقربة من الحرس الثوري، عنونت في صفحتها الأولى قائلة: "العمليات الناجحة للسيطرة على التضخم"، مدعية أنه ومنذ مجيء رئيسي للحكم استطاعت الحكومة إيقاف ارتفاع التضخم في البلاد.
أما "كيهان" فهي الأخرى سارت في نفس الاتجاه حيث عنونت وقالت: "مؤشر الوضع الاقتصادي في عهد الحكومة الجديدة يتحسن بنسبة 9 في المائة".
أما الموضوع الآخر الذي اهتمت به صحف اليوم إصلاحية وأصولية هو انتخابات العراق، التي أظهرت تقدم التيار الصدري على باقي الأحزاب والتيارات، وتراجع نسبة مقاعد تيار الفتح التابع للحشد الشعبي المقرب من إيران.
وكتبت صحيفة "اعتماد" وقالت: "سائرون يتصدر قوائم البرلمان بحصوله على 73 مقعدا"، وذكرت أن أحد أسباب فوز تيار الصدر هو مقاطعة الانتخابات، فيما حاولت صحيفة "جام جم"، التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، التغافل عن تراجع حضور أنصار إيران في البرلمان، وادعت أن الفائزين في الانتخابات معظمهم ممن يعارضون الحضور الأميركي في العراق، وبالتالي فإن "البرلمان العراقي أصبح معقلا للمقامة".
والآن نقرأ بعض الموضوعات في بعض الصحف:
"آرمان ملي": هل بدأ العراق بالابتعاد عن إيران؟
كتب المحلل السياسي، محمد علي بصيري، مقالا في صحيفة "آرمان ملي" تساءل فيه بالقول ما إذا كان العراق أصبح بعيدا عن إيران؟، معتقدا أن نوعا من الابتعاد قد حصل بالفعل، وعلل السبب في ذلك بالضغوط الأميركية، والعقوبات التي تفرضها واشنطن على إيران، وبالتالي تقيد نشاط طهران وعلاقاتها مع دول الجوار.
وذكر بصيري أن إيران لم تكن ناجحة في تحسين صورتها لدى الراي العام في المنطقة، موضحا أن منافسي إيران استطاعوا ملأ الفراغ الإيراني، والعمل على نشر "الإيرانوفوبيا" لدى دول المنطقة، وهو ما كان سببا في ابتعاد الدول عن إيران.
كما انتقد الكاتب اهتمام إيران بطيف واحد (الشيعة) من الفرقاء السياسيين في دول المنطقة، الأمر الذي أدى إلى أن تتخذ الأطياف الأخرى موقفا مضادا من طهران وسياساتها.
"كيهان": التغيير في المشهد العراقي لا يقود إلى تشكيل "عراق جديد"
كما أشارت صحيفة "كيهان" الأصولية إلى الانتخابات العراقية، واعتبرت أن نسبة المشاركة المحدودة كانت متوقعة بسبب طبيعة الانتخابات في دول مثل العراق، متوقعة حدوث بعض التحولات على الساحة السياسية، لكنها رأت أن هذه التغييرات والتحولات لن تكون كبيرة بحيث تقود إلى تشكيل "عراق جديد"، إلا أنه من شأنها أن تقود إلى خلق أجواء جديدة.
وذكرت أن الانتخابات الأخيرة كانت ساحة لظهور بعض الأطراف بمظهر قوي، وبعض الأطراف الأخرى ظهرت ضعيفة، فيما اختفت بعض الأطراف الأخرى عن المشهد السياسي نهائيا.
وأشارت الصحيفة إلى وجود تعقيد كبير في عملية اختيار البرلمان لرئيس وزراء جديد، حيث يتوجب على الشخص المرشح أن يحصل على 165 صوتا من نواب البرلمان ليفوز بمنصب رئاسة الوزراء، وهي عملية صعبة ومعقدة في نفس الوقت.
"جهان صنعت": الشباب يحجمون عن الزواج بعد أن فقدوا الأمل في المستقبل
أشارت صحيفة "جهان صنعت" إلى ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج وتزايد عدد النساء غير المتزوجات، بحيث أصبح عدد النساء العازبات ضعفي الرجال العزاب، موضحة أن هذه الحالة تدل على عدم توازن نابع عن فقدان الشباب للمال الكافي والبطالة التي يعانون منها.
وقال أمان الله قرائي، الخبير في الشؤون الاجتماعية للصحيفة، إن الشباب في إيران لم يعد لديهم أمل في المستقبل في ظل الأزمات والمعضلات التي تعيشها الحياة الاقتصادية للأسرة، مؤكدا حتى إذا عمل الزوج والزوجة معا فإنهما يكونا عاجزيْن أيضا عن إدارة الحياة الزوجية، وذلك بسبب الغلاء الفاحش في الأسواق، وعلى هذا الأساس فإن الشباب في هذه الحالة إما يمتنعون عن الزواج وإما يلجؤون إلى الطلاق.
"اسكناس": "انفجار" في أسعار السلع الأساسية
أشارت صحيفة "اسكناس" الاقتصادية إلى ما كشفت عنه وزارة العمل والرفاه الاجتماعي من زيادة في أسعار 75 في المائة من السلع الأساسية وتخطيها للحد الحرج، وأضافت الصحيفة أن هذا الارتفاع في الأسعار يكون بذلك قد دخل فعليا مرحلة "الإنذار"، وهو ما يشكل ناقوس خطر للسلامة في المجتمع.