اهتمت كثير من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت بموضوع المفاوضات النووية بعد تحديد موعد استئنافها في الـ 29 من الشهر الجاري، معربة عن أملها في أن تقود هذه المفاوضات إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، كما لم تخفِ بعض الصحف مخاوفها مما ينتظر هذه المفاوضات من صعوبات وتحديات.
وكتبت صحيفة "إيران" الحكومية في صفحتها الأولى: "29 نوفمبر الجاري بدء المفاوضات لرفع العقوبات"، وقالت "جمهوري إسلامي": "الاتفاق على مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في 29 نوفمبر".
أما صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري فأشارت إلى أن إيران هذه المرة تعود إلى المفاوضات وهي تملك أوراقا أقوى، حيث أصبحت نسبة التخصيب لديها مرتفعة، مما يعزز موقفها في تلك المفاوضات. وكتبت: "29 نوفمبر مع حقيبة التخصيب الغنية". وأشارت الصحيفة إلى أن احتياطي إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة وصل إلى 25 كيلوغرامًا.
وفي المقابل نجد الصحف الإصلاحية متخوفة من مستقبل المفاوضات وترى أن الطريق للوصول إلى اتفاق ليس بالسهل، وطالبت صحيفة "آرمان ملي" بتحديد العوامل التي تعرقل مسار المفاوضات حتى ذلك الحين، فيما كتبت "ابتكار" في صفحتها الأولى قائلة "هزيمة الديمقراطيين ومهمة إحياء الاتفاق النووي الصعبة".
وفي شأن آخر، أشارت صحيفة "شرق" إلى استمرار التصريحات المتناقضة لمسؤولي النظام الإيراني بشأن الناقلة الفيتنامية "سوتيس" التي تحتجزها إيران، حيث ذكرت أن روايات أخرى تؤكد عدم وجود دور للولايات المتحدة الأميركية في هذه الحادثة.
ونوهت الصحيفة إلى أن استمرار أزمة الناقلة المحتجزة قد يخلق تحديات جديدة لوزارة الخارجية الإيرانية ودعت إلى الإسراع بعلاج الأزمة والتخلص منها.
أما صحيفة "كيهان"، فلا تزال تتغنى بهذا "الإنجاز" الذي قام به الحرس الثوري، وتؤكد أن "الصفعة التي وجهها الحرس الثوري للولايات المتحدة الأميركية أفرحت شعوب العالم".
وفي شأن اقتصادي، لفتت صحف مختلفة مثل "همدلي" إلى الحديث المتداول عن التوقعات المرعبة عن الارتفاع في الأسعار في الأسابيع القادمة، وكتبت: "التضخم الكبير بالمرصاد".
والآن يمكننا أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شرق": الرواية الرسمية لإيران حول احتجاز ناقلة النفط غامضة
تناولت صحيفة "شرق" موضوع احتجاز ناقلة النفط الفيتنامية في بحر عمان على يد الحرس الثوري، وذكرت أن الرواية الرسمية الإيرانية تتسم بالغموض، كما أن توقيت الإعلان عن هذه الحادثة وتزامنها مع الذكرى السنوية لاقتحام السفارة الأميركية وقضية احتجاز الرهائن له هدف ودلالة خاصة.
ونوهت الصحيفة إلى أن إيران ومن خلال إعلانها عن هذا الخبر في هذا التوقيت تريد أن تؤكد أن سياسة تصفير النفط الإيراني قد فشلت وأنها مستمرة في تصدير نفطها.
وأضافت الصحيفة: "كذلك الإعلان عن هذا الخبر بالتزامن مع الجولة الجديدة من المفاوضات يراد منه الإشارة إلى أن إيران ليست بحاجة ماسة إلى اتفاق لكي تقوم بتصدير نفطها وبترولها".
"همدلي": رواية أخرى في قضية احتجاز السفينة الفيتنامية
نوهت صحيفة "همدلي" في مقالها الافتتاحي إلى توقيت انتشار خبر احتجاز حادثة السفينة وأن السكوت عن الموضوع لما يقارب 10 أيام يدل على وجود دوافع خلف هذا الإعلان في هذا التوقيت بالتحديد، منتقدة هذه الطريقة من بيع النفط الإيراني بشكل لا شفافية فيه.
وذكر كاتب المقال، محسن صنيعي، أن الرواية الأكثر منطقا وقربا للواقع هي أن "إيران قامت قبل شهور بتفريغ حمولة نفطية لها في مياه بحر عمان بين سفينتين وكانت إحدى السفينتين هي سفينة فيتنامية وأثناء تفريغ حمولة النفط بين سفينتين وصلت قوات البحرية الأميركية وهو ما جعل السفينة الفيتنامية تبادر بالهروب من موقع الحادث دون تسديد مستحقات إيران واستمرت في طريقها بعد أن أطفأت نظام GPS لتحديد الموقع أي إن السفينة الفيتنامية هي التي سرقت النفط الإيراني".
وأضافت الصحيفة: "بعد ذلك رصدت القوات العسكرية الإيرانية حركة هذه السفينة، وفي نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عادت السفينة الفيتنامية مرة أخرى إلى مياه بحر عمان وهو ما جعل القوات العسكرية الإيرانية تقوم باحتجاز السفينة ومصادرة نفطها".
"توسعه إيراني": رفع التخصيب بنسبة 60 % مقلق وتحديد موعد للمفاوضات يعطي بارقة أمل
أشارت صحيفة "توسعة إيراني" إلى إعلان إيران 29 نوفمبر الحالي موعدا لاستئناف المفاوضات النووية، ووصفت سياسة إيران وسلوكها بأنه خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الخلف، موضحة أن تحديد موعد لاستئناف المفاوضات يعطي بارقة أمل، لكن الإعلان عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة أمر مقلق لأنه قد يؤدي إلى أن تفقد إيران دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد أن تؤكد هذه الأخيرة أن البرنامج النووي الإيراني غير خاضع للرقابة.
"جهان صنعت": لا أمل في نجاح مفاوضات 29 نوفمبر وشروط طهران وواشنطن مستحيلة التنفيذ
قال المحلل السياسي، صلاح الدين هرسني، في مقال نشرته صحيفة "جهان صنعت" إن المفاوضات القادمة لن تقود إلى نتائج، لأن ظروف تحقيق النتائج الإيجابية غير مهيأة، مشيرا إلى أن موقف إيران من جهة لا يزال هو الموقف السابق، وترى أن برنامجها الصاروخي ودورها الإقليمي غير قابلين للتفاوض، ومن جهة أخرى نجد أن الولايات المتحدة الأميركية لن تقبل بتقديم امتيازات إلا إذا قبلت إيران إجراء تغييرات في برنامجها الصاروخي.
وختم هرسني مقاله بالقول إن شروط كل من إيران والولايات المتحدة الأميركية هي شروط مستحيلة التنفيذ، مضيفا: "إيران لن تقبل ببدء المفاوضات من نقطة جنيف ولا بروكسل بل تريد بدء مفاوضات من نقطة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وهذا يعني أنها لا تقبل التفاوض مع واشنطن، ولذا فلا ينبغي أن نؤمل في مفاوضات 29 نوفمبر ونعتبر الاتفاق النووي منتهي الصلاحية".