يبدو أن الدور الروسي في المفاوضات النووية بات يثير حساسية كبيرة لدى الشارع الإيراني، في ظل انقطاع الاتصالات المباشرة بين طهران وواشنطن في مفاوضات فيينا وقيام روسيا بدور الوسيط بين الطرفين.
وازدادت هذه الحساسية على أثر التصريحات المكررة للمبعوث الروسي إلى فيينا، ميخائيل أوليانوف، وتحوله إلى مصدر رئيسي في توضيح ما توصلت إليه المفاوضات النووية، كما بلغت هذه الحساسية ذروتها يوم الأربعاء الماضي على خلفية نشر أوليانوف لصورة تجمعه بالمبعوث الأميركي روبرت مالي، وكأن المفاوضات تجري بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية.
واعتبرت صحيفة " نقش اقتصاد"، اليوم الأحد 2 يناير (كانون الثاني) 2022، أن مثل هذه المشاهد تعتبر تنازلا عن السيادة الإيرانية في المفاوضات النووية، ويرى كثير من المراقبين أن روسيا تلعب بورقة إيران في حساباتها مع الولايات المتحدة الأميركية.
كما كتبت صحيفة "آرمان ملي" قريبا من ذلك، وعنونت بالقول: "لا ينبغي أن يكون ميخائيل أوليانوف هو صاحب القرار"، ونقرأ في "جهان صنعت" مقالا لها صدرته بالقول: "لا تعولوا على ميخائيل أوليانوف".
في صعيد آخر أشارت معظم الصحف إلى تصريحات المرشد علي خامنئي يوم أمس السبت أول يناير (كانون الثاني) أثناء لقائه بأسرة قاسم سليماني تزامنا مع الذكرى السنوية الثانية لمقتله على يد القوات الأميركية.
وعنونت صحيفة "جمهوري إسلامي" بكلام المرشد حول دور سليماني في دعم الميليشيات والجماعات الموالية لإيران في المنطقة، حيث قال خامنئي خلال اجتماعه بأسرة سليماني: "باتت اليوم (الجماعات الموالية لإيران) أكثر نشاطا وأكثر تفاؤلا مقارنة بالعامين الماضيين". وكان المرشد الإيراني قد قال يوم 16 ديسمبر (كانون الأول) 2020 إنه يجب على "الآمرين" والذين تورطوا في قتل سليماني "أن يدفعوا الثمن"، وأن "هذا الانتقام حتمي متى ما كان ممكنا".
فيما نقلت "كيهان" قول المرشد بأن ترامب والذين تورطوا في مقتل القائد السابق لفيلق القدس سيدفعون الثمن، و"سيدفنون في مزبلة التاريخ".
وفي شأن اقتصادي علقت صحيفة "اقتصاد بويا" على استمرار زيادة التضخم في البلاد، موضحة أن أسعار الذهب والدولار تشهد ارتفاعا مستمرا منذ وصول إبراهيم رئيسي إلى الحكم في إيران، كما ذهبت إلى أن الاتفاق النووي هو مفتاح إنقاذ الاقتصاد الإيراني المتدهور.
والآن يمكننا أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": المبعوث الروسي يحرص على عدم نجاح المفاوضات النووية
قال الكاتب والمحلل السياسي، صلاح الدين هرسني، في مقال له بصحيفة "جهان صنعت" إنه لا ينبغي السماح لروسيا بأن تنوب عن إيران في المفاوضات النووية، مؤكدا أن روسيا لم ولن تكون حليفا استراتيجيا لإيران، وفي أفضل حالاتها تكون العلاقة بين البلدين هي علاقة تكتيكية تعتمد على مبدأ "السلام البارد".
وهاجم الكاتب الوفد الإيراني المفاوض في فيينا كما اتهمه بأنه لا يتقن اللغة الإنجليزية بشكل جيد لهذا يتولى المبعوث الروسي التفاوض مع الأميركان في ظل انقطاع الاتصالات المباشرة بين طهران وواشنطن، مؤكدا أن الأدلة والبراهين الموجودة تثبت أن المبعوث الروسي يحرص على عدم نجاح المفاوضات النووية لأن الروس يدركون أن وجود علاقة مستدامة بين إيران والغرب لن تكون في مصلحة روسيا.
وأضاف الكاتب: "في الواقع وضع ميخائيل أوليانوف في موضع التفاوض بالنيابة عن إيران يكون بمثابة وضع ثعلب علی حراسة حظيرة للدجاج"، موضحا أنه لا يجب أن يتفاءل الإيرانيون بنتائج المفاوضات التي يديرها المبعوث الروسي بالنيابة عن إيران.
"جمهوري إسلامي": لماذا العجلة في توقيع اتفاقية بعيدة المدى مع روسيا؟
علقت صحيفة "جمهوري إسلامي" على قضية الاتفاقية بعيدة المدى بين إيران وروسيا والتي من المقرر أن تتم مناقشتها جديا خلال زيارة رئيسي المقبلة إلى موسكو. وذكرت الصحيفة أن هذا الاتجاه نحو الشرق في سياسات الجمهورية الإسلامية يقضي على شعار "لا شرقية ولا غربية" الذي رفعه المسؤولون الإيرانيون منذ بداية الثورة الإيرانية عام 1979م.
ونوهت الصحيفة إلى أن روسيا والصين مثل الولايات المتحدة الأميركية لا يمكن الوثوق بها، وبالتالي فعلى إيران أن لا تعتمد عليها بشكل كامل، مستغربة من استعجال الجانب الإيراني على توقيع اتفاقية مع روسيا على غرار تلك التي وقعتها مع الصين قبل شهور.
واستشهدت الصحيفة بالتجربة السورية في علاقة روسيا مع إيران حيث استفادت موسكو من إيران عسكريا لتحقيق وضمان مصالحها الاستراتيجية هناك إلا أنها لم تدعم إيران عندما تعرضت مواقعها للهجمات الإسرائيلية.
"ستاره صبح": تبادل رسائل مكتوبة بين إيران وأميركا في فيينا
قال سفير إيران السابق في النرویج، عبد الرضا فرجي راد، لصحيفة "ستاره صبح" إن هناك رسائل مكتوبة تم تبادلها بين الجانبين الإيراني والأميركي في فيينا، وهي في الواقع بديل عن المفاوضات المباشرة، موضحا أن تبادل الرسائل المكتوبة هذا يوحي بأن التفاوض المباشر بين الجانبين محتمل. وتتعزز هذه الاحتمالية وتصبح متوقعة أكثر من السابق.
"آرمان ملي": انتشار ظاهرة زواج القاصرات بسبب زيادة الفقر في المجتمع
في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" قالت الناشطة النسوية، زهراء نجاد بهرام، إن حكومة رئيسي تستمر في نهج سياسة العلاج المؤقت والمعتمد على الكلام والتصريحات في التعامل مع قضايا حقوق النساء، دون أن تخطو خطوات عملية في هذا الصدد، مستنكرة تشجيع أطراف في الحكومة الحالية على ترويج ونشر ظاهرة زواج القاصرات والأطفال من النساء، بحيث وصل الأمر إلى أن تقر الحكومة في الكتب المدرسية بفكرة أن زواج الفتيات يبدأ من سن العاشرة وهو انتهاك صريح للدستور الذي ينص على أن زواج الفتيات يصح بعد تجاوزهن لسن الرابعة عشر.
ونوهت الناشطة نجاد بهرام على أن حكومة رئيسي لم تول قضايا النساء اهتماما يذكر منذ توليها للسلطة قبل 6 شهور تقريبا، موضحة أنه أثناء حكومة روحاني السابقة كانت قضايا النساء ومطالبهن تتم متابعتها بشكل جاد مقارنة مع حكومة رئيسي التي لم تحدد سياسة واضحة في التعامل مع مطالب النساء في مجال التوظيف والأمن الاجتماعي والقضاء على التمييز والعنصرية الممارسة بحق النساء في المجتمع.