موضوعان رئيسيان كان لهما حضور لافت في الصحف الصادرة اليوم السبت 15 يناير (كانون الثاني) 2022؛ الأول هو عودة أطراف الاتفاق النووي إلى عواصم بلدانهم بعد الحديث عن تحقيق تطور، والقول إن المفاوضين عادوا إلى بلدانهم للتشاور قبيل اتخاذ القرار الأخير.
وقد وصفت صحيفة "اعتماد" عودة ممثلي الدول إلى عواصم بلدانهم بـ"العودة المصيرية"، وكما كتبت "دنياي اقتصاد" عن الموضوع: "تفاؤل بإحياء الاتفاق النووي".
أما الموضوع الثاني الذي اهتمت به الصحف كذلك فهو موضوع زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، إلى الصين، حيث لم تخف بعض الصحف تخوفها من هذه الاتفاقية "الغامضة" التي لم يفصح عنها الجانب الإيراني بكثير من التفصيل والوضوح.
وفي مقابل الصحف المتخوفة من هذه الاتفاقية نجد صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري ترحب بها، حيث أشارت إلى زيارة عبداللهيان إلى الصين واعتبرت أن نتائج تحركات الدبلوماسية الإيرانية نحو الصين ستأتي بنتائج أسرع من نتائج المفاوضات في فيينا، وعنونت بالقول: "بيجين أسرع من فيينا"، مضيفة أنه وفي الوقت الذي عاد فيه ممثلو الدول المشاركة في مفاوضات فيينا إلى بلدانهم، يعلن عبداللهيان عن بدء العمل باتفاقية إيران والصين الممتدة لـ25 عاما.
وفي المقابل نرى صحيفة "آرمان ملي" تنتقد هذه الاتفاقية وتصفها بالغامضة، وجاء في عنوانها الرئيسي في الصفحة الأولى: "اتفاقية إيران والصين لـ25 عاما.. التفاصيل غير معروفة حتى الآن". كما كتبت صحيفة "ابتكار" عنها واعتبرتها "بداية لاتفاق كبير".
وفي موضوع سياسي، كتبت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد في مقالها الافتتاحي عن الرسوم المتحركة لموقع خامنئي حول تهديد ترامب بالاغتيال انتقاما لمقتل قاسم سليماني، قائلة: "لم يفت الأوان بعد لرؤية الظل الذي تشعرون بالرعب من رؤيته في مثل هذه الرسوم المتحركة، فوق رؤوسكم".
وفي موضوع آخر علقت صحيفة "مردم سالاري" و"ستاره صبح" على جواز السفر الإيراني وتراجع قيمته عالميا، حيث أظهر آخر استطلاع في مؤشر "هينلي" لجوازات سفر دول العالم، نشره المعهد المذكور الثلاثاء 11 يناير (كانون الثاني) الحالي، أن جواز السفر الإيراني يأتي ضمن أسوأ 16 جواز سفر على مستوى العالم.
وعلقت صحيفة "رويش ملت" على تحذيرات المسؤولين في القطاع الصحي وحديثهم عن زيادة عدد الإصابات بكورونا في البلاد، كما كتبت "ستاره صبح" عن الموضوع وقالت "خطر انتشار أوميكرون بين الإيرانيين يتزايد".
وفي شأن آخر، علقت صحيفة "كيهان" على افتتاح رئيسي لمصفاة نفطية في جزيرة قشم وتحدثت عن نمو بنسبة 40 في المائة في الصادرات الإيرانية لتخلص في النهاية إلى أن حكومة رئيسي قد أفشلت العقوبات وجعلتها بلا تأثير.
لكن ما نقرأه في صحيفة "صمت" يقودنا لعكس ذلك، حيث أكدت أن أصحاب الأعمال والمصانع يضطرون في كثير من الأحيان إلى إغلاق أعمالهم بعد ارتفاع تكاليف الإنتاج، مؤكدة أن الناس لم يلمسوا تراجع تأثير العقوبات كما يحاول المسؤولون المقربون من الحكومة الإيهام بذلك.
والآن يمكننا أن نطالع أهم ما جاء في بعض الصحف:
"مستقل": رهان إيران على روسيا في المفاوضات النووية خطأ فادح
نشرت صحيفة "مستقل" مقالا للكاتب والمحلل السياسي، مهدي مطهري نيا، حول أسباب قبول إيران بأن ينوب عنها ممثل إحدى الدول في المفاوضات النووية، موضحا أن ما تقوم به روسيا وممثلها في المفاوضات النووية أمر يدعو للقلق؛ لأن روسيا وإن تظاهرت بأنها حليف استراتيجي لإيران إلا أنها في الحقيقة منافس لإيران في قطاع الطاقة.
كما أجرت الصحيفة مقابلة مع الخبير في العلاقات الدولية، جاويد قربان أوغلي، الذي ذكر للصحيفة أن التصرفات "الغبية" التي ظهرت من المبعوث الروسي في المفاوضات النووية أثارت حفيظة الرأي العام الإيراني.
وأوضح قربان أوغلي أن رهان إيران على روسيا في المفاوضات النووية سيكون خطأ فادحا لأن روسيا بعد الاتحاد السوفياتي هي دولة في الحد المتوسط من القوة والمكانة وهي غارقة في الأزمات والمشاكل.
"جمهوري إسلامي": انتبهوا لهذا التحذير.. طريقة التعيينات الحالية تقرّب البلد من حافة السقوط
حذرت صحيفة "جمهوري إسلامي" السلطات الإيرانية في مقالها الافتتاحي الذي عنونته بالقول: "انتبهوا لهذا التحذير" من استمرار الوضع الداخلي وسيطرة شريحة معينة من الأفراد على مفاصل الدولة والانفراد بخيرات البلد، موضحة أن هذه الحالة هي التي كانت سببا في سقوط النظام السابق الذي وضع القوانين لكي تكون متسقة مع مصالح الحاكم والجماعة التي تحيط به.
وأضافت الصحيفة: "إيران بعد الثورة شهدت بعض الوعود الجميلة مثل تحكيم مبدأ الجدارة، والأهلية في توظيف الأشخاص وتعيينهم في المناصب. لكن وبمرور الوقت اتجه الحكم في البلاد إلى المحسوبية والتعيين في المناصب حسب الولاء والانتماء الفكري والسياسي".
وذكرت الصحيفة أن طريقة التعيين المعتمدة حاليا تقرّب البلد نحو حافة السقوط وأن نظام الجمهورية الإسلامية بات بلا نُظم رقابية على طريقة التعيين في مختلف المؤسسات والقطاعات.
"ستاره صبح": المفاوضات في مرحلة التفاصيل الدقيقة وأخذ الضمانات
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، علي أصغر زركر، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" أن الصمت الفعلي الذي يسود أجواء المفاوضات النووية يدل على اقتراب الأطراف المتفاوضة من التوصل إلى نتيجة بعد هذه الجولات من التفاوض، معتقدا أن المفاوضات الآن قد وصلت إلى مرحلة التفاصيل الدقيقة وأخذ الضمانات.
وذكر زركر أن الولايات المتحدة الأميركية بدأت بتخفيف قيودها على بيع النفط الإيراني، كما أنه من المحتمل أن تبادر كوريا الجنوبية والعراق بإطلاق سراح الأموال الإيرانية المجمدة لديها بإيعاز من الولايات المتحدة الأميركية.
"همشهري: الإصابات بكورونا تعود إلى الارتفاع بعد 20 يوما من الانحسار
سلطت صحيفة "همشهري"، في تقرير لها الضوء على أزمة تزايد الإصابات بكورونا في إيران ونوهت إلى أن عدد الإصابات في إيران بعد عشرين يوما يعود إلى حالة الارتفاع بعد أن كانت الإصابات تتراجع باستمرار.
وكان مسعود يونسيان، عضو اللجنة العلمية الوطنية لكورونا، قد قال لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، أمس الجمعة 14 يناير، إن أوميكرون لم يصبح حتى الآن السلالة السائدة في البلاد، لكن الإصابة به تتزايد يوما بعد يوم.
كما كشف مسؤول طبي بمحافظة مركزي وسط إيران أن نصف المصابين بكورونا في المحافظة مصابون بسلالة المتحور أوميكرون، كما أعلن مسؤول طبي آخر أن عدد المصابين بأوميكرون في الأهواز جنوب غربي إيران يصل إلى نحو ألف شخص.