حذرت الصحف الإصلاحية والمؤيدة لإبرام الاتفاق النووي مع الغرب، اليوم الأحد 13 مارس (آذار) 2022، من انعكاسات فشل المفاوضات النووية وانهيار الاتفاق، حيث سيترك ذلك آثارا سيئة على الاقتصاد والوضع المعيشي للناس.
وكتبت صحيفة "ستاره صبح" في مانشيت اليوم قائلة: "تبعات توقف المفاوضات النووية في الأسواق"، وأشارت إلى ارتفاع سعر الدولار وسقوط أسهم البورصة الإيرانية كردة فعل أولية على أخبار توقف المفاوضات في فيينا.
فيما تساءلت صحيفة "شرق" الإيرانية في تقرير لها: "ما الذي أوصل محادثات فيينا إلى ماهي عليه الآن؟ وكتبت "شرق": "الآن وصلنا إلى نقطة أصبح فيها الاتفاق النووي في خطر كامل، وكل الخبراء السياسيين والاقتصاديين القلقين من عواقب عدم التوصل إلى اتفاق يسألون عما ينبغي فعله؟ لماذا حدث هذا؟ الأسباب كثيرة، لقد لعبوا لعبة دبلوماسية سياسية لمدة عام ثم رفضوا التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة، والآن بعد أن تغير الاصطفاف الدولي بسبب حرب أوكرانيا، ربطت روسيا الاتفاق النووي بحرب أوكرانيا، ونحن بدلاً من السعي وراء مصالحنا الوطنية، نجلس ونراقب كيف تلعب روسيا والولايات المتحدة بكرة الاتفاق النووي، وفي النهاية، أيهما يتغلب على الآخر. وختمت "شرق" بشكل يائس، أن إحياء الاتفاق النووي "غامض تمامًا".
وعلى صعيد آخر علق عدد من الصحف على عزم الحكومة رفع سقف أجور العاملين بنسبة 57 في المائة، الأمر الذي زاد من مخاوف المراقبين للشأن الاقتصادي من أن تكون لهذا القرار انعكاسات على نسبة التضخم في البلاد، وكذلك زيادة عدد العاطلين عن العمل بعد أن يلجأ أصحاب الأعمال والمنتجون إلى تسريح العمال كوسيلة للتقليل من نسبة التكاليف المالية.
وعنونت صحيفة "كار وكاركر" حول الموضوع قائلة: "قلق أصحاب الأعمال من زيادة نسبة الرواتب"، كما انتقدت صحيفة "خراسان" الأصولية هذا القرار من الحكومة واعتبرت أنه لا ينسجم مع واقع البلاد وستكون له تبعات سيئة على الاستقرار الاقتصادي، وعنونت: "ارتفاع أصوات الخبراء الاقتصاديين"، مشيرة إلى التحذيرات التي أطلقها الخبراء من التبعات السيئة لقرار رفع سقف الأجور. وقالت "جمهوري اسلامي" إن قرار رفع أجور العمال "سيوجه ضربة قاسية إلى العمود الفقري لسوق العمل".
والآن يمكننا مطالعة تفاصيل بعض ما جاء في صحف اليوم..
" اعتماد": فشل مفاوضات فيينا وعودة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن أكبر هدية لموسكو
قالت صحيفة "اعتماد": إن روسيا أصبحت الآن في حاجة إلى تخفيف الضغوط الغربية عليها، ولهذا تسعى إلى لفت الأنظار إلى أزمة أخرى غير الأزمة الروسية الأوكرانية، ومن هذه الأزمات المحتملة هجوم الصين على تايوان أو إيصال الاتفاق النووي إلى طريق مسدود وخلق توتر وتصعيد بين إيران وأميركا وهذا الأمر هو الحالة المطلوبة لروسيا حاليا.
وتضيف الصحيفة أن خطة روسيا "الماكرة" تتمثل في عدم التوقيع على الاتفاق النووي قبل ضمان مصالحها الخاصة، فاستمرار الحرب الروسية الأوكرانية وزيادة العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو تضاعف من أسعار النفط والغاز في العالم وتخلق أزمة على هذا الصعيد. من جانب آخر فإن المتطرفين في إيران والولايات المتحدة الأميركية وفق حسابات مختلفة لا يشعرون بالرضا من نتائج المفاوضات النووية.
وتابعت "اعتماد" بالقول: "هذا في حين أن عدم حسم ملف إيران النووي قد يؤدي إلى خروج باقي الأطراف منه وبالتالي انهياره بالكامل".
"ستاره صبح": الدبلوماسية الإيرانية تدفع الآن فاتورة اللعبة الخطأ مع روسيا
قال البرلماني السابق، حشمت فلاحت بيشه، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن الدبلوماسية الإيرانية باتت الآن تدفع فاتورة اللعبة الخاطئة التي مارستها مع روسيا، مؤكدا أن موسكو تحاول استخدام ورقة إيران للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها.
وطالب فلاحت بيشه المسؤولين في بلاده بأن يكونوا شفافين وصريحين مع شعبهم وأن يبينوا لهم حقيقة واقع المفاوضات النووية، وأن لا يربطوا بين المصالح الوطنية لإيران ومصالح روسيا وأهدافها الخاصة.
"كيهان": الغرب وأتباعه في الداخل الإيراني يسعون إلى نشر "فوبيا روسيا"
تصدت صحيفة "كيهان" الأصولية إلى الانتقادات التي طالت روسيا بعد طلبها الحصول على ضمانات اقتصادية كشرط للتوقيع على الاتفاق النووي، وذكرت أن الغربيين و"أتباعهم" في الداخل الإيراني يحاولون تحميل روسيا وإيران مسؤولية الفشل المحتمل للمفاوضات في فيينا.
وأضافت الصحيفة أن "المستغربين" في إيران وعبر التأكيد على تضييع الفرصة في المفاوضات بسبب السلوك الروسي يحاولون نشر "فوبيا روسيا" وخلق نوع من "المعارضة لروسيا" بدل "المعارضة للغرب" داخل إيران".
ونوهت "كيهان" إلى أن هذه المساعي من الغرب وأتباعه في الداخل والمتمثلة بتصوير روسيا والوفد الإيراني باعتبارهما عوامل خارجية تسببت في توقف المفاوضات، تأتي في حين أن السبب الرئيسي لتعثر مسار المفاوضات هو عدم وفاء الولايات المتحدة الأميركية بتعهداتها وكذلك تهرب الأوروبيين من مسؤولياتهم تجاه الاتفاق النووي.
"آرمان ملي": 60 مليون إيراني في حاجة إلى مساعدات معيشية
أجرت صحيفة "آرمان ملي" مقابلة مع المحلل والخبير الاجتماعي، أمان الله قرائي مقدم، حول آثار وانعكاسات الأزمة الاقتصادية الراهنة على مستقبل البلاد حيث أكد أن أزمة المعيشة في إيران ستقود الشباب إلى التفكير في الثأر والانتقام، منوها إلى أن 60 مليون إيراني أصبحوا في حاجة إلى المساعدات المعيشية وأن 30 مليون شخص باتوا تحت خط الفقر المطلق فيما يعاني 4 ملايين شاب من البطالة.
ونوه قرائي مقدم إلى أن المفتاح الرئيسي لحل المشاكل الاجتماعية في إيران يتمثل في تحسين الوضع المعيشي للناس، مضيفا أن الاتفاق النووي بإمكانه خفض نسبة التحديات الاجتماعية في البلاد.