سيطر موضوع الهجمات السيبرانية التي استهدفت النظام الإلكتروني الموحَّد لتوزيع الوقود المدعوم في محطات الوقود الإيرانية، أمس الثلاثاء، على الصفحات الأولى من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء ، بعد تخبط إعلامي وتردد في تحديد مصدر الخلل الذي شهده نظام توزيع الوقود.
وبعد تردد وغموض أكد المركز الوطني للفضاء الافتراضي وقوع هجوم سيبراني، قائلا في بيان له بهذا الخصوص: "في الساعة 11 من صباح الثلاثاء 26 أكتوبر، أصدر مركز الإدارة الاستراتيجية (افتا) تقريرًا حول هجوم سيبراني على نظام الوقود الذكي في البلاد، ونتيجة لذلك، خرجت المحطات عن الخدمة، لتقديم خدمات التزود بالوقود في البلاد".
وكانت وزارة النفط الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق عن حدوث "خلل" في نظام بطاقة الوقود الذكية، بينما نفى الرئيس التنفيذي لشركة التكرير الإيرانية، في تصريح أدلى به إلى التلفزيون الإيرانية، وقوع هجوم سيبراني على محطات الوقود.
يشار إلى أن هذا الهجوم يأتي مع اقتراب ذكرى احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 في إيران، التي بدأت ردًا على زيادة أسعار البنزين بنسبة 200 في المائة، وسرعان ما تحولت إلى احتجاجات مناهضة للنظام، وقد واجه المحتجون قمعًا عنيفًا وغير مسبوق من قبل قوات الأمن والاستخبارات.
وعن حادثة يوم أمس كتبت صحف عدة، ولم تتردد في الاعتراف بالهجوم السييراني، بعد اعتراف رسمي أعلن عنه المسؤولون في الجهات المعنية.
وتساءلت صحيفة "عصر إيرانيان"، بالقول: "لماذا لا يتم الرد على الهجمات السيبرانية؟"، كما ربطت صحيفة "آرمان ملي" بين هذه الحادثة والحديث عن رفع أسعار المحروقات مرة أخرى.
في شأن آخر علقت صحيفة "رويش ملت" على الاجتماع الثاني لـ"جيران أفغانستان" على مستوى وزراء الخارجية، اليوم الأربعاء، والمقرر أن تستضيفه طهران، ونقلت موقف رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي الذي لوح بشكل غير مباشر باحتمالية الاعتراف بحركة طالبان، بقوله: "إذا أثبتت حركة طالبان من خلال تشكيلها حكومة شاملة، وأنها تلتزم بضمان حقوق القوميات والأقليات المختلفة، وعدم السماح للقوى الأجنبية بالتدخل في أفغانستان، فجبهة المقاومة الإسلامية سترحب بها".
كما أشارت صحيفة "سياست روز" إلى هذا الاجتماع، وعنونت بالقول: "يوم دبلوماسي في إيران".
كما تناولت الصحف الأصولية موضوع "الخزانة الفارغة" في عهد حكومة روحاني، وانتشار رسالة مسربة في هذا الخصوص تفيد بإعلان روحاني أن خزانة البلاد "فارغة"، ولا يمكن تخصيص ميزانية لأحد المشاريع التي طلبها رئيس منظمة التخطيط والميزانية، محمد باقر نوبخت.
واعتبرت صحيفة "كيهان" أن توقيت انتشار هذه الرسالة يثير أسئلة وشكوكا، لا سيما وأنها تأتي بالتزامن مع الحديث عن المفاوضات وبرامج الحكومة في المجال الاقتصادي، والتي بات الناس يأملون بفاعليتها في تقليل نسبة التضخم في البلادـ حسب تقرير الصحيفة. وكتبت صحيفة "خراسان"، وقالت: "ضجة الخزانة الفارغة".
والآن نقرأ تفاصيل بعض صحف اليوم:
"جوان": انتهت مؤامرة الوقود لكن أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات واضحة
اعترفت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، بوجود تخبط في أزمة توقف محطات الوقود بعد الحديث عن هجوم سيبراني، وقالت: "انتهت المؤامرة على وقود البلاد، لكن لا تزال هناك أسئلة كثيرة لم تتم الإجابة عليها، والإجابة على هذه الأسئلة أهم من أصل القضية ويجب تقديم إيضاحات صريحة في هذا الخصوص".
وذكرت الصحيفة أن حدوث هذه الهجمات بالتزامن مع اقتراب موعود المفاوضات المحتملة بين إيران والغرب، وكذلك تزامن هذه الأحداث مع اقتراب الذكرى السنوية لاحتجاجات الوقود في شهر نوفمبر من عام 2019 له دلالة خاصة، مضيفة: "لماذا لا توجد استعدادات استثنائية لمثل هذه الأيام الخاصة.. لماذا نسمح بهذه البنية التحتية غير الفاعلة، والتي يعترف الجميع باستهلاكها، أن تحمل البلاد والعباد تكاليف وخسائر؟!"
"آرمان ملي": لا بديل عن الاتفاق النووي وعلى طهران إعادة النظر في مواقفها
قال المحلل السياسي، مرتضى مكي، في مقال له نشرته صحيفة "آرمان ملي"، إنه منذ إعلان حكومة رئيسي منذ ثلاثة أشهر، ظهر للحكومة أنه ليس لها بديل عن مسار الاتفاق النووي، ويبقى هذا الاتفاق هو الطريق الوحيد أمام تحسين الوضع الاقتصادي في إيران، مشددا على ضرورة ان تعيد طهران النظر في مواقفها من الاتفاق النووي.
وحذر مكي من إضاعة الفرصة الحالية، وقال إن الولايات المتحدة الأميركية تحاول في الفترة الأخيرة خلق إجماع دولي ضد إيران، وهو ما يترتب عليه تبعات ثقيلة على الاقتصاد الإيراني.
"مستقل": هل إصلاح بنية النظام في إيران وارد؟
تقدمت صحيفة "مستقل" في مقابلتها مع الناشط الإصلاحي، أحمد زيد آبادي، بقائمة من الأسئلة الجريئة حول مستقبل النظام السياسي في إيران، وما إذا كان إصلاح بنية نظام الجمهورية الإسلامية ممكنا أم لا؟ أم إن هذا الموضوع لا يزال ضمن الخطوط الحمراء التي لا يمكن الاقتراب منها؟
وذكر زيد آبادي في الإجابة على هذا السؤال وقال: "في إيران أساسا لسنا أمام بنية سياسية موحدة، بل هناك عدد من البنى المتشابكة، مشيرا إلى وجود عدد من المؤسسات والجهات الموازية للحكومة، والتي تقوم بمنافسة الحكومة في مهامها ومسؤولياتها، وهو ما خلق تعدد البنى السياسية".
ونوه زيد آبادي أن استمرار هذه الحالة تجعل من عملية الإصلاح أمرا متعسرا، مؤكدا أن تغيير وجوه ومنفذي سياسات هذه المنظومة الحاكمة لا يساعد على حل المشاكل والأزمات.