طرحت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 8 فبراير (شباط)، تساؤلات عن النتائج المتوقعة من استئناف الجولة الثامنة للمفاوضات النووية المقرر أن تتم اليوم، وهي الجولة الأخيرة والحاسمة حسب الكثير من المصادر المتصلة بالأطراف الحاضرة في فيينا.
وتساءلت صحيفة "آفتاب يزد" عن النتائج المرتقبة من هذه المفاوضات بعد مخاض عسير طال انتظاره وترقبه، مستندة بكلام الخبير والمحلل السياسي، أحمد شيرزاد، الذي توقع رفع جزء من العقوبات عن طهران وبقاء جزء آخر ساري المفعول.
كما تساءلت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية بالقول وكتبت: "هل المفاوضات النووية في المحطة الأخيرة؟"، فيما جاء في مانشيت "جمهوري إسلامي": "الاتفاق النووي بات قريبا"، وذكرت أن القرائن والأدلة تثبت أن الاتفاق قد حصل وتحقق بالفعل بين الأطراف المفاوضة، وسوف يتم الإعلان عنه قريبا.
في صعيد آخر أشارت صحف مختلفة إلى ارتفاع عدد الوفيات بكورونا بعد أن سجلت إيران وفاة أكثر من 100 شخص خلال 24 ساعة، وهو ما ينذر بتفاقم الوضع الصحي في البلاد.
وعنونت صحيفة "اعتماد" حول الموضوع وكتبت: "العودة إلى وفيات ما فوق المائة"، ونوهت إلى زيادة بنسبة 88 في المائة في الإصابات خلال 14 يوما الماضية، كما عنونت "آرمان ملي" بالقول: "أوميكرون سيشهد ارتفاعا أكبر من الوقت الحالي".
ومن المواضيع التي اهتمت بها الصحف اليوم هو موضوع قتل الفتاة الأهوازية على يد زوجها، حيث اختلف قراءات الصحف الأصولية والإصلاحية للحادثة، فبينما ترى الصحف الإصلاحية، مثل "سازندكي"، تنتقد القوانين الفعلية وتصفها بأنها غير رادعة، نجد الصحف الأصولية والمقربة من الحرس الثوري مثل "جوان" تهاجم الإصلاحيين، وتذكر أنهم قد ضخموا حادثة قتل الفتاة لأغراض خاصة، وأكدت أن هذه الجريمة لا علاقة لها بالدين أو القوانين غير العادلة في البلاد.
والآن نقرأ بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شرق": تحديات السياسة الخارجية الإيرانية
قارن المحلل السياسي والدبلوماسي السابق، جاويد قربان أوغلي، في مقال له بصحيفة "شرق" بين الوضع الحالي في إيران والوضع في عهد حكومة محمد خاتمي الإصلاحية، وذكر أن إيران في ذلك الحين شهدت ازدهارا واستقرارا في علاقاتها الخارجية انعكس إيجابيا على الوضع الاقتصادي في الداخل، مؤكدا الحاجة الفعلية لإيران في امتلاك سياسة خارجية "هادئة" و"مستقرة" من شأنها خفض مستوى التوتر مع العالم، وبناء علاقات تقوم على مبدأ الاحترام المتقابل مع كافة دول العالم، وفتح أبواب اقتصاد البلاد على الاقتصاد العالمي.
كما استشهد الكاتب بنموذج الاتحاد السوفيتي وأسباب انهياره بالرغم من سيطرته على نصف الكرة الأرضية، مرجعا السبب في ذلك إلى اعتماد الاتحاد السوفيتي بشكل كامل على الجانب الأمني والعسكري وعجزه في تلبية المطالب والحاجات الاقتصادية لشعبه، في إشارة إلى النموذج الإيراني الحالي الذي يبدو أنه – في اعتقاد الكاتب - يسلك نفس الطريقة التي سلكها الاتحاد السوفيتي ويستثمر كامل طاقاته وإمكانياته في القطاع العسكري ويهمل القطاعات الأخرى.
وعن أبرز التحديات التي تواجه النظام الإيراني ذكر الكاتب ملف الاتفاق النووي وضرورة نجاحه بعد عقدين من المفاوضات المستمرة كتحد أول، فيما اعتبر أن التحدي الثاني لإيران يتمثل في تهدئة علاقتها الخارجية وتحديدا مع دول المنطقة، حيث لا تمتلك طهران أي علاقة مستقرة مع دول الجوار التي تشهد كل منها مشاكل وأزمات.
وذكر الكاتب أن تحول إيران إلى عدو أول في نظر العالم العربي بدل إسرائيل هو تحد آخر للنظام الإيراني، يحتم عليه إعادة النظر في سياسته المتعلقة بمحور المقاومة.
وأخيرا كان التحدي الأخير في السياسة الخارجية لإيران، حسب قربان أوغلي، يتمثل في العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، وضرورة إيجاد حل دائم للصراع بين طهران وواشنطن.
"كيهان": لا نخدع أنفسنا.. مواقفنا تعكس رؤية النظام
نوهت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد الإيراني، إلى بعض التوجهات والمواقف السياسية للناشطين والشخصيات السياسية في الداخل الإيراني والتي تحاول الادعاء بأن مواقف صحيفة "كيهان" المتشددة لا تمثل مواقف النظام والسلطة الحاكمة، مؤكدة في المقابل أن مواقفها وتصريحاتها تمثل "سقف مطالب النظام" و"الإجراءات القصوى والمحتملة للسلطة".
وأضافت الصحيفة، بعد نقلها عن موقع "عصر إيران" هذه القراءة، أن حديثها وتهديدها في الخروج والانسحاب من الاتفاق النووي وكذلك معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وترك المفاوضات في فيينا، وإن لم يتحقق حتى الآن، فإن تنفيذ هذه التهديدات قد يتحقق بالفعل إذا وصلت المواجهة بين إيران والغرب إلى مراحل مرتفعة، حسب الصحيفة.
"جمهوری اسلامی": الجمهورية الإسلامية لم تحقق وعودها حول تحقيق العدالة ومواجهة الظلم
اعترفت صحيفة "جمهوري إسلامي" المعتدلة بوجود شرخ طبقي في إيران، حيث تضم المدينة الواحد بين العوائل التي تسكن البيوت الفاخرة والمنازل الفخمة، وبين العوائل التي لا تجد مأوى يؤويها ولا مسكن يلم شمل أبنائها.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الوضع المتناقض يؤكد أن الجمهورية الإسلامية لم تستطع تحقيق وعودها وشعاراتها حول مواجهة الظلم والتمييز وفقدان العدالة.
وأضافت الصحيفة أن هذا الشرخ الطبقي الكبير بلغ مستويات مرتفعة، بحيث لا يمكن بعد ذلك وصف هذا المجتمع بالمجتمع الإسلامي، مؤكدة أن جميع من كانوا في مركز صناعة القرار خلال العقود الأربعة الماضية هم من مسببي هذا الوضع السيء في البلاد.
"اعتماد": شعار الاستقلال فقد معناه بعد حادثة رفع علم الصين فوق برج آزادي في طهران
في سياق متصل ذهب كاتب صحيفة "اعتماد" إلى أن شعار الاستقلال الذي نادت به الثورة الإيرانية هو الآخر لم يتحقق، مشيرا إلى رفع علم الصين على "برج آزادي" وسط العاصمة طهران ما جعل مثل شعار الاستقلال يفرغ من محتواه ويفقد معناه الحقيقي.
وانتقد الكاتب، محسن أمين زاده، الذي كان مساعدا لشؤون السياسة الخارجية في حكومة محمد خاتمي، هذه الإجراءات التي تقوم بها السلطة الفعلية في إيران، وذكر أن مثل هذه الأحداث إذا كانت متقابلة وتتم بالتنسيق بين مسؤولي ورؤساء البلديات في البلدين فلا ضير فيها ولا بأس، لكن إذا كانت تتم من طرف واحد فإن ذلك يضعف الشعور الوطني ويعزز التدخلات الخارجية في شؤون إيران السياسية.