في الوقت الذي نلاحظ زيادة انتقادات الصحف الإصلاحية لسياسات النظام الإيراني في التعامل مع حركة طالبان لا سيما بعد حادثة الهجوم على رجال الدين في محافظة خراسان رضوي من قبل شخص أفغاني، فإن الصحف الأصولية وعلى رأسها "كيهان" و"وطن امروز" تحاول الحركة عكس التيار.
وهاجمت الصحف الأصولية المنتقدين لسياسات النظام واتهمتهم بمحاولة خلق فتنة مذهبية واحتراب طائفي.
صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد الإيراني، هاجمت الإصلاحيين وصحفهم وخصت منهم صحيفة "جمهوري إسلامي" المعتدلة بعد انتقاد هذه الأخيرة في عددها الصادر أمس، الأربعاء 6 أبريل (نيسان)، لسياسات النظام في التعامل مع ملف أفغانستان، ووصفت التيار المنتقد بأنه يتبع العدو حذو القذة بالقذة، بهدف خلق فتنة وفرقة بين إيران وأفغانستان.
في المقابل استمرت صحيفة "جمهوري إسلامي" في عددها الصادر اليوم، الخميس 7 أبريل (نيسان)، بانتقاد التيار الأصولي الذي يحاول "تطهير" سلوك حركة طالبان وسجلها الدموي، حسب قراءة الصحيفة، مؤكدة أن حادثة الهجوم على رجال الدين هو جزء يسير من تبعات السياسة الخاطئة لإيران تجاه سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.
في موضوع آخر تساءلت صحيفة "آفتاب يزد" عما إذا كانت حكومة رئيسي تنتظر مخرجات مفاوضات فيينا لمعالجة المشاكل الاقتصادية الداخلية، بعد أن كانت في بداية حكمها تنتقد حكومة روحاني السابقة وتتهمها بأنها علقت كل الآمال على الاتفاق النووي، ولا تعتمد على الطاقات والإمكانيات الداخلية.
في المقابل نجد صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، تتحدث عن وجود مخاوف كبيرة في الداخل الأميركي من عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران، وعنونت في صفحتها الأولى: "رعب إيران بلا اتفاق في واشنطن".
وفي موضوع آخر توقعت بعض الصحف أن تشهد إيران موجة سابعة من فيروس كورونا بعد قرار الحكومة إعادة فتح المدارس والجامعات، وتساءلت صحيفة "ابتكار" عما إذا كان قرار الحكومة هذا قرار مستعجلا، ويحمل في طياته مجازفة مجهولة الآثار.
وتوقعت صحيفة "بيشرو" أن تشهد إيران موجة سابعة من كورونا في بداية مايو (أيار) المقبل.
وفي شأن منفصل علقت بعض الصحف على الارتفاع الكبير في الأسعار بالتزامن مع شهر رمضان، وكتبت "خراسان" عن الموضوع وقالت: "الارتفاع الحاد في أسعار السلع الأساسية"، مشيرة إلى أنه وبالتزامن مع شهر رمضان شهدت بعض السلع الأساسية مثل اللحوم والأرز والحبوب والتمر ارتفاعا كبيرا للغاية.
كما علقت صحيفة "جمهوري إسلامي" على الارتفاع الكبير في أسعار الطماطم حيث سجل سعرها أرقاما قياسية وغير مسبوقة بعد أن بات كيلو الطماطم يباع بـ25 ألف تومان.
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"آفتاب يزد": حكومة رئيسي تنتظر الاتفاق النووي لحل الأزمات الداخلية
انتقدت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية طريقة الحكومة في التعاطي مع الملف الاقتصادي والأزمة المعيشية للمواطنين، مشيرة إلى كثرة الوعود التي أعطتها الحكومة دون أن تنفذ على أرض الواقع، ورأت أن الحكومة أصبحت في انتظار تطورات السياسة الخارجية لحل المشاكل الداخلية.
وقالت الصحيفة في هذا السياق: "سواء كشفت الحكومة أم أخفت ذلك فإنها وعلى صعيد السياسة الداخلية باتت تنتظر تطورات السياسة الخارجية وعلى رأسها الاتفاق النووي ومفاوضات فيينا، وكذلك حل القضايا الإقليمية ومعالجة المشاكل مع دول الجوار كالعراق وتركية وأفغانستان، والأهم من كل ذلك حل الخلافات مع المملكة العربية السعودية".
وتابعت الصحيفة بالقول: "وبالرغم من ادعاء الحكومة بأنها لا ترهن اقتصاد البلاد بالمفاوضات النووية، إلا أن استمرار غموض عملية التفاوض وكثرة تصريحات وزير الخارجية حول الاقتراب من التوصل إلى اتفاق نووي، وهي تصريحات لا تبرير لها ومستغربة، فإن كل ذلك يؤكد بأن إدارة البلاد أصبحت مرتبطة بموضوع الاتفاق النووي".
"جمهوري إسلامي": الزيادة الكبيرة للأفغان في إيران ستكون لها تبعات على أمن البلاد واستقرارها
نشرت صحيفة "جمهوري إسلامي" مقالا حول مخاطر التزايد الكبير للمهاجرين الأفغان في إيران وانعكاسات ذلك على أمن البلاد في المستقبل، مبينة أن عددا كبيرا من المحافظات الإيرانية مثل "أصفهان" و"يزد" و"كرمان" و"سيستان بلوشستان" بات الأفغان يشكلون فيها ما نسبته 35 في المائة من سكانها، وأن هذه الزيادة الكبيرة ستكون لها تبعات مؤكدة على استقرار البلاد وأمنها.
وذكرت الصحيفة أن تفاؤل النظام الإيراني في بداية وصول حركة طالبان إلى السلطة كان خطأ واضحا قد حذر منه المراقبون والخبراء المحترفون، لكن آذان صناع القرار في إيران لم تكن تستمع لهذه التحليلات الواقعية.
وأشارت الصحيفة إلى استمرار البعض (التيار الأصولي) في اعتماد سياسة الدفاع عن حركة طالبان ومحاولة تطهيرها، وذلك من أجل تبرير خطأهم الاستراتيجي مستخدمين أسلوب كيل التهم للمنتقدين، ووصفهم بأنهم يحاولون خلق المشاكل في العلاقات بين إيران وافغانستان.
"كيهان": 5. 16 مليار دولار من عقود النفط خلال 7 شهور دون الحاجة إلى اتفاق نووي أو الانضمام إلى (FATF)
تباهت صحيفة "كيهان"، الأصولية والقريبة من المرشد الإيراني، بما أعلن عنه وزير النفط في حكومة رئيسي، جواد أوجي، حيث ذكر أن إيران حصلت على 16.5 مليار دولار من خلال إبرامها لعقود نفطية مع أطراف داخلية وخارجية خلال 7 شهور، موضحة أن هذا الإنجاز يتحقق دون أن تكون طهران في حاجة إلى اتفاق نووي أو تضطر إلى تقديم تنازلات في ملف الانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF).
وذكرت الصحيفة، التي لم تكشف عن هوية هذه الأطراف الداخلية والخارجية التي أبرمت معها إيران عقودا نفطية، أن هذه الأطراف قد جاءت واستثمرت أكثر مما استثمرت شركة "توتال" الفرنسية، والتي كانت حكومة روحاني تعول عليها كثيرا في مجال استخراج النفط وتكريره.