غطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 28 أكتوبر (تشرين الأول)، موضوع الاجتماع الثاني لوزراء خارجية "جيران أفغانستان" في طهران بحضور روسي، وركزت الصحف الأصولية عليه بشكل لافت.
وعنونت "كيهان" و"وطن امروز" و"سياست روز" وغيرها من الصحف بعنوان موحد، هو: "تشكيل حكومة شاملة ودعم الشعب الأفغاني"، لكن صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، كانت أكثر وضوحا حيث عنونت بالقول: "الحكومة الشاملة شرط الاعتراف بطالبان".
كما تناولت الصحف بنسب متقاربة موضوع الاتفاق على استئناف المفاوضات النووية قبل نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، خلال لقاء الممثلين الإيرانيين مع ممثلي الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وأشارت صحيفة "جوان" إلى هذه التطورات، وأكدت أن المسؤولين الإيرانيين، وعلى رأسهم وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، أكدوا عدم استئناف المفاوضات النووية في فيينا من "نقطة الانسداد" التي كانت قد وصلت إليها.
في موضوع آخر أشارت الصحف إلى الهجمات السيبرانية التي استهدفت النظام الإلكتروني الموحَّد لتوزيع الوقود المدعوم في محطات الوقود الإيرانية، وتداعيات ذلك، ونقلت صورا لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لإحدى محطات الوقود، والتصريحات التي أدلى بها بهذا الخصوص.
وأوضح رئيسي، في تصريحاته أمس أن "البعض يريد إثارة غضب الناس من خلال خلق الفوضى وتعطيل حياتهم"، مطالبا وزارة النفط بمتابعة هذا الموضوع.
وأشارت صحيفة "ابتكار"، وغيرها من الصحف، إلى جانب آخر من تصريحات رئيسي، حيث أكد أن هذا الهجوم السيبراني ليس الأول، ولن يكون الأخير في تاريخ البلاد.
واستغلت الصحف الأصولية مثل "وطن امروز" زيارة رئيسي لمحطات الوقود، واعتبرته نقطة تحول في طريقة إدارة البلاد، مقارنة هذه الطريقة بالطريقة التي تعاملت معها حكومة روحاني في حادثة رفع أسعار الوقود، وما نجم عن ذلك من احتجاجات شعبية.
أما "كيهان" فعنونت عن الحادثة في صفحتها الأولى بخط عريض وقالت: "تدابير الحكومة وثقة الشعب أبطل خطة الأعداء".
وعزت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، في مقالها الافتتاحي، الهجمات السيبرانية على نظام الوقود الإيراني، إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، ووصفت وجود شبكة "معلومات واتصالات" وطنية "بالدرس الأكثر أهمية" لهذا الهجوم. وأضافت أن الشبكة الوطنية أصبحت لا تقل أهمية عن الصواريخ عالية الدقة والطائرات المسيرة.
ويأتي هذا في الوقت الذي كشفت المتحدثة باسم الشركة الوطنية لتوزيع المنتجات البترولية أن 80 في المائة من محطات الوقود لا تزال غير متصلة بالإنترنت.
والآن نقرأ تفاصيل بعض صحف اليوم:
"آرمان ملي": إيران تجاوزت الوقت المناسب للعودة إلى المفاوضات
دعا المحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية، يوسف مولايي، المسؤولين في بلاده إلى التوقف عن إضاعة الوقت بنسبة للمفاوضات النووية، وذكر أن التكتيك الحالي الذي تعتمده إيران في إطالة أمد العودة إلى طاولة التفاوض يضر بإيران ولا يحقق ما يأمله المسؤولون الإيرانيون، مضيفا أن جميع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن أصبحت منزعجة، وتريد من طهران أن تعود بسرعة إلى المفاوضات.
ونوه الكاتب إلى أن الدول الغربية تريد استئناف المفاوضات من حيث توقفت في عهد حكومة روحاني، لأن نتائج قد تحققت بين الأطراف المتفاوضة وينبغي البناء عليها، في حين أن حكومة رئيسي تريد إيجاد تغيير في التفاهمات التي حصلت بين المفاوضين.
وتابع الكاتب قائلا: "لقد تجاوزت إيران الوقت المتعارف عليه للعودة إلى طاولة المفاوضات، ودخلت الآن في الوقت بدل الضائع ولم يعد لديها وقت طويل للحصول على نتائج".
"كيهان": موقف إيران واضح وصريح والولايات المتحدة لا ترغب في العودة إلى الاتفاق النووي
أما صحيفة "كيهان" فقد عارضت هذه التحليلات ورفضت مقولة إن الحكومة الإيرانية لم تحسم أمرها في ما يتعلق بموضوع المفاوضات النووية، وأكدت في المقابل أن موقف الجمهورية الإسلامية واضح وصريح، لكن موقف الجانب الأميركي هو الذي ينم عن عدم رغبة وإرادة حقيقية لإحياء الاتفاق النووي من خلال المكر والخديعة التي تمارسها واشنطن، حسب تعبير الصحيفة الأصولية.
وأشارت الصحيفة إلى موقف إيران الثابت والمتمثل بإلغاء العقوبات بشكل عملي وليس تمثيليا، كما حدث في الفترة الواقعة بين أعوام 2015 و2018، كما يلزم الولايات المتحدة، حسب "كيهان"، تقديم ضمانات معتبرة لكي لا تكرر سلوكها السابق.
"جمهوري إسلامي": مؤتمر الوحدة الإسلامية لم يحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي"، إلى مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي استضافته إيران الأحد الماضي 24 أكتوبر، وذكرت أن هذه المؤتمرات والفعاليات حتى الآن لم تحقق نتيجة ملموسة على أرض الواقع، ولم تمنع حدوث الخلافات والفرقة بين المسلمين، داعية المسؤولين والقائمين على هذه المؤتمرات إلى إعادة النظر في طبيعة هذه المؤتمرات ونقدها وتحديد الخلل فيها.
كما علقت الصحيفة في تقريرها الأسبوعي حول مؤتمر "جيران أفغانستان"، الذي استضافته طهران يوم أمس الأربعاء، وأوضحت أن قرائن وشواهد توحي بأن روسيا تنوي الاعتراف بحركة طالبان باعتبارها حكومة رسمية لأفغانستان، وحذرت من خطورة هذه الخطوة وما تحمله من تبعات على أمن افغانستان ودول جوارها، واقترحت في المقابل دعوة هذه الدول لإجراء انتخابات حرة وتشكيل حكومة تشمل كافة الأطياف في أفغانستان.
"شرق": مشروع تقييد عمل الانترنت أم الأمن السيبراني؟
نقلت صحيفة "شرق" كلام النائب البرلماني، مجتبى توانكر، الذي طالب زملاءه البرلمانيين بالكف عن مشروع "تقييد" الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والاهتمام بقضايا أكثر أهمية مثل قضية تعزيز البنية التحتية لنقل البيانات في عدد من المنظومات، كما حدث بالنسبة للهجوم السيبراني الذي تعرض له النظام الإلكتروني الموحَّد لتوزيع الوقود المدعوم في محطات الوقود الإيرانية.
وقال توانكر في تغريدة له نشرتها الصحيفة: "هناك معلومات مقلقة حول وضع الأمن المعلوماتي في البلاد. يقال إن البنى التحتية لنقل البيانات لعدد من المنظومات الحياتية بيد أحد منافسينا الإقليميين، يجب معرفة جذور التساهل أو الغفلة والنفوذ في شبكة الصيانة السيبرانية في البلاد. بعض الأفراد، ولأغراض مجهولة، لا هاجس لديهم سوى تقييد استخدام الناس وعملهم في العالم الافتراضي. اتركوا الإنترنت وفكروا بأمن البلاد".