علق عدد من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء، 26 أكتوبر (تشرين الأول)، على مؤتمر "جيران أفغانستان" الذي تستضيفه طهران غدا الأربعاء، وتباينت مواقف الصحف بين مرحب بهذا المؤتمر، ومنتقد له ولتوقيته.
الصحف الأصولية، ومن بينها "وطن امروز"، أظهرت ترحيبها بهذا المؤتمر، واعتبرته "مفتاحا لاستقرار أفغانستان"، أما صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية فأشارت إلى وجود تردد لدى دول الجوار الأفغاني للاعتراف بحركة طالبان، وتساءلت بالقول: هل تعلن طهران غدا اعترافها بطالبان؟ كما أشارت الصحيفة إلى تصريح نائب وزير الإعلام والثقافة في حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد، الأحد الماضي، وتأكيده على أن ممثل طالبان لن يحضر الاجتماع.
في شأن آخر أشارت صحيفة "شرق" إلى إبقاء كل من إيران وكوريا الشمالية ضمن القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي الدولية (FATF) في آخر تقرير لها، وذكرت الصحيفة أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أصبح الآن في مفترق طرق كبير، حيث أن مناقشة هذا الملف في مجمع تشخيص مصلحة النظام واقف على طلب رئيس الحكومة، وإذا لم يطلب ذلك من المجمع فإن الوضع سيستمر على ما هو عليه، وهو ما يتعارض مع وعود رئيس الجمهورية أثناء حملته الانتخابية، حيث وعد بحل المشاكل الاقتصادية للبلاد.
كما أشارت صحيفة "همدلي" إلى جانب من هذه الأزمات التي تواجه حكومة رئيسي بعد أكثر من شهرين على وصولها إلى الحكم، وذكرت أن الحكومة تعيش حالة من التردد وعدم الحسم في الملفات والتحديات الدولية، واعتبرت أن ملف الاتفاق النووي، وموضوع الانضمام إلى (FATF)، يشكلان أهم التحديات أمام حكومة رئيسي.
وعلى صعيد آخر لفتت صحيفة "ابتكار" إلى الحديث عن استعداد إسرائيل لضرب مواقع نووية إيرانية، عبر تخصيص مليار ونصف المليار دولار للميزانية العسكرية، كما نقلت تعليق علي شمخاني، سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني، وقوله إن رد إيران على هجوم محتمل سيكون "صادمًا".
على صعيد كورونا كتب عدد من الصحف وذكر أن البلاد باتت على وشك الدخول في الموجة السادسة لفيروس كورونا، وانتقدت الصحف التخبط في السياسات الحكومية المتخذة في مجال مكافحة كورونا. وعنونت صحیفة "إيران": "كورونا.. خطوة قبل الدخول في الموجة السادسة"، وأشارت "خراسان" إلى زيادة عدد المدن المصنفة ضمن قائمة "الحالة الحمراء" شديدة الخطوة، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "عجلة الموجة السادسة".
والآن نقرأ تفاصيل بعض صحف اليوم:
"آرمان ملي": "الوحدة الإسلامية" مجرد شعار.. ولم تُبذل جهود حقيقية لتحقيقها
علق الناشط الإصلاحي، صادق زيبا كلام، في مقال نشرته صحيفة "آرمان ملي" على مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي استضافته طهران الأحد الماضي، وتساءل بالقول: "هل الوحدة بين المسلمين سنة وشيعة قد ازدادت خلال الـ 43 سنة الماضية"، ليجيب بالقول إن الوحدة خلال هذه السنوات لم تكن أكثر من الوحدة قبل الثورة الإسلامية الإيرانية، إن لم تكن أقل منها.
وأكد زيبا كلام أن الوحدة الإسلامية، التي كثيرا ما تتغنى بها إيران، لم تحقق أهدافها والسبب في ذلك، حسب زيبا كلام، هو اقتصار هذه الوحدة على الشعارات والمناسبات ذات الصلة بموضوع الوحدة الإسلامية، وقلما بُذلت جهود ومساعي حقيقية لتحقيق هذه الوحدة بين المسلمين.
وذكر الكاتب أن الممارسات التي تقع على أرض الواقع تتعارض مع شعارات الوحدة، بل تسبب الشقاق والاختلاف، مشيرا إلى غياب مسجد لأهل السنة والجماعة في العاصمة الإيرانية طهران، وهو ما يجبر السنة الموجودين في العاصمة إلى الذهاب إلى سفارة باكستان، أو أماكن أخرى لأداء صلاة الجماعة والأعياد التي يقدسونها.
"مستقل": النظام الإيراني يحتاج إلى إصلاحات بنيوية.. ومفتاح الحل تغيير السياسة الخارجية
قال المحلل الاقتصادي، محمد تقي فاضل ميبدي، في مقابلة مع صحيفة "مستقل" إن النظام الإيراني يحتاج إلى إصلاحات بنيوية، مضيفا أن مجالات السياسة والاقتصاد والتعليم في البلاد في حاجة إلى إصلاحات أساسية.
ونوه ميبدي إلى أن مفتاح الحل لكافة المشاكل هو التخلي عن السياسة الإيديولوجية وتغيير اتجاه السياسة الخارجية للبلاد.
"اقتصاد بويا": إيران ستشهد نموا سكانيا سلبيا في العقدين القادمين
أشارت صحيفة "اقتصاد بويا" إلى ظاهرة التراجع السكاني في إيران، والتحذيرات التي يطلقها المعنيون في هذا المجال، والتأكيد على ان إيران ستشهد في العقدين القادمين نموا سكانيا سلبيا، وذلك بعد تراجع الإيرانيين عن إنجاب الأطفال والإحجام عن الزواج بين الشباب.
وقال المختص في القضايا الاجتماعية، أمان الله قرائي مقدم، للصحيفة إن السبب الرئيسي وراء امتناع الشباب عن الإقدام على الزواج هي الأزمة الاقتصادية في البلاد، مضيفا: "يوجد في البلاد حاليا 4 ملايين شاب عاطل عن العمل، فكيف نتوقع أن يقبل الشباب على الزواج في ظل البطالة المنتشرة، فضلا عن أن توفير معاش الناس بات صعبا وعسيرا".
"اعتماد": إيران لديها أدنى معدلات الخصوبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
في شان متصل لفتت صحيفة "اعتماد" إلى تصريحات صالح قاسمي، أمين مركز الدراسات السكانية الاستراتيجية، الذي أكد أن إيران لديها الآن أدنى معدلات الخصوبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولديها أيضًا أعلى معدلات تراجع الخصوبة في المنطقة على مدى العقود الثلاثة الماضية.
ولفت قاسمي إلى أن "معدل الخصوبة في البلاد وصل اليوم إلى 1.6 طفل لكل امرأة، وهو أدنى معدل خصوبة" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها".
وأعلن سكرتير مركز دراسات السكان في البلاد أن عدد سكان إيران الحالي يزيد على 85 مليون نسمة، مضيفًا: "يبلغ معدل النمو السكاني في إيران الآن حوالي 0.6 في المائة، لكن من المتوقع أن يكون معدل نمو السكان صفرا في السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة، ثم يصبح سالبًا وينخفض عدد السكان.