اختلفت ردود فعل الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 8 مارس (آذار)، تجاه تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، حول طلب موسكو من واشنطن الحصول على ضمانات لأي تعاون بين روسيا وإيران بعد إحياء الاتفاق النووي.
وبعد صمت دام عدة أيام وانتقادات متزايدة لموقف إيران الخجول من المطالب الروسية، خرج المتحدث باسم الخارجية وقال إن إيران تنتظر معرفة تفاصيل طلب روسيا الحصول على ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة في محادثات فيينا.
وأضاف خطيب زاده، في مؤتمره الصحافي أمس الاثنين، ردا على سؤال حول طلب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الحصول على ضمانات لأي تعاون بين موسكو وطهران، بعد إحياء الاتفاق النووي: "لقد رأينا وسمعنا تصريحات لافروف في وسائل الإعلام، وننتظر التفاصيل من خلال القنوات الدبلوماسية".
ورحبت الصحف المتحفظة من العلاقة بين إيران وروسيا بهذا الموقف الجديد من وزارة الخارجية، وأكدت على ضرورة اتخاذه منذ اليوم الأول من التصريحات الروسية، وكتبت "مردم سالاري": "رد طهران على محاولات لافروف عرقلة المفاوضات النووية"، فيما عنونت "شرق" بكلام المتحدث باسم الخارجية، خطيب زاده، وقالت: "ننتظر تفاصيل طلب روسيا".
في المقابل نجد الصحف الحكومية والمقربة من الحرس الثوري تحاول تجاوز هذا الموضوع، لا سيما وأنه يمس رغبتها الجامحة في تعزيز العلاقة بين إيران وروسيا، ويشكك بمدى مصداقية موسكو في علاقاتها مع طهران.
لهذا اهتمت "كيهان" بموضوع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، ورأت أن رفع العقوبات لم يعد مكسبا تحصل عليه إيران، بل بات هذا الأمر حاجة أميركية، مدعية أن نسبة صادرات النفط الإيرانية دون الاتفاق النووي تجاوزت مليون ونصف المليون برميل يوميا، فيما استخدمت "وطن امروز" عنوان: "الزمن ضد أميركا وأوروبا.. لنحصل على الامتيازات الآن".
أما صحيفة "إيران" الحكومية فحاولت تلطيف الأجواء بالنسبة لتصريحات وزير الخارجية الروسي حول الاتفاق النووي، ونقلت تعليق السفير الروسي في إيران، ليفان جاغاريان، الذي ذكر أن تصريحات الوزير لافروف قد فُهمت خطأ، وأن بلاده سوف تقدم الإيضاحات اللازمة لطهران.
والآن نقرأ بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": موقف روسيا الأخير محاولة لوقف عجلة الاتفاق النووي
قال الكاتب والمحلل السياسي، صلاح الدين هرسني، في مقاله الافتتاحي بصحيفة "جهان صنعت" إن من الواضح أن روسيا تحاول الربط بين موضوع الاتفاق النووي والحرب ضد أوكرانيا، مؤكدا أن هذا الموقف الروسي الأخير هو موقف "غير بنّاء"، ومحاولة لوقف عجلة الاتفاق النووي، وبمثابة سم قاتل ومدمر لاتفاق إيران عام 2015.
وأوضح الكاتب أن اشتراط روسيا على الولايات المتحدة الأميركية في هذا التوقيت سوف يكون له تأثير سلبي على نتائج المفاوضات النووية، أو إنه سيؤجل تحقيق النتائج المطلوبة من مفاوضات فيينا.
وأشارت هرسني إلى أن خطوة موسكو هذه سوف تدفع بالصين بأن تسلك نفس الطريق، وأن تقدم هي الأخرى شروطا لضمان علاقاتها الاقتصادية مع طهران، موضحا أن هذه المواقف من روسيا والصين تكشف عن حقيقة صناع القرار في روسيا والصين، وأنه لا يجب الوثوق بهما على الإطلاق.
"صداي اصلاحات": مهمة المبعوث الروسي إلى فيينا هي منع التوقيع على الاتفاق النووي
بدوره قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، حسبما نقلت ذلك "صداي اصلاحات"، إن المبعوث الروسي في مفاوضات فيينا، ميخائيل أوليانوف، كان يحاول أن يقوم بمهمة عرقلة توقيع الاتفاق النووي قبل الغزو الروسي على أوكرانيا، موضحا أنه قد قام بهذه المهمة خير قيام، ومنع الاتفاق النووي من تحقيق نتائجه المطلوبة قبل الأزمة الأوكرانية.
وانتقد البرلماني السابق بعض الأطراف الداخلية في إيران والتي تحاول تبرير هذا السلوك الروسي، و"الإجرام" الذي يقوم به بوتين في أوكرانيا، مشيرا إلى طريقة تغطية الإعلام الرسمي الإيراني للحرب الروسية على أوكرانيا.
"كيهان": إيران لم تر شيئا من الغرب سوى إخلاف الوعود والكذب والخداع
ذكرت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد"، في تقرير لها أن صادرات النفط الإيرانية قد تخطت المليون ونصف برميل يوميا قبل التوقيع على الاتفاق النووي، ورأت أن ذلك يعود للجهود والمساعي التي قامت بها حكومة رئيسي الحالية التي اجتهدت في أن لا يتم رهن الاقتصاد الإيراني بموضوع الاتفاق النووي، كما فعلت حكومة روحاني السابقة.
وفي ضوء هذه الظروف ذكّرت الصحيفة الوفد الإيراني المفاوض بضرورة عدم الانخداع بالغرب، وأن يستمر في الإصرار على مواقف إيران وخطوطها الحمراء، وأن لا ينس بأن إيران لم تلاحظ شيئا من الغرب سوى "إخلاف الوعود"، و"الكذب" و"الخداع".
"شرق": بوتين يحاول تحميل إيران جزءا من أعباء عقوبات الغرب على روسيا
قال الكاتب السياسي، جاويد قربان أوغلي، في المقال الافتتاحي لصحيفة "شرق" إن روسيا تلعب لعبة خطيرة بورقة الاتفاق النووي، فهي تحاول إقحام موضوع الاتفاق النووي بأزمة أوكرانيا وتطالب بضمانات لا علاقة لها بموضوع الاتفاق النووي أساسا.
وأضاف: من ناحية إذا افترضنا أن الغرب يوافق على هذه الضمانات التي تطالب بها موسكو فإن ذلك يعد نقضا صريحا للعقوبات المفروضة على روسيا، وفي حال امتنع الغربيون عن إعطاء روسيا هذه الضمانات فإن ذلك يعني امتناع روسيا عن الاستمرار في الاتفاق النووي، وبالتالي جعل المفاوضات النووية رهينة الحرب على أوكرانيا.
وأضاف الكاتب أن بوتين يريد من هذا الموقف أن يحمّل إيران جزءا من العقوبات الثقيلة التي فرضت على بلاده، مشيرا إلى أن طهران كانت تخسر في كل يوم 15 مليون دولار بسبب عدم التوقيع على الاتفاق النووي، لكن الآن وبسبب ارتفاع سعر النفط إلى 130 دولار للبرميل الواحد؛ فإن خسائر طهران تصل إلى 250 مليون دولار يوميا.