تعددت الموضوعات التي تناولتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 3 مارس (آذار)، حيث تناول بعضها القضايا الاقتصادية في الداخل، وكذلك انعكاسات الأزمة الأوكرانية والهجوم الروسي على الوضع في الداخل الإيراني، خصوصا الملف النووي.
داخليا أشارت صحف كثيرة إلى القرارات التي أطلقها رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي حول صناعة السيارات بعد كثرة الشكوى والانتقادات من ضعف جودة السيارات المحلية، واحتكار قطاعات بعينها لهذه الصناعة.
وأشادت الصحف الحكومية والمقربة من الحكومة مثل "إيران" و"كيهان" بهذه القرارات، واعتبرتها بأنها تأتي تلبية لانتقادات المرشد قبل أسابيع من وضع صناعة السيارات في إيران.
أما صحيفة "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، فأبرزت هذا الموضوع في صفحتها الأولى وعنونت في المانشيت: "رئيسي يدعم صناعة السيارات"، موضحة أن 8 قرارات اتخذها رئيسي في هذا المجال منها: ارتفاع نسبة الإنتاج في العام الإيراني المقبل إلى 50 في المائة، والتسريع في عملية إطلاق سراح السيارات الموقوفة، وإعطاء إدارة صناعة السيارات إلى القطاعات الخاصة.
من القضايا الأخرى التي ناقشتها صحف اليوم هي أزمة أوكرانيا وانعكاساتها على إيران والمفاوضات النووية، حيث رأت صحيفة "آرمان ملي" نقلا عن خبراء ومحللين أن دور روسيا في ملف المفاوضات النووية بعد عدوانها الأخير على أوكرانيا سوف يتضاءل بشكل ملحوظ، وذكروا أن طهران لو كانت قد نجحت في حكومة روحاني السابقة في التوصل إلى اتفاق مع الأطراف الأخرى؛ لدخلت الآن سوق الطاقة وصدرت النفط والغاز إلى أوروبا.
فيما أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أدان روسيا على عدوانها بحق أوكرانيا، حيث صوتت 141 دولة على قرار الإدانة، فيما عارضت 5 دول هذا القرار، وامتنعت 35 دولة عن التصويت، وكانت إيران من بين هذه الدول التي اختارت الامتناع عن التصويت.
في شأن آخر نوهت صحيفة "إيران" الحكومية إلى أن جميع الشواهد تؤكد أن المفاوضات النووية في أيامها الأخيرة، حيث أن الجميع بات ينتظر القرار النهائي حول هذه المفاوضات، ناقلة عن مصدر مطلع في فيينا نفيه لما يتردد حول فشل المفاوضات النووية وصولها إلى طريق مسدود.
في سياق منفصل أشارت صحيفة "شهروند" إلى خبر وفاة الممثلة التلفزيونية، زهره فكور صبور، بعد الإعلان عن وفاتها في سن 43 منتحرة.
أما صحيفة "آرمان ملي" فذكرت أن السبب الحقيقي والنهائي للوفاة لم يعرف بعد، وأن الأيام القادمة سوف تنكشف الحقيقة بشأن سبب وفاة الممثلة الشابة.
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"آرمان ملي": صمت طهران عن إدانة روسيا يدل على رضا إيران وموافقتها للعدوان على أوكرانيا
قال البرلماني السابق والمحلل السياسي، محمد رضا خباز، في مقال نشرته صحيفة "آرمان ملي" إن هجوم روسيا على أوكرانيا بالرغم من نفي موسكو لجميع التكهنات والتوقعات التي كانت تفيد بعزمها القيام بهذه العملية الواسعة، وكذلك موقف روسيا من الحرب الإيرانية العراقية، ودعمها الكامل للنظام العراقي السابق من أجل هزيمة إيران، وكذلك منع الغاز الإيراني من الوصول إلى أوروبا، كلها أدلة وبراهين تثبت بأن روسيا ليست دولة يمكن الوثوق بها، وعلى إيران أن تستقل بقرارها، وتعتمد على نفسها وتعمل جاهدة على إنجاح الاتفاق النووي.
وأوضح الكاتب أن القرار الصائب الذي كان على إيران اتخاذه هو إدانة الهجوم الروسي في اليوم الأول من العدوان على أوكرانيا، وليس الصمت إزاء هذه التصرفات الروسية وإدانة أطراف أخرى، بحجة أنها مَن حرك ودفع بروسيا إلى القيام بهذا الهجوم على دولة جارة، منوها إلى أن صمت إيران وعدم إدانتها للعدوان الروسي يوحي برضا طهران وموافقتها لما تقوم به موسكو من تصرفات.
"مردم سالاري": مصير الإيرانيين في أوكرانيا لا يزال غامضا
تساءلت صحيفة "مردم سالاري" عن الأسباب والعوامل التي جعلت الحكومة الإيرانية تحجم عن تحذير الإيرانيين المقيمين في أوكرانيا ودعوتهم إلى مغادرتها كما فعلت الدول الأخرى، وأكدت أن مصير الإيرانيين المقيمين في أوكرانيا أصبح الآن في هالة من الغموض والضبابية.
وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية قد أعطت التحذيرات للإيرانيين بعد فوات الأوان، حيث لم تطالب الجهات المعنية من المواطنين المقيمين هناك مغادرة أوكرانيا إلا قبل يوم واحد من الهجوم الروسي، في حين أن دولا أخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا قد طلبت من مواطنيها مغادرة أوكرانيا فورا، قبل أكثر من أسبوعين من بدء الهجوم الروسي.
ولفتت الصحيفة إلى أن علاقة إيران بروسيا والحسابات السياسية في الموضوع هي التي حالت دون إسراع طهران في حث مواطنيها على مغادرة أوكرانيا في وقت مبكر.
"اعتماد": انعكاسات سلبية على الاقتصاد الإيراني جراء الغزو الروسي لأوكرانيا
تناولت صحيفة "اعتماد" التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية على اقتصاد إيران، وذكرت أن عددا من الآثار السلبية التي ستحل بطهران سوف تترتب على هذه الحرب، وعلى رأسها اضطراب الواردات والسلع التي تحتاجها إيران في مجال الثروة الحيوانية، حيث توفر روسيا وأوكرانيا معا 29 في المائة من صادرات القمح عالميا، و19 في المائة من صادرات الذرة، و80 في المائة صادرات الدهون الشمسية.
أما ثاني الانعكاسات السلبية على إيران جراء الهجوم الروسي فهو يتمثل في ارتفاع نسبة التضخم عالميا، حيث ستكون آثارها على إيران أسوأ من الدول الأخرى، نظرا إلى التضخم الكبير الذي تعيشه السوق الإيرانية قبل بدء الهجوم.
ومن الآثار الأخرى التي ستواجه إيران هو عجزها عن الحصول على الموارد المالية التي كانت تحصل عليها سابقا من روسيا، بعد فرض العقوبات الكبيرة على موسكو بعد "العملية العسكرية" في أوكرانيا.
وكانت الحكومة الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق عن قرض بمبلغ 10 مليارات دولار من روسيا، كما أن موسكو تنشط في مشاريع البنية التحتية الإيرانية بموجب الاتفاقية المبرمة لعشرين عاما بين البلدين.