بعد أيام من تراجع أزمة كورونا في إيران، والحديث عن سيطرة النظام الصحي في البلاد على مسار الفيروس، عاد الحديث من جديد عن موجة سادسة بدأت ملامحها تلوح في أفق البلاد، وهو ما تجسد في عناوين عدد من الصحف، اليوم الاثنين 18 أكتوبر (تشرين الأول) 2021.
فهذه صحيفة "آرمان ملي" تعنون بالخط العريض في صفحتها الأولى، قائلة: "ظلال كورونا المرعبة في الشهر القادم"، وذكرت أن عدد المدن المصنفة ضمن الحالة الحمراء أصبحت في زيادة مستمرة، كما أشارت إلى أوامر وزير الصحة للمستشفيات بالاستعداد والجهوزية.
كما انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" وعود المسؤولين الإيرانيين برفع الإجراءات والقيود، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تفاقما لجائحة كورونا، وعنونت صحيفة "بيشرو": "فتح المدارس عامل لعودة وباء كورونا من جديد".
وفي شأن آخر، علقت صحف اليوم حول خبر إدانة رئيس البنك المركزي السابق، ونائبه والضجة التي أثارها الخبر. وكتبت صحيفة "جهان صنعت" في صفحتها الأولى: "لغز حكم قضائي"، وأشارت إلى وجود قرارات وسياسات مشابهة لرؤساء سابقين للبنك المركزي لكنهم لم يخضعوا لمثل هذه الأحكام، منوهة إلى وجود دوافع سياسية وراء حكم المحكمة الذي يكتنفه الغموض والإبهام.
كما انتقدت "آفتاب يزد" القرار، وذكرت أن محاكمة روحاني وإدانته يجب أن تسبق إدانة رئيس البنك المركزي الذي يعينه رئيس الجمهورية، لأن القرارات التنفيذية لا بد أن تكون قد صدرت بموافقة وتأييد من روحاني نفسه. أما "صداي إصلاحات" الأصولية فقد طالبت بمحاكمة روحاني رسميا، واصفة روحاني بأنه "منشأ الفساد".
اقتصاديًا، علقت عدة صحف على أزمة ارتفاع معدلات التضخم في إيران، وتسجيله لأرقام قياسية، وكتبت "ابتكار" في صفحتها الأولى: "ظل التضخم على الموائد الفارغة"، ونوهت إلى أن كثيرا من المواطنين الإيرانيين أصبحوا غير قادرين على شراء حاجاتهم اليومية.
كما كتبت صحيفة "اعتماد" حول زيادة نسب الفقر، والاختلاف الشاسع بين الدخل وخط الفقر، وذكرت أن من بين كل ثلاثة أشخاص في إيران يعيش واحد منهم تحت خط الفقر. كما أشارت إلى تداعيات كورونا الاقتصادية على البلاد ونوهت إلى أن معظم المشاغل التي اختفت في العام الماضي بسبب جائحة كورونا تعود للطبقات الدنيا والفقيرة في المجتمع.
وفي المقابل، نرى صحيفة "كيهان" الأصولية والمقربة من المرشد علي خامنئي تهتم بأزمة الجيش الإسرائيلي، وظاهرة الإدمان هناك، متجاهلة ما يعاني منه الشارع الإيراني في ظل قيادة أصبحت كلها بيد تيار واحد هو التيار الأصولي المتشدد.
كما تحاول الصحيفة وباستمرار تبرير ما يجري في أفغانستان وتحسين صورة حركة طالبان؛ حيث تعنون في صفحتها الأولى: "طالبنان: سنشكل قوة خاصة لتوفير أمن الشيعة". ويأتي ذلك في ظل انتقادات مستمرة للنظام الإيراني بعد انقلابه على مواقفه السابقة من حركة طالبان والتي كان يعتبرها حركة "إرهابية" ولا يتعامل معها.
والآن يمكننا قراءة تفاصيل بعض الأخبار الأخرى:
"آرمان ملي": افهموا خطة أميركا في حصار إيران ولا تؤخروا المفاوضات
قال المرشح الرئاسي السابق، مصطفى هاشمي طبا، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي"، إن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها يريدون فرض حصار على إيران، ويعملون على تشديد الخناق في هذا الخصوص، مشددا على ضرورة أن تفهم حكومة رئيسي هذه الخطة وتعمل على تسريع العودة إلى المفاوضات النووية.
وذكر هاشمي طبا أن ظروف المفاوضات باتت صعبة يوما بعد يوم على إيران، منتقدا فقدان الرؤية والشفافية للقيادة الإيرانية تجاه موضوع المفاوضات النووية.
"جهان صنعت": تضارب تصريحات مسؤولي حكومة رئيسي حول الملف النووي
انتقد المحلل السياسي، جاويد قربان أوغلي، في مقابلة مع صحيفة "جهان صنعت"، السياسة الإيرانية المعتمدة في التعامل مع الملف النووي، مشيرا إلى اشتراط إيران ونشرها لهذه الشروط في وسائل الإعلام. وأكد أن مثل هذه المواقف ينبغي أن تطرح بشكل سري وعلى طاولة المفاوضات لأن الولايات المتحدة الأميركية لن تنصاع لمثل هذه الشروط وسوف تعتبرها ابتزازا من جانب إيران.
وذكر قربان أوغلي أن الحكومة الإيرانية الجديدة تشهد تناقضات كثيرة على صعيد تصريحات المسؤولين فيها، ويلاحظ فقدان التنسيق في المواقف، مؤكدا أن هذا التخبط وفقدان التنسيق لن يكون في مصلحة إيران.
"وطن امروز": الزمن ليس في صالح أميركا وواشنطن فقدت أوراق الضغط
ترى صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري أن الزمن في صالح إيران وليس في صالح الولايات المتحدة الأميركية، وأن واشنطن فقدت أوراق ضغطها لإجبار طهران على العودة إلى الاتفاق النووي، وأن الحديث عن "الخطة بي" الذي يكثر منه المسؤولون الأميركيون في الأيام الأخيرة، في حال فشلت المفاوضات هو عودة إلى السياسات القديمة لواشنطن والتي تستخدم التهديد للضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات.
"مستقل": الاقتصاد الإيراني في وضع سيئ والتضخم سيزداد إذا فشلت مفاوضات الاتفاق النووي
قالت صحيفة "مستقل" إن الأخبار تفيد بأن الوضع الاقتصادي في إيران أصبح في ظروف سيئة وخطيرة، وإن التضخم سوف يشهد ارتفاعا كبيرا، لا سيما إذا ما فشلت مفاوضات الاتفاق النووي، مؤكدة أن حياة الناس ووضعهم الاقتصادي أصبح مرتبطا بالاتفاق النووي، ولا يمكن توقع تحسين الوضع دون رفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد.
وعن سياسات الحكومة في المجال الاقتصادي، قال الخبير الاقتصادي، جمشيد عدالتيان، للصحيفة: "لا نرى أثرا لسياسات الحكومة والبرلمان في السيطرة على التضخم المرتفع"، موضحا: "في الفترة التي مضت لم نر من الحكومة شيئا سوى التخبط والحيرة".
وأضاف أن "هذا التخبط والحيرة خلق مشاكل على صعيد العلاقات الخارجية والاتفاق النووي والتضخم واللقاح والقضايا الداخلية".