بالاقتراب من اللحظات والأيام الأخيرة لمفاوضات فيينا، تزايد الاهتمام الصحافي بالموضوع، حيث غطت الكثير من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 14 فبراير (شباط) موضوع المفاوضات حول ملف إيران النووي.
وذكرت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية أن المفاوضات باتت في المحطة الأخيرة، وأن هناك إشارات بأن هذه الجولة من المفاوضات هي الجولة الأخيرة. كما عنونت "جمهوري إسلامي" حول الموضوع، وكتبت "مفاوضات فيينا النووية في الخط الأخير".
وفي سياق متصل نجد صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد متشائمة من نتائج المفاوضات، حيث حذرت الحكومة من الانخداع بالولايات المتحدة الأميركية، وقالت إن على الحكومة أن تكون واعية وأن لا تنخدع بالولايات المتحدة الأميركية ووعودها حيث تحاول واشنطن أن تدعي أنها تعطي امتيازات لإيران، وذلك من خلال رفعها للعقوبات التي فقدت مفعولها.
على صعيد آخر، نوهت بعض الصحف إلى موضوع الملف الصوتي المسرب والذي كشف تورط شخصيات من الحرس الثوري في قضايا فساد واسعة.
وعن الموضوع عنونت صحيفة "مهد تمدن" في المانشيت وقالت "ضجة الملف الصوتي العسكري"، وأشارت الصحيفة إلى صمت الصحف الأصولية مثل "كيهان"، و"جوان"، بالإضافة إلى الوكالات التابعة للحرس الثوري مثل "فارس"، و"تسنيم"، عن التعليق على هذا الموضوع. وأضافت أن جميع الشخصيات الأصولية التي علقت على الموضوع لم تنف أصل الملف وصحته وذلك لأنها كانت تعرف بحقيقته وقد سمعته قبل انتشاره على الملأ العام حسب الصحيفة.
كما كتبت "مردم سالاري" حول الموضوع وتساءلت: "هل حقا أن الملف الصوتي المسرب من مكتب قائد الحرس الثوري السابق يتناول قضايا عادية؟" كما يدعي المدافعون عن الحرس الثوري، وقالت "آفتاب يزد" الإصلاحية في صفحتها الأولى: "تأكيد صحة الملف الصوتي المسرب من اجتماع قائد الحرس الثوري السابق".
والآن يمكننا مطالعة تفاصيل بعض ما جاء في صحف اليوم..
"مردم سالاري": الملف الصوتي المسرب يقضي على ثقة الشعب في المسؤولين
أشارت صحيفة "مردم سالاري" في تقرير مطول إلى موضوع الملف الصوتي الذي يوثق قضايا فساد في الحرس الثوري وأوضحت أن هذا الموضوع أصبح الآن يشكل أهم موضوع سياسي في إيران هذه الأيام، لافتة إلى أن هذا التسريب هو الثالث من نوعه، حيث كان الأول قد حدث قبل 5 سنوات بين مسؤولين في السلطة القضائية بمن فيهم إبراهيم رئيسي، مع مرجع التقليد حسين علي منتظري، وانتقاداته لإعدامات عام 1988م، فيما كان الملف الصوتي المسرب الثاني والذي أثار ضجة واسعة في المشهد السياسي الإيراني هو تسريب مقابلة وزير الخارجية محمد جواد ظريف حول دور الحرس الثوري وشخص قاسم سليماني في ملفات سياسية خارجية.
وأوضحت الصحيفة أن مثل هذه التسريبات تؤثر سلبا على ثقة الرأي العام، ومن الضروري تقديم الإيضاحات الشفافة حول هذه القضايا، مؤكدة أن هناك إهمالا جليا في مسألة اهتمام المسؤولين بتراجع ثقة الشارع في الحكومة والمسؤولين وأن استمرار هذا الوضع يزيد من اتساع المسافة والفجوة بين الشعب والسلطة.
"كيهان": الإصلاحيون يحاولون تخريب سمعة الحرس الثوري من خلال الملف الصوتي المسرب
هاجمت صحيفة "كيهان" التيار الإصلاحي على خلفية انتشار الملف الصوتي حول الفساد في الحرس الثوري، وذكرت أن الإصلاحيين يحاولون وبالاستناد إلى هذا الملف تخريب سمعة الحرس الثوري الذي أفشل أحلام الاستكبار العالمي والدول العميلة حسب الصحيفة.
كما أشارت الصحيفة إلى وجود اسم قاسم سليماني ضمن المستفيدين من الفساد الحاصل في الموضوع، ونفت أن يكون سليماني أراد استغلال فساد الشركة والاستفادة الشخصية منها، مؤكدة في المقابل إن سليماني حتما كان قد استخدم الأرباح التي تجنيها هذه الشركة قبل أن ينكشف فسادها من أجل الدفاع عن البلاد ومواجهة داعش والتكفيريين.
"مستقل": لا توجد إرادة حقيقية لتغيير أساسي في الدستور والتغيير الجزئي لن يعالج المشاكل
قال المحلل والناشط الإصلاحي، هدايت الله آقايي، في مقابلة مع صحيفة "مستقل" إن إجراء التغييرات في الدستور الإيراني لن تعالج المشكلة، مستبعدا أن تستهدف التغييرات القضايا الهامة والأساسية والتي تشكل مطلبا شعبيا لدى الشارع الإيراني، وإنما التغييرات التي يمكن أن تحدث يضيف الكاتب هي تغييرات جزئية وليست بذات أهمية تذكر، مؤكدا أنه لا توجد هناك إرادة وعزم حقيقي لإجراء تغييرات في دستور البلاد.
وأشار آقايي إلى بعض القضايا التي لن يجرؤ أحد على التفكير بها وإمكانية تغييرها في الدستور مثل الدور الرقابي لمجلس صيانة الدستور وكذلك صلاحيات السلطات أو موضوع بقاء المرشد بشكل دائم في منصبه، مؤكدا أن التغييرات الجزئية تضييع للوقت وإهدار للجهد والتكاليف دون فائدة عملية.
وأوضح أنه من الأفضل ترك موضوع تغيير الدستور حتى تتحقق الإرادة الحقيقية والظروف المناسبة.
"جهان صنعت": هدف روسيا من تحركاتها الأخيرة سياسي.. وموسكو لا تريد غزوا شاملا لأوكرانيا
ذكر الكاتب والمحلل السياسي، صلاح الدين هرسني، في مقال له نشرته صحيفة "جهان صنعت" أن جميع القرائن والأدلة تؤيد فكرة الهجوم الروسي الوشيك على أوكرانيا، مشيرا إلى طلب الولايات المتحدة الأميركية من مواطنيها مغادرة أوكرانيا، وكذلك الحشد العسكري الكبير لروسيا على حدود أوكرانيا، بالإضافة إلى عدم اهتمام الجانب الروسي وشخص بوتين تحديدا بالمبادرات الدبلوماسية التي يطلقها الغرب.
وأكد هرسني أن بوتين لن يقبل بحل سوى قبول الغرب والولايات المتحدة الأميركية بالتخلي عن فكرة انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) لأن أوكرانيا تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا وأحلام الرئيس فلاديمير بوتين.
وأضاف الكاتب: "رغم هذه الوقائع إلا أني أستبعد قيام موسكو بعمل عسكري مدمر في أوكرانيا وذلك لأن معظم الأوكرانيين هم من أصول روسية وبالتالي فإن روسيا لن تكون مستعدة لإلحاق الضرر بالروس، وإنما هدف روسيا من هذه التحركات هو إيصال رسالة إلى الغرب مفادها أن القيصر الجديد لروسيا (بوتين)لا يريد الهزيمة في الحرب الباردة كما حدث لغورباتشوف وأن لديه أوراق قوة وضغط فاعلة".