يبدو أن إطالة أمد المفاوضات النووية وعدم تحديد موعد زمني لنهايتها دفع بالصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 5 أبريل (نيسان)، إلى التساؤل عن حقيقة تصريحات المسؤولين الإيرانيين بأن التوصل إلى اتفاق بات قريبا، وفي مراحله الأخيرة.
وحذرت الصحف من أن استمرار هذا الوضع سيجعل من إيران البلد الخاسر الأول والمتضرر الأكبر.
وعن الاتفاق النووي قدمت صحف مختلفة تحليلات وقراءات لخبراء ومحللين سياسيين، فصحيفة "اعتماد" الإصلاحية نشرت مقالا للكاتب والناشط السياسي، أحمد زيد آبادي، ذكر فيه أن عدم التوصل إلى اتفاق نووي يشكل "خطورة بالغة" بالنسبة لإيران، لأن مختلف أطياف الشعب باتت تعلق آمالها على إحياء الاتفاق النووي.
كما قال الكاتب أنه وفي حال عدم تغيير الوضع الراهن والعودة إلى الاتفاق النووي فإن الجمهورية الإسلامية سرعان ما تجد نفسها أمام جبهة واسعة من دول المنطقة، والتي يجمعها هدف مشترك واحد يتمثل في التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي في وجه إيران.
وقريبا من ذلك عنونت صحيفة "اقتصاد بويا"، وقالت: "عدم التوصل إلى اتفاق نووي سيكون في صالح دول الجوار"، ناقلة عن الدبلوماسي السابق، فريدون مجلسي، قوله إن المفاوضات الجارية هي وسيلة لإلهاء الناس وإشغالهم، لأن الحقيقة تظهر أنه لا وجود لاتفاق نووي، مؤكدا أن طهران هي المتضرر من جراء هذا الوضع.
وفي موضوع آخر أشارت صحيفة "اطلاعات" و"وطن امروز" إلى عرض رئيس الجمهورية على أمير قطر المساعدة في جزيرة كيش والجزر الإيرانية الأخرى القريبة من قطر لاستضافة أفضل للمونديال.
ويأتي ذلك بعد أيام من اعتداء قوات الأمن الإيرانية على مشجعات كرة القدم الإيرانيات برذاذ الفلفل، لمنعهن من تشجيع منتخب بلادهن.
وفي شأن آخر لفتت صحيفة "مردم سالاري" إلى موضوع "التحرش" ضد الفنانات في إيران وردود الفعل الواسعة حول الموضوع، ونقلت مقترح الباحث الحقوقي كامبيز نوروزي الذي أوصى بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في هذا الملف ومتابعته بشكل دقيق، مؤكدا أن التحرش ضد الفنانات يقع بأشكال مختلفة وفي مجالات عدة.
وأصدرت جمعية ممثلي السينما الإيرانية، أمس الاثنين 4 أبريل، بيانا أدانت في وقوع أحداث من هذا القبيل بحق النساء، وجاء في البيان الصادر عن الجمعية المذكورة: "الجمعية تدعو جميع الممثلات خاصة اللواتي تعرضن للتحرش والعنف، إلى تقديم شكاوى من خلال مجلس حماية بيت السينما دون خوف من الكشف عن أسماء ومناصب الأشخاص، حتى صدور وتنفيذ الحكم".
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"آفتاب يزد": الاقتصاد الإيراني يأن تحت وطأة الولاءات
أجرت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية مقابلة مع الخبير الاقتصادي، ميثم مهربور، تحدث فيه عن معضلات الاقتصاد الإيراني في العام الجديد (بدأ في 21 مارس/آذار الماضي) مبينا أن من أكبر التحديات والمشاكل التي يعاني منها الاقتصاد في إيران هو زيادة ظاهرة "الولاءات" و"المحسوبية", مشيرا إلى أن كثيرا من هذه المشاكل لها امتدادات خلال العقدين أو الثلاث الماضية وقد يصل إلى أكثر من ذلك.
وذكر مهر بور للصحيفة أن هناك بعض الخصائص التي أصبحت ظاهرة وجلية في الاقتصاد الإيراني، وهي: "تراكم المعضلات" و"الاعتماد على النفط"، و"فقدان الحكومات للاستراتيجيات".
ولفت الكاتب إلى أن الساسة الإيرانيين كانوا يحاولون عدم التورط في المشاكل والتحديات التي واجهها اقتصاد الدول الاشتراكية إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك.
"اعتماد": عدم استقلالية البنك المركزي يتسبب في مشاكل عديدة
قال رئيس البنك المركزي الإيراني السابق، ولي الله سيف، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" إن البنك المركزي في إيران ليس مستقلا بل هو تابع في سياساته للحكومات، مؤكدا أن ذلك يسبب مشاكل متعددة.
وأضاف سيف للصحيفة أن إحدى العوامل الرئيسية في تفشي ظاهرة الفساد في إيران هي فقدان الشفافية والوضوح، منوها إلى وجود أطراف في الداخل الإيراني تعارض هذه الشفافية وتناصبها العداء، لأن استمرار حياتها يتمثل في استمرار وجود هذا الواقع وفقدان الشفافية في الاقتصاد، حسب تعبيره.
"صداي اصلاحات": الدعم الحكومي في ظل الأوضاع الراهنة لا يسد حاجة للناس
قالت صحيفة "صداي اصلاحات" في تقرير اقتصادي إن الدعم الحكومي المقدم للشعب في الوضع الاقتصادي الراهن أصبح لا يسد حاجة ولا يداوي جرحا، مشيرة إلى حجم الارتفاع الكبير في الأسعار، وبقاء هذا الدعم على النسبة المحددة منذ حكومة الرئيس الأسبق أحمدي نجاد، قبل ما يزد على عقد من الزمن.
وذكرت الصحيفة كذلك أن الحكومة الإيرانية الحالية بقيادة الأصولي إبراهيم رئيسي ومنذ وصولها إلى الحكم سلكت اعتماد نهج "الإدارة البوليسية"، وهي على الرغم من حتمية فشلها إلا أنها مكررة من قبل الحكومات في إيران.
"شرق": تحديات السياسة الخارجية لإيران في عامها الجديد
تحدث الكاتب والدبلوماسي السابق، قربان جاويد أوغلي، في مقال نشرته صحيفة "شرق" عن "تحديات السياسة الخارجية" لإيران في عامها الجديد، وقال إن قضايا هامة كموضوع مفاوضات فيينا، وانعكاسات الغزو الروسي ضد أوكرانيا، وتقارب بعض الدول العربية مع إسرائيل، هي ملفات باتت تفرض على صانع القرار الإيراني تحديات خاصة يجب الأخذ بها في السياسة.
ونوه الكاتب إلى أن طهران يجب أن تبادر سريعا لحل ملفها النووي، لأن استمرار هذه الأزمة يعني البقاء كالعقدين السابقين تحت ظل العقوبات، وما يترتب عليه من تخلف في التنمية والعزلة السياسية.
كما أكد الكاتب على ضرورة تغيير اتجاه تعامل طهران مع واشنطن، واعتماد أسلوب "التعامل المقرون بالمنافسة"، موضحا أن الظروف الدولية الجديدة، وحرب أوكرانيا، والتغييرات الواسعة في العلاقات الدولية هي فرصة جيدة لإيران لاعتماد هذا الأسلوب الجديد.