تناولت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 17 مارس (آذار)، باهتمام موضوع إطلاق السلطات الإيرانية سراح السجينين البريطانيين نازنين زاغري راتكليف، وأنوشه آشوري، بعد اتفاق بين طهران ولندن بإطلاق سراحهما مقابل الإفراج عن مبلغ 530 مليون دولار من الأموال الإيرانية المجمدة.
وهبطت الطائرة التي تقل نازنين زاغري وأنوشه آشوري في مطار "بريز نورتون" في مدينة أوكسفوردشير بالمملكة المتحدة صباح اليوم الخميس، بعد أن قضى السجينان عدة سنوات في سجون إيران، وأفرج عنهما أمس الأربعاء.
ولم تتردد الصحف الأصولية الصادرة اليوم في التصريح بأن إطلاق سراح السجينة زاغري وأنوشه آشوري تم بعد استلام إيران مبلغ 530 مليون دولار. الأمر الذي يسيء إلى السمعة القانونية لإيران إذ أنها سوف تتهم بالمتاجرة بقضايا إنسانية وتتعامل بطريقة تشبه طرق القراصنة واللصوص والسراق.
وحول الموضوع كتبت صحيفة "حمايت"، التابعة للقضاء الإيراني: "الورقة المحترقة مقابل 530 مليون دولار"، مدعية أن إطلاق سراح السجينين تم بعد قضاء عقوبتهما القانونية، وهو ما يتناقض مع القول بأن إطلاقهما جاء بعد حصول إيران على أموال لها في بريطانيا.
كما كتبت "آرمان ملي" عن الموضوع وعنونت بالقول: "إطلاق سراح زاغري والأموال الإيرانية المجمدة"، أما "كيهان"، المقربة من المرشد، فأغفلت إطلاق سراح السجينين وعلاقة ذلك بحصول إيران على الأموال مقابل إطلاق سراحهما، وقالت: "بريطانيا تضطر لدفع أموال إيران البالغة 530 مليون دولار".
ومن القضايا التي ناقشتها صحف إيران اليوم هو موضوع الاتفاق النووي وعودة التفاؤل من جديد إلى الواجهة، بعد تأكيد تراجع موسكو عن شروطها السابقة، وكتبت "صحيفة "جمهوري إسلامي" المعتدلة عن هذا الموضوع وقالت: "تراجع روسيا عن شروطها حول الاتفاق النووي"، وقالت "مردم سالاري": "تزايد الأمل بإحياء الاتفاق النووي"، فيما عنونت "تجارت" الاقتصادية بالقول: "مفاوضات فيينا قريبة من خط النهاية".
وبالاقتراب من نهاية العام الإيراني الجاري (ينتهي في 20 مارس/ آذار الجاري) اختلفت صحيفتا "جمهوري إسلامي" و"كيهان" عند تقيمهما لأحداث هذا العام فصحيفة "كيهان" الأصولية تتحدث عن عام من "الإنجازات والمفاخر" وتعنون في مانشيت عددها اليوم: "الإنجازات الكبرى للعام الحالي.. كيف عاد الأمل إلى الناس؟"، أما "جمهوري إسلامي" فعنونت خلاف ذلك وكتبت: "عام الأحداث المرة".
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"تجارت": اقتصاد إيران أصبح "مريضا" والاتفاق النووي لن يحل المشاكل
قالت الخبيرة الاقتصادية، زهراء كريمي، لصحيفة "تجارت" إن الاتفاق النووي لن يكون قادرا على حل المشاكل والتحديات الاقتصادية بعيدة المدى لإيران، وإنما سيكون وسيلة للتغلب على المشاكل الاقتصادية قصيرة الأمد، على حد تعبيرها.
وشددت كريمي على ضرورة أن تجد الحكومة الإيرانية حلا شاملا وتقوم بإصلاحات جدية في الداخل الإيراني، معتقدة أن المشكلة الأولى التي يجب على طهران أن تعمل عليها هو العمل على إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، لأن الحكومة لن تكون قادرة على حل المشاكل الاقتصادية مثل أزمة التضخم، وارتفاع سعر العملات الصعبة، في ظل وجود العقوبات الاقتصادية.
وذكرت كريمي أن النظام الإيراني قد أدرك كما يبدو ضرورة رفع العقوبات عن الاقتصاد "المريض" لإيران، مشبهة حال إيران بمن يعاني مرضا في القلب والرئتين وفي نفس الوقت يعاني من صداع في الرأس.
وأوضحت أن رفع العقوبات وإحياء الاتفاق النووي هو شرط ضروري لتحسين الوضع الاقتصادي، لكنه يبقى شرطا غير كافي لتحسين الوضع الاقتصادي للبلد.
"آرمان ملي": الشعب فقد ثقته بالسلطات الحاكمة بشكل ملحوظ
قال المحلل السياسي والدبلوماسي السابق، فريدون مجلسي، لصحيفة "آرمان ملي" إن الشعب الإيراني فقد ثقته بالسلطات الحاكمة بشكل ملحوظ، مشيرا إلى وجود مخاوف لدى الشارع الإيراني إزاء الأموال الإيرانية التي ستعود إلى الداخل بعد قرار العودة إلى الاتفاق النووي ونجاح المفاوضات في فيينا.
وشدد على ضرورة أن يتم إنفاق هذه الأموال في مجال التنمية وخلق فرص عمل، وتوفير الرفاه والاستقرار الاقتصادي للمواطنين الإيرانيين الذين تضروا كثيرا من العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.
وأوضح مجلسي أن إيران قادرة على اعتماد دبلوماسية صحيحة وحل مشاكلها مع العالم لكي تستطيع تعويض أضرارها وخسائرها التي حلت بها بعد إبعادها من أسواق الطاقة العالمية.
"جمهوري إسلامي": عام الأحداث المرة
رأت صحيفة "جمهوري إسلامي" أن العام الإيراني الجاري والذي أوشك على النهاية يمكن تسميته بـ"عام الأحداث المرة"، وذلك بالنظر إلى ما تضمنه من أحداث سيئة سواء على صعيد إيران أو على صعيد العالم والمنطقة، فبالنسبة للداخل الإيراني شهدت البلاد استمرار جائحة كورونا وتضرر الكثير من المشاغل والمهن.
ومن الأحداث المرة التي عاشتها إيران في هذا العام، حسب الصحيفة، هي الانتخابات الرئاسية التي شابها عيوب ومساوي جراء تمييز مجلس صيانة الدستور وإقصاء مرشحين لصالح مرشح بعينه، وما نجم عن ذلك من عزوف كبير لدى الناخب الإيراني عن المشاركة في الانتخابات.
كما أن من الأحداث السيئة التي حملها عام 1400 الشمسي هو توقف المفاوضات النووية بعد وصول حكومة رئيسي الأصولية إلى الحكم، وانتهاء حكومة حسن روحاني التي كانت قد أوشكت على التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية.