لليوم الثاني على التوالي تتصدر الصحف الإيرانية، اليوم الأحد 27 فبراير (شباط) 2022، عناوين حول الأزمة الأوكرانية وما قد تتركه من آثار وانعكاسات على الملف النووي الإيراني والمشهد الاقتصادي والسياسي في إيران عموما.
وعن الحرب الروسية على أوكرانيا كتبت صحف مختلفة اليوم، وعنونت "مهد تمدن": "إيران والأزمة الأوكرانية"، وحاولت مناقشة الموقف الإيراني من الحرب وأسباب التأييد غير المباشر لطهران من التصرفات الروسية.
وبالتزامن مع الأزمة الأوكرانية والحرب التي انخرطت فيها موسكو حليفة طهران فقد بدأت التكهنات تزداد حول احتمالية فشل المفاوضات النووية.
ونوهت صحف اليوم بهذا الواقع الجديد، حيث أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى تصريحات العضو في لجنة الأمن القومي التابعة للبرلمان الإيراني، مرتضى محمود وند، والتي أعرب فيها عن خيبة أمله من عملية التفاوض الجارية في فيينا، وذكر أن "الأخبار القادمة من فيينا ليست جيدة" محذرا من أنه في حال عدم مراعاة "مصالح الشعب الإيراني في المحادثات" فإن البرلمان سوف يتدخل لمعالجة الموضوع.
وعلقت صحيفة "مردم سالاري" حول هذه التصريحات، قائلة: "بوادر لمعارضة الاتفاق النووي من قبل برلمان الأقلية"، في إشارة إلى تشكيلة البرلمان الأصولي الحالية، حيث انتخب أعضاؤه في ظل مقاطعة شعبية كبيرة لانتخاب البرلمان عام 2020.
كما حذرت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد مما سمته "حيل أميركا"، وذكرت أن "عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من الاتفاق السيئ"، ورحبت صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري بتصريحات المتحدث باسم الحكومة الذي قال إن البلاد لن تبقى في انتظار المفاوضات وهو ما يعد مقدمة وتمهيدا رسميا للإعلان عن فشل المفاوضات وتوقفها.
وقد أدركت صحيفة "صداي اصلاحات" هذا التوجه من الحكومة والمتحدث باسمها، لهذا عنونت في مانشيت عددها الصادر اليوم 27 فبراير (شباط) وقالت: "أيها المتحدث! لا تصرّح وأنت شبعان! مؤكدة أن الاقتصاد الإيراني لا يمكن له الانتعاش والتعافي ما لم يتم التوصل إلى اتفاق في المفاوضات النووية وبالتالي رفع العقوبات عن طهران".
والآن يمكننا مطالعة تفاصيل بعض ما جاء في صحف اليوم..
"مستقل": دعونا لا نعتمد على روسيا
نشرت صحيفة "مستقل" مقالا للقيادي السابق في الحرس الثوري، حسين علائي، طالب فيه حكومة بلاده بعدم الاعتماد على روسيا، مشيرا إلى الأدوار التاريخية التي قامت بها روسيا ضد مصالح إيران، حيث إنها كانت قبل 200 عام سببا في اقتطاع أراض إيرانية وسلبها من إيران كما أنها كانت داعما للعراق أثناء الحرب الإيرانية العراقية حسبما جاء في المقال.
كما أعرب علائي عن أسفه بعد أن أصبحت روسيا تتمسك بزمام الأمور الخاصة في إيران في ملف الاتفاق النووي وهو ما يمس بمكانة إيران وموقعها، حسب الكاتب، مؤكدا أن الروس يمنعون الغاز الإيراني من الوصول إلى القارة الأوروبية لأنهم ينظرون إلى إيران كمنافس لهم في هذا الملف.
"جهان صنعت": الترويج لضرورة امتلاك إيران أسلحة نووية خطير للغاية ويقود لتدمير إيران
انتقد الدبلوماسي السابق، فريدون مجلسي، في مقابلة مع صحيفة "جهان صنعت" محاولة بعض الأطراف في الداخل الإيراني (الأصوليين) الترويج لفكرة ضرورة امتلاك القنبلة الذرية، مستشهدين بما حدث لأوكرانيا وقولهم إن الحكومة الأوكرانية لو كانت تمتلك السلاح النووي لما حدثت لها هذه الأزمة.
ويصف مجلسي أصحاب هذا التفكير بعدم الإدراك والفهم السليم لحقائق الأمور، ويرى أن ترويج مثل هذه الفكرة في إيران أمر بالغ الخطورة لأنه قد يقود إلى تدمير إيران.
يذكر أنه ومنذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، فجر الخميس 24 فبراير الحالي، حاولت الصحف ووسائل الإعلام الأصولية التلويح بضرورة امتلاك إيران سلاحا نوويا، واعتبار ذلك عامل قوة وردع أمام كل الأطراف الأجنبية التي قد تهدد إيران مستقبلا.
"كيهان": عدم الاتفاق أفضل من الاتفاق السيئ وأميركا تستخدم سياسة العصا والجزرة مع إيران
أشارت صحيفة "كيهان" الأصولية إلى احتمالية فشل المفاوضات في الأيام القادمة وذكرت أن الغرب والولايات المتحدة هما المسؤولان عن ذلك، وأرجعت السبب إلى تعنت واشنطن في رفع العقوبات وإعطاء إيران ضمانات بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي مجددا.
وأضافت الصحيفة بالقول: "لهذا يبدو أن عدم الاتفاق يكون أفضل من الاتفاق السيئ، وما يجب أن يقوم به الوفد الإيراني المفاوض هو الإصرار على المواقف والشروط الإيرانية (إلغاء العقوبات، التأكد من رفع العقوبات، وإعطاء الضمانات من جانب أميركا) وأن يظهر للأطراف الأخرى أن الحكومة الحالية ونظام الجمهورية الإسلامية لن يظل منتظرا الاتفاق النووي".
وذكرت الصحيفة أن الديمقراطيين مارسوا خلال هذه الجولة من المفاوضات سياسة العصا والجزرة وحاولوا من خلال تشديد الضغوط واستمرار العقوبات واللجوء إلى الأساليب النفسية والإعلامية أن يوهموا الآخرين بأن إيران هي السبب في عدم التوصل إلى اتفاق.
"آفتاب يزد": الفساد الممنهج يهدد البلاد
قال المنظر والناشط الأصولي الشهير، أحمد توكلي، إن الفساد في إيران أصبح ممنهجا، وأكد أن ذلك يهدد مستقبل البلاد، موضحا أن السبب في اتساع الفساد في إيران هو أن المسؤولين لم يعودوا يطبقون مبدأ "الأمر بالمعروف والنهي من المنكر" على أنفسهم وإنما يكتفون بطلب ذلك من الناس في الطبقات الدنيا من المجتمع، وهذا الأسلوب ساهم في أن يتولى الأشرار المناصب والمسؤوليات حسب توكلي.
وأضاف توكلي في تصريحاته التي نقلتها صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية: "نحن الآن نمر بمرحلة الفساد القانوني، وبقيت مرحلة واحدة لكي نصل إلى النهاية وإذا لم نعمل شيئا في سبيل إصلاح الواقع الحالي فقد نصل إلى هذه النهاية".