أثارت تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حول المطالب الروسية من واشنطن قبل التوقيع على الاتفاق النووي، ضجة وانتقادات في الوسط الإيراني السياسي.
وتأتي خطورة تصريحات لافروف أنها صدرت في الأيام والساعات الحاسمة من المعركة السياسية التي تخوضها إيران مع الغرب والولايات المتحدة بأمل التوصل إلى اتفاق حول ملفها النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عنها.
وقد اعتبر الوزير الروسي أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا تمثل عقبة أمام إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وطالب واشنطن بضمانات مكتوبة بأن لا تضر هذه العقوبات بتعاون موسكو مع طهران.
وانتقدت صحيفة "آفتاب يزد" هذا الموقف من روسيا وأجرت مقابلة مع محللين وخبراء أكدوا للصحيفة أن موقف روسيا هذا كان متوقعا، حيث إنها لا تفرط في مصالحها حتى في مثل هذه الظروف. وعنونت بالقول: "موسكو: الأول ضمانات ثم التوقيع"؛ مشيرة إلى أن الروس اشترطوا قبل التوقيع على الاتفاق النووي ضمان مصالحهم، متجاهلين ما تمر به إيران من ظروف اقتصادية عصيبة.
أما مدير تحرير صحيفة "كيهان" فقد وجه خطابه إلى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، وقال: "وهل من المتوقع بقاء عقوبات اقتصادية وتجارية على إيران لكي تطالب روسيا بالحصول على ضمانات من الولايات المتحدة الأميركية بأن لا تتضرر مصالحها في التعامل مع إيران؟".
في شأن آخر علقت صحف عدة حول الاتفاق الحاصل بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران أثناء زيارة رفائيل غروسي إلى العاصمة طهران، ورأت الصحف أن هذا الاتفاق المبدئي هو مقدمة وتمهيد للتوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي.
ورحبت صحيفة "جمهوری إسلامي" بهذا الاتفاق واستخدمت عنوان "اتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.. إحياء الاتفاق النووي في الخطوة الأخيرة"، كما كتبت "روزكار ما": "التفاهم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مقدمة للاتفاق النووي".
وفي المقابل، أشارت بعض الصحف مثل" كار وكاركر"، و"ابرار" إلى جزء آخر من تصريحات غروسي أكد فيها أنه من الخطأ الاعتقاد باحتمالية التوصل إلى اتفاق نووي دون حل القضايا الخلافية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
والآن يمكننا مطالعة تفاصيل بعض ما جاء في صحف اليوم..
"آرمان ملي": تفاصيل الاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
نوهت صحيفة "آرمان ملي" إلى التفاهم الحاصل بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول القضايا الخلافية بينهما، وذلك خلال زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران، يوم أمس، حيث أعلن الطرفان في بيان مشترك أنهما يستهدفان حل الخلاف بشأن منشأ جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في مواقع قديمة، ولكن غير معلنة، بحلول أوائل يونيو (حزيران) ضمن مسعى لإزالة إحدى العقبات أمام إحياء الاتفاق النووي.
ووفقا للجدول الزمني الوارد في البيان، فإن طهران ستقدم "توضيحات مكتوبة ومدعومة بالمستندات" لأسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم تتم الإجابة عنها بشأن ثلاثة مواقع في موعد أقصاه 20 مارس (آذار) الجاري.
كما سيقدم رفائيل غروسي، "تقريرا عما خلص إليه من نتائج قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة في يونيو 2022" الذي يبدأ في السادس منه.
"كيهان": إحياء الاتفاق النووي دون رفع العقوبات خسارة محضة
علقت صحيفة "كيهان" الأصولية والمقربة من المرشد، علي خامنئي، على تطورات الملف الإيراني والمفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي، وحذرت المسؤولين الإيرانيين من ضرورة عدم التأثر بالضغوط الغربية، وقالت: "على الغرب أن يعرف أن الجمهورية الإسلامية لن تتأثر بضغوطه ولو خُيرت بين "الاتفاق السيئ"، و"عدم الاتفاق" فإنها ستختار بكل تأكيد خيار "عدم الاتفاق" لأن إحياء الاتفاق النووي دون رفع العقوبات يعتبر خسارة محضة".
وادعت الصحيفة أن الأطراف الغربية تحاول هذه الأيام وضع الوفد الإيراني بين خيارين هما عدم الاتفاق، و"الاتفاق السيئ" الذي هو عبارة عن اتفاق يحقق رغبة أميركا وأوروبا.
"وطن امروز": 3 قضايا لم تحل في مفاوضات فيينا حتى الآن
قالت صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري إن 3 قضايا لم يتم حلها في المفاوضات النووية حتى الآن، وهي: "الضمانات" التي تطالب بها طهران وتمتنع الأطراف الأخرى عن الموافقة عليها. والعقوبات المفروضة على إيران في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب. وأخيرا وضع الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية. وأكدت الصحيفة أن بقاء هذه العقوبات على إيران يعني عمليا أنها لن تستفيد من الاتفاق النووي.