حصول روسيا على ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة، وزيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان إلى موسكو، هما الموضوعان الرئيسيان اللذان تناولهما أغلب الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 16 مارس (آذار)، بشكل واسع.
وتناولت الصحف تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي قال في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني إن "روسيا تلقت تأكيدات مكتوبة من الولايات المتحدة بأن العقوبات لن تمنع التعاون مع إيران في إطار الاتفاق النووي الإيراني".
وذكرت صحيفة "آفتاب يزد" تعليقا على هذا الموضوع أن روسيا قد فرضت مطالبها على الولايات المتحدة الأميركية ونالت ما كانت تطالب به، كما كتبت صحيفة "خراسان" الأصولية حول الموضوع وأوضحت أن زيارة عبد اللهيان قد انتهت برفع العقدة الجديدة التي وضعتها روسيا في مسار مفاوضات فيينا.
فيما أعربت صحيفة "جهان صنعت" عن أملها في أن تقود هذه التطورات إلى حصول نتائج في الملف النووي الإيراني، وعنونت بالقول: "ضوء أخضر أميركي – روسي للاتفاق النووي"، معتقدة أن موسكو وواشنطن قد وافقتا ضمنيا على إحياء الاتفاق النووي والعودة إليه.
أما صحيفة "إيران" الحكومية فقد لفتت إلى التوقيع على اتفاقية مشتركة بين موسكو وطهران لتحديد مبادئ التعاون بين البلدين، ولتجاوز تأثير العقوبات الغربية المفروضة على كل من إيران وروسيا.
على صعيد آخر أشارت صحيفة "كيهان" الأصولية إلى الهجوم السيبراني الذي تعرضت له مواقع حكومية إسرائيلية، موضحة أن هذا الهجوم السيبراني هو الأكبر من نوعه، ولفتت إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين لوحوا بتورط إيران في هذا الهجوم، معللين سبب ذلك هو توقيته حيث يأتي بالتزامن مع الهجوم الصاروخي الذي نفذه الحرس الثوري ضد أهداف في أربيل العراق، بحجة نشاط الموساد الإسرائيلي فيها.
ومن المواضيع التي تناولتها صحف اليوم هو موضوع المواطنة البريطانية الإيرانية نازنين زاغري، والحديث عن قرب الإفراج عنها بعد تفاهمات بين طهران ولندن. وعنونت صحيفة "اعتماد" بالقول: "طهران ولندن على بعد خطوات من اتفاق لتبادل السجناء".
وعنونت "مردم سالاري" وقالت: "احتمالية إطلاق سراح نازنين زاغري"، لافتة إلى تصريح النائبة البريطانية، توليب صديق، التي قالت عن الموضوع: "يسعدني أن أقول إن جواز سفر نازنين زاغري قد أعيد إليها، وأنها الآن في منزل أقاربها في طهران".
أما صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، فقد رأت أن قبول بريطانيا دفع أموال إيرانية مجمدة لديها تقدر بـ530 مليون دولار، بأنه دليل على أن السجنية زاغري هي جاسوسة لبريطانيا، وكتبت في عنوان أحد تقاريرها "جاسوسة بـ530 مليون دولار".
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"آرمان ملي": مفتاح العلاقات الإيرانية الروسية بيد واشنطن
قال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد شيرزاد، في المقال الافتتاحي بصحيفة "آرمان ملي" إن زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى موسكو توضح أن طهران لا تريد أن تخسر الدعم والحماية النسبية لروسيا من الاتفاق النووي، وفي نفس الوقت تحاول العمل على منع تأثير القضايا الروسية الأخرى على ملف إيران النووي.
بدوره قال الخبير في العلاقات الدولية، مهدي ذاكريان، للصحيفة إن تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حول حصول موسكو على ضمانات مكتوبة من واشنطن تؤكد أن مفتاح العلاقات بين إيران وروسيا بيد الولايات المتحدة الأميركية.
"اعتماد": موسكو ليست "العامل الخارجي" المعطل لمسار المفاوضات النووية
أجرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية مقابلة مع السفير الروسي في طهران، لوان جاكاريان، الذي أكد عزم بلاده الاستمرار في الحرب ضد أوكرانيا حتى تحقيق أهدافها بشكل كامل، مطالبا مرة أخرى وسائل الإعلام الإيرانية بعدم استخدام مصطلح "الغزو الروسي"، والاكتفاء بعبارة "عمليات خاصة" لوصف ما تقوم به روسيا في أوكرانيا.
واتهم السفير الروسي لدى طهران الولايات المتحدة الأميركية بالمؤامرة ضد بلاده، وقال إن واشنطن وحلفاءها كانوا يبحثون عن حجة لفرض هذه العقوبات على موسكو، ولو لم تقم روسيا بهذه العمل العسكري لاختلقوا سببا آخر لتبرير عقوباتهم عليها، لأنهم لا يطيقون وجود دولة قوية ومستقلة لا تكون تابعة لهم، حسب تعبيره.
واستشهد السفير بإيران وروسيا والصين باعتبارهم دولا مستقلة عن أميركا، وهو ما يجعل الأخيرة تعمل على فرض العقوبات وإثارة المشاكل الاقتصادية علي هذه الدول.
وعن موضوع الملف النووي والحديث عن عرقلة روسيا لمسار المفاوضات في فيينا نفى السفير الروسي أن تكون موسكو هي "العامل الخارجي" المعطل لاستمرار المفاوضات، وقال إن على من يدعي وجود مثل هذا العامل أن يثبته ويبينه للجميع، مؤكدا أن روسيا مؤيدة لعودة الاتفاق النووي، وأن شروطها الأخيرة لم تكن جديدة وإنما قد طالبت بها سابقا.
"جهان صنعت": لا تغيير ملحوظ في العام الإيراني المقبل
بالاقتراب مع نهاية العام الإيراني الحالي (ينتهي في 20 مارس / آذار الجاري) تناولت صحيفة "جهان صنعت" في تقرير لها ما ينتظر إيران من تطورات في العام المقبل، وذكرت أنه لا ينبغي أن نتوقع حدوث تغييرات ملحوظة على الصعيد السياسي في العام المقبل، حيث ستضع إيران كامل أوراقها في جعبة روسيا والصين في القضايا الدولية، وتكون تابعة لهما في قرارها السياسي الخارجي، حسب رأي الصحيفة.
وعلى الصعيد الاقتصادي كذلك رأت الصحيفة أن جميع المؤشرات تبين أنه لا تغيير يذكر في حل الأزمات الاقتصادية خلال العام المقبل، ولا بوادر في تحقيق الوعود الانتخابية التي أعطها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حملته الانتخابية.