لا تزال أزمة المفاوضات والعودة إلى طاولة الحوار مع أطراف الاتفاق النووي الشغل الشاغل لمعظم الصحف الإيرانية، اليوم الأحد 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
ومواقف هذه الصحف معروفة من المفاوضات سلفا، فالصحف الأصولية مستمرة في تبني موقف التيار المتشدد في إيران، وتعتقد أن الأطراف الأخرى لا خيار أمامها إلا رفع العقوبات عن إيران، وأن موقف إيران أصبح قويا بعد رفع نسبة التخصيب.
من هذه الصحف يمكن ان نشير إلى صحيفة "سياست روز" التي كتبت في عنوانها الرئيسي بالصفحة الأولى "شرط نجاح المفاوضات تحقيق مطالب إيران"، مشيرة إلى لقاء وزير الخارجية الإيراني مع نظيره الروسي ومناقشة ملف الاتفاق النووي.
وذكرت صحيفة "إيران" الحكومية أنه وبالاقتراب من موعد استئناف المفاوضات ازدادت الذرائع والحجج المفتعلة، مشيرة إلى موقف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أعرب عن عدم ارتياحه لمسار الرقابة على نشاط إيران النووي.
وفي المقابل نجد الصحف الإصلاحية والمعتدلة تعرب باستمرار عن تخوفها من مسار المفاوضات. وكتب صحيفة "جهان صنعت" نقلا عن المحلل السياسي جاويد قربان أوغلي: "ادخلوا في مفاوضات مباشرة مع أميركا قبل 29 نوفمبر"، وعنونت "ستاره صبح": "التأخير في مفاوضات فيينا أضر بإيران".
وفي شأن آخر، لفت عدد من الصحف مثل "شرق"، و"همدلي" إلى وصول أحمد شاه مسعود إلى إيران، حاملا رسالة من رئيس جمهورية طاجيكستان للقاء المسؤولين الإيرانيين، بالإضافة إلى اجتماعه بأمير إسماعيل خان الحاكم السابق لولاية هرات الموجود في إيران.
وكتبت "آرمان ملي" أن أحمد شاه مسعود وأنصاره هما الطرف الوحيد الذي لا يزال يقاوم حركة طالبان، واصفة موقف طهران إزاء هجوم حركة طالبان على ولاية بنجشير معقل أنصار أحمد شاه مسعود بالموقف "الانفعالي" الذي أثار انتقاد معظم الإيرانيين في الداخل، حسب ما جاء في الصحيفة.
كما لفتت بعض الصحف إلى الأحداث في العراق وسقوط قتلى وجرحى في العاصمة العراقية بغداد، وكتبت صحيفة "سياست روز": "تكرار سيناريو بيروت في بغداد". واستخدمت "إيران" الحكومية عنوان "إطلاق النار على رافضي نتائج الانتخابات في بغداد".
والآن يمكننا أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آفتاب يزد": آيديولوجيا طالبان لا تتماشى مع الحكومة الحديثة لكن الحركة قد تستفيد من تجربة إيران بعد الثورة
أجرت صحيفة "آفتاب يزد" مقابلة مع المختص في الشؤون الأفغانية، بير محمد ملازهي، ذكر فيها أن الاعتراف بحركة طالبان حكومة رسمية لأفغانستان أمر لا مفر منه، لأن مصالح الدول هي التي تحدد العلاقات وليس الشعارات التي تتبناها هذه الدول.
وذكر ملازهي قائلا إن الحكومة الحديثة لا يمكن أن تنسجم مع آيديولوجيا طالبان لكن هذه الحركة قد تستفيد من تجربة إيران بحيث تقوم بتوجيه القضايا توجيها إسلاميا.
واستشهد الكاتب بمواقف مراجع الدين الإيرانيين من قضية الأرباح البنكية حيث عارضوا جميعا في بداية الثورة الفائدة البنكية بنسبة 4 في المائة عندما أعلن عنها رئيس الوزراء آنذاك مهدي بازرغان لكن بعد ذلك تم تغيير اسم هذه الفائدة ليطلق عليها اسم "الأجر"، وقد ارتفعت نسبة الفائدة من 4 في المائة في بداية الثورة إلى 27 و28 في المائة في الوقت الحالي، وهي تبدو في الظاهر متفقة مع مبادئ الإسلام لكنها في الحقيقة تأتي بالتوافق مع ما يريده أصحاب السلطة! حسب تعبير الكاتب.
"جهان صنعت": انخرطوا في مفاوضات مباشرة مع أميركا قبل 29 نوفمبر
أكد المحلل السياسي، جاويد قربان أوغلي، لصحيفة "جهان صنعت"، أن "تفاوض إيران مع روسيا ودول الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يقود إلى نتائج ملموسة"، وطالب بالدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن قبل الموعد المقرر، وهو 29 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وأشار قربان أوغلي إلى شروط إيران التي تطالب الولايات المتحدة الأميركية بتقديم ضمانات لعدم الخروج من الاتفاق النووي مرة أخرى، وذكر أن واشنطن لن ترضخ لهذا الشرط ولن تعطي إيران مثل هذا الضمان.
وأضاف قربان أوغلي أن طهران قد تراجعت عن هذا الشرط وهي الآن تريد ضمانا بعدم خروج الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي في عهد جو بايدن، وهو ما لم يحصل عليه اتفاق حتى الآن.
"كيهان": المطالبون بالإسراع في الدخول إلى المفاوضات "تربية أميركية"
هاجم كاتب صحيفة "كيهان"، سعد الله زارعي، كل من يعتقد أن شروط إيران لا يمكن تلبيتها من قبل الولايات المتحدة، واصفا هؤلاء المحللين والخبراء بأنهم "حاملي أعباء أميركا" ويخدمونها في إيران، وتساءل الكاتب بالقول: "لماذا استطاعت أميركا أن تتغلغل بهذا الشكل إلى النظام الثقافي السياسي في إيران وأن توظف الأفراد في خدمة أهدافها وسياساتها؟".
وذكر الكاتب أن الذين يطالبون الحكومة بعدم إهدار الوقت، والإسراع في الدخول إلى المفاوضات قبل الحصول على ضمانات هم في الواقع أصحاب تربية أميركية، مشددا على ضرورة خلق طيف فكري يكون مقابلا لهذا الطيف الجانح نحو أميركا والغرب.
"ستاره صبح": 40 مليون إيراني في حاجة ماسة إلى تلقي مساعدات مالية عاجلة
تناولت صحيفة "ستاره صبح" في تقرير اقتصادي لها ظاهرة الفقر المتفاقم في إيران على إثر تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وأشارت إلى تصريح رئيس لجنة التربية والتعليم في البرلمان الذي ذكر فيه أن ما يقارب 40 مليون إيراني باتوا اليوم في حاجة إلى تلقي مساعدات مالية عاجلة.
ونوهت الصحيفة إلى تزايد ظاهرة الانتحار بين الإيرانيين على خلفية الأزمة الاقتصادية وتداعيات جائحة كورونا، ونقلت كلام النائب البرلماني السابق، محمد قاسم عثماني، الذي أكد عدم رضا الناس عن الوضع المعيشي، مضيفا "البنية الهيكلية للبلاد معيبة ومريضة ونحتاج إلى ثورة اقتصادية".