اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 21 أكتوبر ، بتصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، بعد مواقفه الأخيرة من إيران، وتأكيده على ضرورة التزام طهران بتعهداتها المتعلقة بالتحقق النووي، ووقف الاستفزازات، والعودة إلى الدبلوماسية.
وهاجمت الصحف الأصولية مثل "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، مواقف غروسي وقالت: "الرجل المُنظم من واشنطن"، وذكرت أن مواقف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية تصدر بتأثير من الولايات المتحدة الأميركية، ونوهت إلى أن هذه المواقف هي أكثر حدة من مواقف المسؤولين السياسيين أنفسهم، وقالت إن "المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي سياسي أكثر من السياسيين".
واستخدمت "وطن امروز" عنوانا مشابها، حيث قالت: "خارطة عمل أميركية لغروسي"، ونوهت إلى أن طلب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة إيران يأتي بإيعاز من واشنطن.
في شأن آخر سلطت الصحف الإصلاحية، مثل: "آرمان ملي" و"اعتماد"، الضوء على تحركات البرلمان، الذي يسيطر عليه الأصوليون، لمحاكمة المسؤولين والوزراء في حكومة روحاني السابقة.
فصحيفة "اعتماد" عنونت في صفحتها الأولى، وقالت: "مساعي لمحاكمة زنغنة وابتكار"، فيما كتبت "آرمان ملي": "محاكمة ابتكار بعد ظريف".
وتأتي هذه التحركات من قبل البرلمان وأطراف في الحكومة الجديد في ظل أزمة اقتصادية خانقة تمر بها إيران، ويتهم مراقبون للشأن السياسي الإيراني المسؤولين الحاليين بمحاولة التهرب من المسؤولية عبر الدعوات إلى محاكمة المسؤولين السابقين، الذين يتهمونهم بالتقصير والتسبب في خلق الوضع الراهن.
في موضوع آخر أشارت صحف مختلفة مثل "آفتاب يزد" و"مردم سالاري" إلى مقال نشره موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، للدبلوماسي الإيراني السابق، سيد حسين موسويان والذي تناول فيه مستقبل الاتفاق النووي ومآلاته مشيرا إلى وجود سيناريوهين أمام الاتفاق النووي.
السيناريو الأول، حسب موسوي، فيتمثل في تنفيذ كامل الاتفاق النووي من خلال الاعتماد على خطة "خطوة مقابل خطوة"، بحيث تقوم إيران أولا بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، وتقوم الدول الغربية في المقابل برفع بعض العقوبات مثل العقوبات المالية والمصرفية عن إيران، ثم تأتي الخطوة التالية التي تتمثل في وقف إيران لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، ورفع الدول الغربية للعقوبات النفطية مقابل ذلك، إلى أن يتم تكميل مسار العودة إلى الاتفاق النووي عبر هذه الخطة.
أما السيناريو الثاني، حسب مقال موسوي، فهو يبدأ بمسار لتنفيذ جزء من الاتفاق النووي لينتهي إلى تنفيذ وإبرام الاتفاق النووي "بلاس"، الذي يتضمن إدخال قضايا أخرى ضمن الاتفاق النووي مثل القضايا الإقليمية.
والآن نقرأ بعض تفاصيل صحف اليوم:
"جهان صنعت": غروسي يريد زيارة إيران لـ"إقامة الحجة عليها"
قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية، علي بيكدلي، إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، يريد من زيارته لإيران لقاء رئيس الجمهورية، إبراهيم رئيسي، لكي يقيم الحجة على إيران ويسلمها رسالة محددة.
وذكر بيكدلي أن الظرف الذي تمر به طهران ليس ظرفا جيدا على الإطلاق، ولو أرادت أن تستمر بهذا النهج فستكون خاطئة بكل تأكيد، مضيفا "لا طريق أمام إيران سوى التقليل من حجم توقعاتها واعتماد سياسة أكثر مرونة لحل المشاكل".
كما دعا بيكدلي إلى التفاوض بشكل مباشر مع الولايات المتحدة الأميركية، وقال إنه يعتقد بأن المسؤولين الإيرانيين لا يملكون إدراكا صحيحا عن الظرف الراهن الذي تمر به إيران.
"وطن امروز": التصعيد الغربي دليل على أن الوقت ليس في صالح أميركا والدول الأوروبية
في المقابل علقت صحيفة "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، على تصريحات دنيس روس المستشار الأميركي السابق في عهد أوباما، والذي شدد على ضرورة إخافة إيران من أجل دفعها إلى طاولة المفاوضات، وعرّضت الصحيفة الأصولية بالرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، وقالت: "لقد ذهب الذي كان يخاف"، معتقدة أن مواقف روحاني في التعامل مع الغرب كان تنم عن خوف ورهبة من الأطراف الغربية".
وذكرت الصحيفة أن استخدام الأطراف الغربية للهجة التصعيد والتهديد والقول بأن جميع الخيارات على الطاولة دليل على أن الوضع الراهن ليس في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الأوروبيين.
"آرمان ملی": لماذا لا تتم محاكمة من قاموا باقتحام السفارة السعودية؟
انتقدت صحيفة "آرمان ملي" عدم جدية السلطات الإيرانية في محاكمة الأفراد الذين قاموا باقتحام السفارة السعودية في طهران، وسببوا قطع العلاقات بين طهران والرياض، وتساءلت في هذا الخصوص، وقالت: "في الوقت الذي نشاهد جهود ومساعي البرلمان في سبيل محاكمة المسؤولين في الحكومة السابقة، لماذا لا نشاهد محاكمة لمن قاموا وتسببوا في اقتحام السفارة السعودية في طهران، وكانوا السبب في تحميل إيران خسائر كثيرة على صعيد العالم والمنطقة؟".
وقالت الصحيفة "مَن يستطع أن يضمن أن لا يتم تكرار مثل هذه الحادثة في السنوات القادمة؟"، مضيفة: "أنه لمن المستغرب حقا أن الأفراد الذين أصبحوا اليوم مسؤولين في البرلمان والحكومة لم يطالبوا مرة واحدة بمحاكمة من قاموا باقتحام السفارة السعودية وهذا يدعو إلى العجب والغرابة"، حسب تعبير الصحيفة.
"مردم سالاري": مشروع إنتاج لقاح "فخرا" يتوقف بعد توقف مشروع "بركت"
أشارت صحيفة "مردم سالاري" في تقرير لها إلى المصير الذي ينتظر اللقاحات الإيرانية، بعد زيادة استيراد اللقاحات من الخارج، وذكرت أنه وبعد توقف العمل على إنتاج لقاح كورونا "كو بركت" حان الوقت ليتم الإعلان عن وقف اللقاح الثاني الذي أعلنت إيران عن مباشرتها للعمل فيه، وأطلقت عليه اسم "فخرا".
ونقلت الصحيفة كلام مدير مشروع لقاح "فخرا"، أحمد كريمي الذي أكد أن مسار الدراسات والبحوث في سبيل إنتاج هذا اللقاح أصبحت بطيئة، وهناك تحد تواجهه الجهات المسؤولة على إنتاج هذا اللقاح.
وانتقدت الصحيفة كثرة المشاريع التي أعلنت عنها أطراف مختلفة في إيران، ونوهت إلى أن هذه الكثرة كانت سببا في ضياع الجهود وارتفاع نسبة التكاليف، وتساءلت: "ما هو مصير التكاليف التي أنفقت في هذه المشاريع المتعددة؟".