أشارت بعض الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 19 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى الغموض والإبهام الذي يحيط بمستقبل المفاوضات النووية في ظل التباطؤ الإيراني في العودة إلى طاولة المفاوضات، وإصرار طهران على رفع كامل العقوبات للعودة إلى التفاوض.
ونوهت صحيفة "شرق" إلى تصريح جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الذي نفى التقارير المنتشرة في إيران حول عقد اجتماع يوم الخميس المقبل في بروكسل، بخصوص الملف النووي الإيراني. وقال إنه أوضح للمسؤولين الإيرانيين أن الوقت ليس لصالحهم.
على صعيد آخر انتقدت صحيفة "آفتاب يزد" ما تم الكشف عنه على لسان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، من توقيع قريب لوثيقة تعاون مع فنزويلا مدتها 20 عاما، وذلك خلال زيارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إلى طهران، في الأشهر المقبلة.
وتساءلت الصحيفة بالقول: "هل هذه الاتفاقيات مدروسة؟" موضحة أن فنزويلا دولة "مفلسة" اقتصاديا، وينبغي دراسة أي اتفاقية معها، لا سيما الاتفاقيات التي تبرم لفترة زمنية طويلة.
فيما رحبت صحيفة "وطن امروز" بهذا الإعلان، وعنونت في تقرير لها حول العلاقة بين إيران وفنزويلا، وكتبت: "طهران وكاراكاس أقرب من أي وقت مضى".
في شأن آخر علقت صحيفة "ابتكار" على رد رئيس البرلمان السابق والمرشح الرئاسي المبعد من السباق الانتخابي، علي لاريجاني، على تصريح أحد أعضاء مجلس صيانة الدستور الذي ذكر أنه لا يجوز شرعا وقانونا نشر تفاصيل وأسباب رفض المرشحين للرئاسة، لأن ذلك يمس كرامة المرشحين وسمعتهم.
وأكد لاريجاني في رسالته بأنه قد طالب عدة مرات مجلس صيانة الدستور بالكشف عن تفاصيل وأسباب إبعاده من السباق الرئاسي، وهو راض بهذا الأمر وبالتالي فإن الحديث عن الرخصة الشرعية والقانونية لا معنى له.
كما علقت صحف عدة مثل "همدلي" و"شرق"و "جهان صنعت" على هذه المعركة المستمرة بين لاريجاني وبين مجلس صيانة الدستور الذي أبعد المرشح بشكل مفاجئ عن السباق الرئاسي، في خطوة اعتبرها الكثيرون وقتها أنها محاولة من المجلس لتمهيد الطريق لفوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الماضية.
كما اهتمت صحف اليوم بزيادة الاجتماعات "المغلقة" التي يجريها البرلمان، وانتقدت هذا التوجه الجديد من ممثلي الشعب. وعنونت صحيفة "مردم سالاري" حول الموضوع، وكتبت: "الخوف من الشفافية في البرلمان".
والآن نقرأ بعض الموضوعات في بعض الصحف:
"ستاره صبح": مصلحة إيران في التفاوض المباشر مع واشنطن
قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، علي بيكدلي، لصحيفة "ستاره صبح" إن من مصلحة إيران التفاوض بشكل مباشر مع الولايات المتحدة الأميركية وليس من خلال الدول الأوروبية، موضحا أن طهران بذلك تضيع الوقت على نفسها لأن مشكلتها الأساسية مع واشنطن، وليست مع الدول الاوروبية.
وأشار بيكدلي إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، حول ضرورة أن تتخذ الولايات المتحدة الأميركية خطوات جادة قبل المفاوضات، واعتبر هذه التصريحات من جانب الوزير الإيراني بأنها "غير واقعية"، وهي مطالب "سطحية" لأن الولايات المتحدة الأميركية لن تقبلها على الاطلاق.
"شرق": شروط إيران للعودة إلى المفاوضات "أماني" لا تتحقق
علق " الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، جاويد قربان اوغلي، في مقال له نشرته صحيفة "شرق" على شروط عبداللهيان للعودة إلى المفاوضات، واصفا هذه الشروط بـ"الأماني" التي لا تنسجم مع الحقائق والواقع على الأرض، مؤكدا أن الاقتصاد الإيراني أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بالاتفاق النووي، وأن الاشتراطات التي لا يمكن تلبيتها من الطرف الآخر لن تحل مشكلة من مشاكل البلاد.
وقال قربان أوغلي إن الحكومة الإيرانية الجديدة تعاني من مشكلتين؛ الأولى: فقدان الرؤية الاستراتيجية الواضحة، والثانية: عجزها بعد شهرين من وصولها إلى الحكم عن تشكيل وفد لتمثيل إيران في المفاوضات النووية.
ونوه إلى أن السياسيين الإيرانيين يخطئون في حسابات السياسة، مؤكدا أن أخطاء من هذا القبيل ستكون لها آثار سلبية كثيرة على الشعوب، وإنها ستقود إلى كارثة لا يمكن تعويضها.
"اقتصاد بويا": الصين وفنزويلا لن تكونا بديلة عن الغرب
قال المحلل السياسي والدبلوماسي السابق، فريدون مجلسي، لصحيفة "اقتصاد بويا" إن دولا مثل الصين وفنزويلا لن تكون بديلة عن الغرب، وهي فقط بمثابة "المُهدئ" المؤقت لإيران، وإنّ الطريق الأمثل والوحيد أمام طهران هو الاتفاق النووي والعودة إلى التجارة الدولية.
وشدّد مجلسي على ضرورة أن تستقل إيران في تجارتها الدولية لكي تستطيع التغلب على مشاكلها الاقتصادية، مضيفا "في حال لم تستطع إيران أن تكون مستقلة في تجارتها مع الدول، فإن اقتصادها سيقترب من الانهيار"، في إشارة إلى انحياز إيران إلى دول الشرق في علاقاتها الاقتصادية، وما لذلك من تبعات سلبية على الوضع الاقتصادي مستقبلا.
"ابتكار": تغيير خطاب الغرب وأميركا ضد إيران قد يفسح المجال لإسرائيل للقيام بأعمال ضد إيران
أشارت صحيفة "ابتكار" إلى أن لغة الخطاب الأميركي والأوروبي تجاه طهران قد تغيرت في الآونة الأخيرة، وأصبحت تحمل نوعا من التهديد والإنذار لإيران، وأن الحديث عن "الخطة باء" في مواجهة إيران يأتي في هذا السياق، منوهة إلى أن هذه التوجهات الجديدة قد تقود إلى تشديد العقوبات على طهران، وحتى إعطاء مساحة أوسع لإسرائيل للقيام بعمليات عسكرية وتخريبية ضد إيران.