"طهران المدينة الأكثر تلوثا في العالم"، كان عنوانا بارزا لعدد من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 9 أبريل (نيسان)، لا سيما الإصلاحية والمعتدلة، بعد أن حاولت الصحف الأصولية والمقربة من الحكومة تجاهل الموضوع نسبيا والاهتمام بموضوعات أخرى.
وكان مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (آي كيو إير)، قد صنف أمس الجمعة، العاصمة الإيرانية طهران بوصفها المدينة الأكثر تلوثًا في العالم؛ كما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في إيران أن 26 محافظة إيرانية ستشهد عواصف ترابية خلال الأيام المقبلة.
وكتبت صحف مثل "آفتاب يزد"، و"ستاره صبح"، وغيرهما عن هذا الموضوع، وانتقدتا إجراءات الحكومة وسياساتها الخاطئة تجاه البيئة.
ونشرت صحيفة "ابتكار" صورة من مدينة طهران يخيم عليها الغبار والتلوث الكثيف، وعنونت بالقول: "تحت مظلة الغبار"، ولفتت إلى أن كثافة التلوث في العاصمة بلغ مستوى عاليا بحيث بات سائقو السيارات يواجهون مشكلة في الرؤية والنظر.
وفي المقابل، نجد الصحف الأصولية والمقربة من الحرس الثوري والمرشد علي خامنئي غطت بشكل كثيف حادثة إطلاق النار في تل أبيب التي أودت بحياة ثلاثة إسرائيليين وإصابة آخرين، معتبرة أن ذلك من علامات نهاية إسرائيل وقرب زوالها.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، الجمعة، عن تصفية منفذ هجوم تل أبيب خلال تبادل لإطلاق النار، بعد مطاردة استمرت لساعات.
وفي شأن داخلي آخر لفتت بعض الصحف مثل "جهان صنعت"، و"اترك"، و"امروز"، إلى رفع أسعار الإنترنت المنزلي في إيران، وأشارت "آفتاب يزد" إلى موافقة وزارة الاتصالات على قرار رفع أسعار الإنترنت، حيث قامت الشركات التي تقدم الإنترنت برفع الأسعار بنسبة 100 في المائة، موضحة أن بعض المحللين والمراقبين للشأن الإيراني يرون أن هذه الخطوة هي إجراء في إطار تنفيذ مشروع تقييد الإنترنت.
ومن الموضوعات الأخرى التي ناقشتها صحف اليوم موضوع المفاوضات النووية التي أصبح الغموض يكتنفها من كل الجوانب، وكتبت صحيفة "مردم سالاري" عن واقع المفاوضات النووية وما تمر به من مرحلة غامضة، وقالت: "حيرة الرأي العام من مفاوضات فيينا"، وعنونت "ستاره صبح": "إحياء الاتفاق النووي بات صعبا ومعقدا"، أما "نقش اقتصاد" فكتبت: "طهران- واشنطن بعيدا عن الاتفاق".
والآن يمكننا قراءة تفاصيل بعض الأخبار في بعض صحف اليوم:
"ستاره صبح": إحياء الاتفاق النووي بات صعبا ومعقدا
قال الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، سيد جلال ساداتيان، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن طرح موضوع شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب أثار حساسية في عدد من الدول في المنطقة وهو ما خلق نوعا من الغموض والضبابية على المفاوضات النووية، مؤكدا أن إحياء الاتفاق النووي في الوقت الحالي أصبح صعبا ومعقدا.
وشدد الباحث على ضرورة أن تكون أولوية النظام هي مسألة إحياء الاتفاق النووي، مؤكدا أنه وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق نووي فإن الولايات المتحدة الأميركية ستلجأ إلى تفعيل آلية الزناد وتجبر الدول الأخرى على مسايرتها في فرض العقوبات الاقتصادية على إيران.
"إيران": إخفاء تفاصيل عقود النفط للحفاظ على المصالح السرية لإيران
عارضت صحيفة "إيران" الحكومية الكشف عن تفاصيل العقود النفطية التي تبرمها إيران مع الدول الأخرى، وهاجمت كل من يطالب بهذا الأمر، واصفة إياهم بأنهم يواصلون عمل من يريد استمرار العقوبات على إيران. وذكرت أن إخفاء تفاصيل هذه العقود مع الشركات الأجنبية يأتي بهدف الحفاظ على المصالح السرية لإيران. وأكدت أن هذه التفاصيل معروفة للمؤسسات والجهات الرقابية في البلاد.
ودافعت الصحيفة عن موقف الحكومة الذي لم يقبل الإعلان عن تفاصيل العقود النفطية مع الشركات الأجنبية والتي تقدر حسب بيانات الحكومة بـ16.5 مليار دولار، ناقلة تصريحات وزير النفط في حكومة رئيسي والذي أكد بدوره رفض الحكومة بشكل قاطع الكشف عن أسماء الشركات والدول التي أبرمت هذه الاتفاقيات مع إيران.
"صداي اصلاحات": انتشار ظاهرة "الأزواج الهاربين" بعد تفاقم الأوضاع الاقتصادية
رصدت صحيفة "صداي اصلاحات"، في تقرير مطول، ظاهرة جديدة في المجتمع الإيراني بعنوان "الأزواج الهاربين"، حيث بدأت هذه الظاهرة في التوسع والشيوع على خلفية الأزمة الاقتصادية الخانقة وتردي الأوضاع الأخلاقية في المجتمع، مما يدفع بالرجال إلى التخلي عن أسرهم والهروب.
وذكرت الصحيفة أن الرجال الذين يقدمون على هذا التصرف يشعرون باليأس والقنوط ويجدون أنفسهم عاجزين عن تحمل الأعباء المادية والاقتصادية للأسرة.
ونقلت الصحيفة تجارب بعض النساء وقصصهن مع أزواجهن الذين اختاروا "الفرار" من العائلة بعد أن ضاقوا ذرعا بأعباء الحياة وتكاليف المعيشة.
"جهان صنعت": لا تغضبوا الشعب
علقت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية على تصريحات ومواقف المسؤولين في حكومة إبراهيم رئيسي من الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد، حيث إنهم- حسب الصحيفة- يخرجون بتصريحات ومواقف غريبة تجعل الإنسان يظن أنهم لا يعيشون في نفس الكوكب الذي يعيش فيه المواطنون، ومن يصغي إلى كلام هؤلاء المسؤولين لا يسمع شيئا عن ارتفاع الأسعار ولا يرى للضغوط الاقتصادية أثرا، بل يجد فقط حديثا جميلا عن زيادة عائدات النفط والإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج.
ونقلت الصحيفة تساؤلات المواطنين واستفساراتهم عن جدوى ارتفاع أسعار النفط عالميا وزيادة صادرات إيران النفطية، إذا كانت لا تترك أثرا على وضعهم المعيشي السيئ، وأوضحت أن المواطنين عندما يستمعون إلى تعليقات المسؤولين وتصريحاتهم حول الأوضاع الاقتصادية يجدون أن البون شاسع بين ما يشعرون به هم وما يقوله المسؤولون، مؤكدة أن ذلك يزيد من غضب الناس واستيائهم.