أوشكت حكومة الرئيس الإيراني الجديد تتخطي المائة يوم على وصولها إلى الحكم، وهي حكومة أصولية يقودها إبراهيم رئيسي المقرب من المرشد علي خامنئي، والمدعوم من الحرس الثوري والبرلمان وكافة المؤسسات السيادية في البلاد.
وقد تفاخرت الصحف الأصولية، اليوم الأحد 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، بما تعتبره إنجازات لحكومة رئيسي خلال هذه الفترة، في الوقت الذي سجل فيه سعر الدولار رقما قياسيا بعد تخطيه حاجز الـ28 ألف تومان للدولار الواحد، وانعكاسات ذلك على باقي الأسعار في الأسواق الإيرانية.
وعن "إنجازات رئيسي" وحكومته، كتبت كل من "جوان"، و"كيهان".. وعنونت هذه الأخيرة بالقول: "اهتمام خاص بالوضع المعيشي للناس في المائة يوم الأولى من عمر الحكومة"، كما كان عنوان إحدى مقالاتها: "ماذا لو لم يأت رئيسي؟"، مهاجمة الحكومة السابقة.
وفي سياق متصل، تناولت صحف مختلفة أزمة اضطراب الأسواق، والارتفاع الكبير في سعر الذهب والدولار، على الرغم من التصريحات التي يدلي بها المسؤولون الإيرانيون عن قرب انفراجة اقتصادية والإفراج عن جزء من الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج.
وعلقت صحيفة "جمهوري إسلامي" حول الموضوع وكتبت: "الدولار يتخطى حاجز 28 ألف تومان"، أما "جهان صنعت" فربطت بين ارتفاع سعر الدولار والمفاوضات النووية، وكتبت في عنوانها الرئيسي: "تخطي الدولار لعقدة فيينا"، وذكرت أن الأسواق الإيرانية لم تعد تتأثر بالوعود السياسية التي يطلقها المسؤولون، كما كتبت "شهروند" حول هذه الأزمة: "حيرة الدولار".
أما صحيفة "اعتماد" فانتقدت الغموض والسرية في موضوع الإفراج عن 3 مليارات و500 مليون دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، حيث لم يعلن المسؤولون عن الجهة أو الدولة التي أفرجت عن هذه الأموال، وذكرت أن كثيرا من الأخبار المشابهة قد انتشرت في وسائل الإعلام، لكن يتبين بعد مدة كذب هذه الأخبار وعدم صدقها.
وفي شأن آخر، أشارت صحف أصولية مثل "وطن امروز"، و"سياست روز"، إلى تصريحات الرئيس الأميركي، جو بايدن حول مستقبل شراء النفط من إيران، حيث ذكر أن المعلومات المتاحة تظهر أن إمدادات النفط من دول غير إيران كافية في الوقت الحالي، ما قد يؤدي إلى "انخفاض كبير" في مشتريات النفط من إيران.
وعارضت "كيهان" هذا التوقع من الرئيسي الأميركي، وأكدت في المقابل أن إيران قد زادت من نسبة تصديرها للنفط في الآونة الأخيرة.
والآن يمكننا أن نقرأ بعض الأخبار الأخرى في صحف اليوم:
"مستقل": لا رفع للعقوبات دون مفاوضات
قال الخبير السياسي والمختص في العلاقات الدولية، حسن بهشتي، لصحيفة مستقل إن الحكومة الإيرانية تحاول تقليل أثر العقوبات من خلال القيام بعدد من الإصلاحات السياسية، لكن الحاجة إلى رفع العقوبات تبقى أساسية بالنسبة للاقتصاد الإيراني، منوها إلى أن طهران تريد رفع العقوبات بشكل كامل وهو ما لا يمكن تحقيقه ولن تقبل به الولايات المتحدة الأميركية.
وحول موقف إيران من المفاوضات المباشرة قال بهشتي: "الولايات المتحدة الأميركية ترغب في المفاوضات المباشرة لكن إيران ترفض ذلك، وحجتها هي أن أميركا قد خرجت من الاتفاق النووي ولا يمكنها الجلوس على طاولة واحدة مع إيران للتفاوض حول مستقبل الاتفاق النووي"، مضيفا: "لكن الموضوع الأساسي هو أن مشكلتنا الرئيسية مع أميركا وهي التي يجب أن تقتنع.. ليس لدينا مشكلة مع الدول الأوروبية أو روسيا والصين لكي نتفاوض معهم".
"جهان صنعت": السياسة الخارجية الإيرانية تعيش حيرة وفقدانا للاستراتيجية المنظمة
قال المحلل السياسي، علي بيكدلي، في مقال بصحيفة "جهان صنعت" إن ما تعاني منه السياسة الخارجية الإيرانية في الوقت الراهن هو الحيرة وعدم وجود استراتيجية منظمة للسير عليها في الملفات الخارجية، فكل يوم يظهر مسؤول بتصريح جديد وينقلب على هذا التصريح في اليوم التالي، مؤكدا أن ظروف إيران والضغوطات الاقتصادية الصعبة التي تعيشها لا تعطيها القدرة على المناورة كثيرا.
وذكر بيكدلي أن تعدد الأصوات والمواقف في السياسة الخارجية الإيرانية وصل إلى مجلس الأمن القومي، فهو الآخر يعاني من تعدد المواقف، وقد حرم هذا التعدد في الأصوات والمواقف إيران من أن تسلك سياسة عاقلة ورشيدة.
"كيهان": ماذا لو لم يفز رئيسي بالانتخابات الرئاسية؟
حاولت صحيفة "كيهان" الدفاع عن أداء حكومة رئيسي في المائة يوم من عمر حكومته، لكنها نهجت في هذا الدفاع والثناء طريقا طريفا، حيث سلكت نهجها المعهود، ألا وهو الهجوم على حكومة روحاني السابقة، التي كانت تعمل فقط على إرضاء الغرب وكسب تأييده حسب رأي الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن خطوات هامة على صعيد لقاح كورونا قد تحققت دون الحاجة إلى انضمام إيران لمجموعة العمل المالي (FATF) كما كانت الحكومة السابقة تحاول الربط بين استيراد اللقاح والانضمام إلى (FATF).
كما اعتبرت "كيهان" انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون من إنجازات حكومة رئيسي التي فتحت أمام إيران فرصة مناسبة للانفتاح الاقتصادي على الشرق.
"تجارت": المؤشرات الاقتصادية في 100 يوم من حكومة رئيسي تدل على ضعف شديد في أدائها
رأت صحيفة "تجارت" أن المؤشرات الاقتصادية خلال المائة يوم الأولى من عمر حكومة إبراهيم رئيسي تدل على ضعف شديد في أداء الحكومة وسياساتها الاقتصادية، ونوهت إلى أن تدهور الأوضاع الاقتصادية خلال الفترة القصيرة من حكم رئيسي قد أثار انتقادات الجميع بمن فيهم الذين صوتوا لرئيسي في الانتخابات الرئاسية.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة لم تعد تهتم بتوصيات الخبراء والمشفقين على الاقتصاد، كما حملت المتكسبين من بقاء العقوبات الاقتصادية والوضع المضطرب في الأسواق مسؤولية استمرار الوضع الراهن.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن المواد الغذائية باتت مرتفعة الأسعار بشكل كبير، بحيث بات المواطنون يشكون من سوء التغذية بسبب عجزهم عن شراء ما يحتاجونه من الأسواق.