يبدأ الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، زيارة رسمية إلى روسيا اليوم للقاء المسؤولين الروس ومناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، والتمهيد لاتفاقية شبيهة بتلك التي أبرمتها إيران مع الصين.
وتناولت صحف إيرانية مختلفة اليوم الأربعاء، 19 يناير (كانون الثاني)، هذه الزيارة حيث رحبت بها الصحف الأصولية مثل "وطن امروز"، واعتبرتها تحقيقا وتجسيدا للدبلوماسية "المتوازنة" التي بدأت إيران في نهجها منذ وصول رئيسي إلى الحكم، وتحدثت "كيهان" و"رسالت" عن المزايا الاقتصادية والتجارية لهذه الزيارة على وجه التحديد، كما وصفت "ابتكار" هذه الزيارة بـ"الاستراتيجية".
فيما أعربت صحف أخرى مثل "مردم سالاري" عن قلقها من هذه السياسة التي باتت تنتهجها طهران، وذكرت أن فيها "ثقة" زائدة بالشرق بالتزامن مع المفاوضات مع الغرب، موضحة أن الإيرانيين لا يملكون ذكريات حسنة من الروس ووفائهم بما يتعهدون به للإيرانيين.
كما نشرت "ستاره صبح" مقالها الافتتاحي حول الموضوع وعنونته بالقول: "نأمل أن لا تكون زيارة رئيسي لروسيا ذات علاقة بالمفاوضات النووية".
وفي شأن اقتصادي تحدثت "جمهوري إسلامي" عن أزمة هروب الاستثمارات من إيران نتيجة عدم الوضوح في المشهد السياسي، وما ينتظر الاقتصاد الإيراني من مستقبل.
واعتبرت صحيفة "تجارت" الاقتصادية أن هناك الكثير من الأسباب التي جعلت الاستثمارات تفر من إيران، منها النظرة المغرضة تجاه المستثمرين، والقوانين الآنية التي تقررها الحكومة الإيرانية بين الحين والآخر، وكذلك المناخات المساعدة التي توفرها الدول المنافسة لطهران والتي تدفع بالمستثمرين، والذين يرغبون في الاستثمار في الداخل الإيراني، إلى التوجه إلى تلك الدول والاستثمار فيها على حساب إيران.
على صعيد اقتصادي آخر علقت صحيفة "وطن امروز" على ارتفاع أسعار النفط عالميا، وأشادت "كيهان"، المقربة من المرشد، بالعملية العسكرية التي نفذها الحوثيون ضد أهداف مدنية في الإمارات، قائلة إن هجوم حركة الحوثي على الإمارات حطم الرقم القياسي لأسعار النفط منذ 7 سنوات.
والآن نقرأ بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": الاتفاق الجيد يكون مع واشنطن لا روسيا والصين
انتقد المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، قاسم محبعلي، توجه الحكومة الإيرانية نحو الشرق وتحديدا روسيا والصين، واعتقادها بأن التقارب مع هاتين الدولتين من شأنه المساعدة في التوصل إلى اتفاق نووي يحقق أهداف إيران ومطالبها، مؤكدا في المقابل أن إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية هو الضامن الوحيد للتوصل إلى اتفاق من هذا النوع، وليس التوجه نحو الصين وروسيا.
وأشار محبعلي، في مقابلته مع صحيفة "آرمان ملي"، إلى طبيعة النظام السياسي في الولايات المتحدة الأميركية، وكون رئيس الجمهورية هناك لا يملك الخيارات المطلقة في إعطاء الوعود والتعهدات في الاتفاقيات التي تبرمها واشنطن مع الدول الأخرى، موضحا أن طهران ترغب في الحصول على ضمان يمنع خروج الرؤساء القادمين للولايات المتحدة الأميركية من هذا الاتفاق مرة أخرى، وهو أمر يستبعده الكاتب ويعتقد أن الرئيس الأميركي لن يكون بمقدوره ضمان مثل هذا التعهد.
"آفتاب يزد": علاقة بين الأحداث في العراق واليمن ولبنان وسوريا والمفاوضات النووية
على صعيد إقليمي أشارت صحيفة "آفتاب يزد" إلى تطورات الأحداث في دول الجوار الإيراني، رابطة بين ما يجري في العراق واليمن وسوريا ولبنان وبين المفاوضات النووية، مستشهدة بكلام الخبير في الشأن العراقي، محمد صالح صدقيان، الذي ذهب إلى أن بقاء الأزمة السياسية في العراق ولبنان وعدم حسم أمر الحكومات هناك له علاقة بأجواء المفاوضات النووية.
كما أشارت الصحيفة إلى النزاع السياسي بين الشيعة في العراق، حيث بات البيت الشيعي مقسما إلى تيارين؛ الأول: يمثله رجل الدين البارز مقتدى الصدر، والثاني: يمثل الإطار التنسيقي، واصفة هذا التيار الأخير بالضعيف والواهن مقابل التيار الصدري الذي بدأ العمل على تشكيل الحكومة بعيدا عن التحالفات الشيعية السابقة.
"ستاره صبح": مزايا تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية
قال المحلل السياسي، حسن بهشتي بور، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن توصل كل من إيران والمملكة العربية السعودية إلى اتفاق ينهي القطيعة السياسية بينهما يساعد على حل الكثير من القضايا، وعلى رأسها الأزمة اليمنية المستمرة منذ ست سنوات.
واعتبر الكاتب أن المفاوضات التي تجري حاليا بين طهران والرياض تعتبر مكملة للمفاوضات النووية الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، وليست "موازية" لها كما يحاول بعض الأطراف ترويج ذلك، معتقدا أن حل الأزمة السياسية بين إيران والسعودية يساعد في تعزيز مكانة إيران إقليميا.
"خراسان": ضعف البنية التحتية لإيران يقلل فرص الاستفادة من روسيا
أشارت صحيفة "خراسان" الأصولية إلى الفرص والإمكانيات الاقتصادية التي تملكها إيران في علاقاتها مع روسيا، لكنها قالت إن هذه الفرص لم تستثمر بشكل جيد حتى الآن من الجانب الإيراني، مرجعة ذلك سبب ذلك إلى ضعف البنية التحتية الإيرانية.
وأوضحت أن الطريق البحري لإيران لم يتم تحديثه ليكون منسجما مع حجم العلاقة والإمكانيات بين البلدين، كما أن الطرق البرية الإيرانية والشاحنات التي تملكها البلاد لا تفي بالغرض، حيث تعاني هذه الشاحنات من استهلاك ملحوظ.
وخلصت الصحيفة في النهاية إلى أن إيران تعاني من ضعف على مستوى الموانئ والطرق البرية والسكك الحديدية، وأنه من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية مع روسيا لابد من تحديث هذه القطاعات وتحسين بنيتها التحتية.