كان الموضوع الأبرز في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 20 يناير (كانون الثاني)، هو زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى العاصمة الروسية موسكو ولقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز هذه العلاقة وتطويرها.
واتفقت الصحف الإصلاحية والأصولية على وصف الزيارة بـ"الهامة والاستراتيجية" التي سوف يترتب عليها آثار ونتائج على صعيد العلاقة بين طهران وموسكو.
وذهبت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إلى أبعد من ذلك حيث وصفت لقاء رئيسي ببوتين بـ"اللقاء الذي سيصنع التاريخ"، مهاجمة كل مَن ينتقد نهج حكومة رئيسي في تعاملها مع روسيا، كما نوهت صحيفة "عصر إيرانيان" بهذه الزيارة، مدعية أن هناك "اتحادا استراتيجيا" بين الدولتين الكبيرتين في مجال الطاقة، وأن زيارة رئيسي إلى موسكو ستجعل تنمية العلاقات والتعاون الاقتصادي بين روسيا وإيران في طور التنفيذ والتطبيق العملي.
وبعد توجه إيران الواضح إلى الشرق، كتبت صحيفة "كيهان"، المقرّبة من المرشد على خامنئي: "في الأساس روسيا الحديثة مختلفة تمامًا عن روسيا القيصرية، والصين الماضية ليست الصين الحالية التي في طريقها لتصبح القوة الاقتصادية العظمى في العالم، وإيران الإسلامية القوية مختلفة تمامًا عن إيران القاجارية".
وكان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قد أعلن خلال زيارته إلى روسيا أمس الأربعاء، عن رغبة طهران بتوسيع علاقاتها مع موسكو، مؤكدا أن طهران ليس لديها قيود في هذا الصدد.
وتأتي زيارة رئيسي لموسكو بالتزامن مع محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، وهو الملف الذي لا يزال من الموضوعات التي تشغل اهتمام الصحف ووسائل الإعلام العالمية والمحلية.
وعن الاتفاق النووي كتبت صحيفة "مردم سالاري" عن مواقف الأحزاب السياسية في إيران تجاه المفاوضات في فيينا، حيث ستعقد اللجنة المشتركة للأحزاب الإيرانية اجتماعا اليوم في مبنى وزارة الداخلية للتأكيد على "الاجماع على المصالح الوطنية في المفاوضات النووية"، وشددت على أهمية "عودة الاعتبار" إلى الاحزاب في إيران، والتأكيد على دورها في رسم المشهد السياسي للبلاد.
كما كتبت "تجارت" الاقتصادية وأعربت عن أملها في أن تنتهي الجهود والمساعي المبذولة في صعيد العلاقات الخارجية لإيران بإنهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، والتي باتت تعطل حركة سير الاقتصاد.
على صعيد كورونا تخوفت صحيفة "جمهوري إسلامي" من فشل الحكومة الإيرانية في التعامل مع جائحة كورونا وسلالة أوميكرون، وعنونت بالقول: "مخاطر انتشار أوميكرون على طهران"، ونقلت "اقتصاد سرآمد" تصريحات مسؤول في اللجنة العلمية لمواجهة كورونا، حيث أكد أن ذروة انتشار أوميكرون في إيران ستكون بعد شهر من الآن، وعلى البلاد الاستعداد والجاهزية.
وفي شأن منفصل علقت صحيفة "جام جم" على محاكمة زعيم "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، التي عقدت أولى جلساتها الثلاثاء 18 يناير، في الفرع 26 للمحكمة الثورية بطهران. ووجهت المحكمة تهمة "الإفساد في الأرض" لفرج الله كعب الملقب بـ"حبيب أسيود"، زعيم "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز".
واختُطف حبيب أسيود، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، من قبل جهاز الأمن التابع للنظام الإيراني في إسطنبول بتركيا، ونُقل إلى إيران.
والآن نقرأ بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": الروس لا يعتبرون إيران حليفا استراتيجيا
قال المحلل السياسي والبرلماني السابق، حشمت فلاحت بيشه، في مقال نشره بصحيفة "آرمان ملي" إن طهران تحاول أن تثبت أن علاقاتها بروسيا هي علاقة استراتيجية، في حين أن الجانب الروسي وشخص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا ينظر إلى العلاقة مع إيران بهذه النظرة، مشيرا إلى تسليم طهران لقاعدة "نوجه" الجوية لروسيا أثناء عمليات القصف التي قامت بها هذه الأخيرة ضد أهداف في سوريا، وأوضح أن مثل هذه التصرفات من قبل طهران تؤكد أنهم يعتبرون روسيا حليفا استراتيجيا لهم، لكن الروس لا يتعاملون بالمثل مع إيران.
ونوه الكاتب إلى أن روسيا تنظر إلى العلاقة مع إيران نظرة "تكتيكية"، مؤكدا أن موسكو اثبتت في الملف السوري وكذلك أزمة العقوبات الاقتصادية ضد إيران بأنها لا تعتبر طهران حليفا استراتيجيا.
كما استشهد الكاتب بأحداث قصف المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا من قبل المقاتلات الإسرائيلية، حيث لم تسمح روسيا تفعيل منظومات الدفاع الجوي "أس 300" التي تملكها سوريا للتصدي لهذه الأهداف.
"جوان": زيارة رئيسي لروسيا بداية "مرحلة ما بعد الغرب"
في المقابل نجد صحيفة "جوان" تشيد بالعلاقة بين روسيا وإيران، وتتهم كل من يعارض هذه العلاقات وينتقد النهج الإيراني في التعامل معها بأنه "تابع لغرب"، موضحة أن التعاون مع دول الشرق مثل روسيا والصين لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع مبادئ وأهداف الثورة الإيرانية.
وذهبت الصحيفة إلى وجود فرق جوهري بين التعاون مع الشرق والغرب، وهو أن التعاون مع الدول الشرقية لا يتطلب من إيران التنازل عن قيمها ومبادئها الثورية، في حين أن الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية تشترط على إيران التنازل عن أسس الثورة ومبادئها لبناء علاقات معها.
كما اعتبرت الصحيفة زيارة رئيسي إلى روسيا بأنها بداية لمرحلة جديدة من التعاون في الصعيد العلاقات الدولية، ووصفت هذه المرحلة بمرحلة "ظهور التعاون بين القوى غير الغربية"، وكذلك بـ"مرحلة ما بعد الغرب" حسب تعبير الصحيفة.
"كيهان": بائعو الوطن هم من يعارضون الاتفاقية مع الصين وروسيا
وقريبا من ذلك وصفت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، مَن يحالون تشويه علاقة إيران بالدول الأخرى بأنهم "جماعة من بائعي الوطن" الذين يعملون لكي تصبح طهران شبيهة بالدول الغربية.
ونوهت الصحيفة أن هذه الجماعة المعارضة للاتفاقية بين إيران والصين وبين إيران وروسيا يأخذون شبهاتهم من معاهد البحث والدراسات التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية.
وأضافت "كيهان": "بكل تأكيد فإن روسيا اليوم تختلف عن روسيا القيصرية، كما أن الصين باتت مختلفة عن السابق، وإن إيران وهاتين الدولتين لا تبني علاقاتها وفق ما كانت عليه طبيعة هذه الدول في القرون الماضية، لكن الإصلاحيين لا يدركون هذا التغيير الجيوسياسي الحاصل في عصر ما بعد الولايات المتحدة الأميركية"، حسب تعبير الصحيفة.