زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى قطر كان الموضوع الذي تناولته تقريبا جميع الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 22 فبراير (شباط)، وناقشت الملفات المطروحة خلال هذه الزيارة.
ففي الوقت الذي نجد الصحف الإصلاحية والمستقلة تبرز موضوع الاتفاق النووي كموضوع أساسي حاول الجانبان الإيراني والقطري مناقشته، نلاحظ أن الصحف الأصولية والمقربة من الحكومة والحرس الثوري تحاول التقليل من هذا الموضوع، والذهاب بالزيارة لغايات وأهداف أخرى.
فصحيفة "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، تعتبر أن هذه الزيارة بأنها "ثمرة المقاومة"، مشيرة إلى الاستقبال الكبير للقطريين لرئيسي والتوقيع على عدد من الاتفاقيات المهمة، وهو الأمر الذي أبرزته كذلك صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، حيث كتبت في عنوانها الرئيسي وبالخط العريض وقالت: "فصل جديد من العلاقات الإقليمية.. التوقيع على 14 وثيقة تعاون بين إيران وقطر". أما صحيفة "إيران" الحكومية فعلقت على الزيارة بالقول: "إيران تفتح الحرب على الإرهاب وسياسة الضغط القصوى".
أما الصحف الأخرى مثل "جهان صنعت" فإنها كانت أكثر دقة وواقعية، فقد ذكرت أن الهدف الرئيسي من هذه الزيارة هو مناقشة الاتفاق النووي، حيث تقوم قطر بالنيابة عن الولايات المتحدة الأميركية بالتفاوض مع إيران حول نقاط الخلاف المتبقية بين طهران وواشنطن.
على صعيد آخر ادعت صحيفة "جمهوري اسلامي" نقلا عن مصادرها المطلعة أن النص النهائي للاتفاق النووي سيتم نشره خلال اليومين القادمين، كما كتبت أنه تم الاتصال بوسائل الإعلام الحكومية لمرافقة وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان إلى فيينا للتوقيع على الاتفاق النووي وتغطية الموضوع عن كثب.
وفي نفس السياق أشارت صحف أخرى مثل" ستاره صبح" إلى التأثير السريع والمباشر لرفع العقوبات على الأسعار، حيث شهد سعر الدولار تراجعا طفيفا منذ الإعلان عن قرب التوصل إلى اتفاق في فيينا، وكتبت: "تراجع الدولار إلى سعر 24 ألف تومان".
وفي شأن آخر كانت صحيفة "وطن امروز" الأصولية من قلائل الصحف التي علقت على اعتراف روسيا بـ"لوغانسك ودونيتسك" كجمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، واصفة هذا القرار الروسي بأنه "صدمة بوتين لأوروبا"، كما سعت الصحيفة إلى تبرير الخطوة الروسية من خلال الإشارة إلى زيادة هجمات الحكومة الأوكرانية على المنطقتين الانفصاليين في شرق أوكرانيا، الأمر الذي تنفيه الحكومة الأوكرانية باستمرار.
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"آفتاب يزد": زيارة رئيسي لقطر أهم زيارة خارجية حتى الآن
أشارت صحيفة "آفتاب يزد" إلى طريقة الاستقبال والحفاوة الكبيرة التي عامل بها الجانب القطري الرئيس الإيراني، وذكرت أن السبب في ذلك يرجع إلى حاجة قطر لإيران، مشيرة إلى التحالفات التي تتم في المنطقة الخليجية والتقارب الإسرائيلي مع عدد من الدول في المنطقة، مما يدفع قطر للعمل من أجل أن يكون لها حليف قوي بجانبها، حسب تعبير الصحيفة.
وقال محسن جليلوند للصحيفة إن من بين الزيارات الأربع التي قام بها رئيسي؛ تعد زيارته إلى قطر أهمها على الاطلاق، وذلك بالنظر إلى حجم المنافع الاقتصادية والمكاسب السياسية التي حققتها الزيارة، منوها إلى أن قطر باتت تقوم بدور عمان السابق حيث تسعى إلى لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة الأميركية.
"مستقل": إيران تسير نحو البؤس وثلث الشعب تحت خط الفقر
قال محمد رضا كارجي، الخبير في القضايا الاجتماعية، في مقابلة مع صحيفة "مستقل" إن إيران تسير نحو البؤس حيث يعيش ثلث الشعب تحت خط الفقر، وإن نسبة ليست بالقليلة من الإيرانيين أصبحوا عاجزين عن توفير السلع والحاجات الأساسية لتسيير حياتهم اليومية.
ونوه الكاتب إلى الظروف الاقتصادية السيئة للفقراء والآثار النفسية المترتبة على ذلك في إيران، حيث أصبح الفقر عاملا رئيسيا في إقدام الكثير من الإيرانيين على الانتحار والتخلص من الوضع المزرى للاقتصاد، مؤكدا أن نسبة من الشعب باتت تحتاج إلى المساعدات العاجلة للبقاء ضمن أحياء.
"اعتماد": عدم تلبية مطالب المعلمين سيؤدي إلى تصادم الشعب مع النظام
علقت الناشطة النقابية والمعلمة في وزارة التربية والتعليم الإيرانية، أعظم عابديني، في مقال نشرته صحيفة "اعتماد" على الاحتجاجات المستمرة للمعلمين للتنديد بالوضع الاقتصادي السيء والتمييز الذي يتعرضون له باستمرار، كما يصف المعلمون ذلك في شعاراتهم التي يرفعونها.
وأوضحت عابديني في مقالها أن المعلمين يتعرضون إلى التمييز، وأن حصتهم من الميزانية كانت فقط عبارة عن الشعارات، حيث يتم مصادرة حقوقهم من قبل مجموعة من المستفيدين، بعد أن يتم توزيعها بشكل غير عادل.
وذكرت الكاتبة أن المخصصات القليلة للمعلمين في الميزانية تتلف بسبب سوء الإدارة والفشل المنتشر في وزارة التربية والتعليم، وأوضحت أن استمرار الحكومة في عدم تلبية مطالب المعلمين المشروعة يؤدي إلى تصادم الشعب مع الحكومة، وزيادة الغضب والاحتقان لدى المعملين، وهو ما يمكن أن يجلب نتائج سلبية للنظام.
"آرمان ملي": أوروبا تعد "خارطة طريق" لإيران
رأى الباحث والمحلل السياسي، هادي خسرو شاهين، في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" إن الدول الأوروبية تسعى، ومن خلال نافذة الاتفاق النووي والمفاوضات الجارية، إلى التوصل إلى اتفاق مع إيران حول قضايا الأمن في المنطقة وسائر القضايا المختلف عليها، موضحا أن الدول الأوربية ستكشف عن "خارطة طريق" لإيران في الأيام القادمة، ويجب علينا انتظار ظهور هذه الخارطة للعلن.
وتساءل الكاتب عن الضغوط المحتملة التي ستتعرض لها إيران من الدول الغربية بعد إبرام الاتفاق النووي، حيث ستسعى هذه الدول إلى دفع طهران لقبول مناقشة القضايا الأخرى، موضحا أن الحل الناجع لإيران لمواجهة هذا الأمر هو اعتماد سياسة خفض تصعيد مع دول العالم، وتعزيز علاقاتها من دول الشرق والغرب بشكل متزامن.