رغم مرور عامين من المفاوضات النووية وإطلاق الكثير من الوعود من الحكومة الإيرانية السابقة والحكومة الحالية، والقول إن التوصل لاتفاق بات قريبا وممكنا، وصلت المفاوضات الآن إلى مرحلة بات المسؤولون الإيرانيون يصرحون باحتمالية عدم نجاحها والعودة إلى الاتفاق.
وتعليقا على الموضوع نجد صحيفة "كيهان"، الأصولية والقريبة من المرشد الإيراني في عددها الصادر اليوم الأربعاء 13 أبريل (نيسان)، تعنون بكلام المرشد علي خامنئي وتوصياته بعدم تعطيل البلاد ورهنها بالمفاوضات النووية.
وتأتي تصريحات المرشد عن الاتفاق النووي ومفاوضات فيينا في الوقت الذي يؤكد فيه مراقبون وخبراء في الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي أنه بدون إحياء الاتفاق النووي لا أمل في تحسين الأوضاع الاقتصادية، بل إن مزيدا من المشاكل والفقر والبؤس سيكون في انتظار الشعب.
آخر هذه التحذيرات أطلقها المحلل السياسي، أحمد زيد آبادي، في مقاله بصحيفة "اعتماد" حيث كتب أنه في حال عدم إحياء الاتفاق النووي فإن الإيرانيين سيرجعون إلى الماضي البعيد ليجربوا العيش في ظروف كانت سائدة في عصر المغول عندما كانوا يحكمون إيران قبل قرون عدة.
ومن الموضوعات الأخرى التي تناولتها صحف اليوم موضوع الغلاء الذي سرعان ما يظهر عندما تتحرك أسعار العملات الأجنبية والدولار في السوق الإيرانية، والتي تتأثر بدورها في ما يتسرب من أخبار حول مفاوضات فيينا ونتائجها المحتملة.
فبعد أن تعززت احتمالية فشل المفاوضات النووية ارتفع سعر العملات الأجنبية والذهب في إيران لينعكس ذلك على أسعار باقي القطاعات الاقتصادية، كالمسكن والسيارات والسلع الأساسية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية.
وعنونت بعض الصحف حول أزمة الغلاء التي تعيشها البلاد هذه الأيام، وكتبت "ابتكار" في أحد عناوينها في الصفحة الرئيسة وقالت: "الأسعار حبلها على الغارب"، مشيرة إلى عدم قدرة الحكومة في السيطرة وكبح جماح ارتفاع الأسعار، كما كتبت "جهان صنعت" الاقتصادية حول موضوع الغلاء، وقالت: "زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 200 في المائة".
على صعيد آخر علقت صحيفة "جمهوري إسلامي" على الأزمة الأخيرة بين إيران وحركة طالبان الأفغانية ووقف طهران لأنشطتها القنصلية بعد الاحتجاجات في أفغانستان على "سوء معاملة المهاجرين في إيران"، وحرق مدخل القنصلية الإيرانية في "هرات"، كما غطت صحيفة "اعتماد" الموضوع وعنونت بالقول: "على طالبان تقديم تعهد وضمانات".
وبحسب وزارة الخارجية الإيرانية، استدعى رسول موسوي، المدير العام للوزارة، القائم بالأعمال في السفارة الأفغانية في طهران، يوم الثلاثاء 12 إبريل، و"احتج بشدة" على الهجمات التي استهدفت سفارة إيران في كابول والقنصلية الإيرانية في هرات، ودعا إلى التعامل مع المهاجمين.
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"اعتماد": إطلاق الأموال الإيرانية المجمدة سيكون مفيدا إذا تم اعتماد سياسة خفض التصعيد في العلاقات الخارجية
أشار الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في مقال له بصحيفة "اعتماد" إلى موضوع زيارات وزراء خارجية عدد من دول المنطقة إلى إيران لمناقشة موضوع الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، وقال إن هذا الخبر وحل قضية الأموال الإيرانية المجمدة سيكون مفيدا عندما تتبعه خطة جديدة للسير نحو خفض التصعيد والتوتر في العلاقات الخارجية لإيران. ويضيف الكاتب: "لكن نرى أن التوتر في علاقات إيران الخارجية يتزايد ويتسع".
وأوضح الكاتب في مقاله إلى أن البلاد لم تنتفع بعد من توحد السلطات في يد تيار واحد، حيث لم تستطع حسم قضايا هامة كالاتفاق النووي وقضايا المنطقة، مبينا أن منظومة الحكم في إيران باتت تدرك جيدا أنها لا تملك إمكانية على تبرير الضعف والأخطاء.
وذكر الكاتب قائمة من الأزمات والتحديات التي تواجهها طهران، مثل: أزمة الاتفاق النووي، وقضايا المنطقة كالعراق واليمن ولبنان وسوريا، وأزمة أفغانستان، وحديثا أزمة باكستان، بالإضافة إلى موضوع الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك احتمالية تجدد النزاع بين أذربيجان وأرمينيا، ليقرر بعد ذلك أن إيران وفي ظل هذا الواقع وهذه الأزمات الكثيرة لا يمكن أن تحل مشاكلها بمجرد الحصول على 470 مليون يورو من بريطانيا أو 7 مليارات دولار من كوريا الجنوبية إزاء إطلاق سراح عدد من السجناء.
وأوضح الكاتب في مقاله إلى أن البلاد لم تنتفع بعد من توحد السلطات في يد تيار واحد، حيث لم تستطع حسم قضايا هامة كالاتفاق النووي وقضايا المنطقة، مبينا أن منظومة الحكم في إيران باتت تدرك جيدا أنها لا تملك إمكانية على تبرير الضعف والأخطاء.
"كيهان": تيارات ذات توجه غربي تحاول خلق الفرقة بين الشعبين الإيراني والأفغاني
دافعت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، عن العلاقات بين إيران وحركة طالبان الأفغانية، واتهمت أطرافا وتيارات ذات توجه غربي بمحاولة خلق الفرقة والخلاف بين الشعبين الإيراني والأفغاني، مستغلة الهجوم على القنصلية في هرات.
وأوضحت الصحيفة أن الذين يقفون وراء هذه المحاولة يريدون تحقيق أغراض أمنية، وأخرى اقتصادية تتمثل في منع إفشال العقوبات المفروضة على إيران، حيث إن حكومة رئيسي بدأت في العمل على إفشال أثر العقوبات من خلال الانفتاح وزيادة نسبة الصادرات والشراكة التجارية مع دول الجوار.
كما نقلت الصحيفة تصريحات ومواقف عدد من قيادات طالبان إزاء حرق مدخل القنصلية الإيرانية في مدين هراب غرب أفغانستان، وذكرت أنهم أعربوا عن أسفهم لوقوع هذه الحادثة، ولم يكونوا يتوقعون اعتداء المحتجين على القنصلية.
"صداي اصلاحات": صبر الناس قد ينفد أسرع مما كان يتوقعه رئيس الجمهورية
حذرت صحيفة "صداي اصلاحات" السلطات الإيرانية من تبعات الأزمة الاقتصادي الراهنة، وفقدان البرنامج والتنسيق في عمل الحكومة على الصعيد الاقتصادي، وكذلك عزمها على إلغاء الدعم الحكومي عن الدولار، وقالت في هذا الخصوص: "هذا الواقع جعل كثير من الخبراء يعتقدون أن صبر الناس قد ينفد أسرع مما كان يتوقعه رئيس الجمهورية، وقد نشهد أحداثا على غرار ما حدث في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019".
كما قال النائب البرلماني، محمد رضا صباغيان، إن المواطنين أصبحوا مستائين جدا من الأوضاع الاقتصادية، وفقدان الرقابة على الأسعار في البلاد، حيث أصبحت السلعة الواحدة تباع في شارع بسعر يختلف عن سعر نفس السلعة في شارع آخر.
وقال البرلماني الأصولي السابق، سيد حسين نقوي حسيني، للصحيفة إن على البرلمان والحكومة العمل سريعا لإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية الراهنة، مؤكدا أن اقتصاد إيران بات الآن في مرحلة "الطوارئ"، وانتقد أداء الفريق الاقتصادي لحكومة رئيسي الذي يعاني من عدم التنسيق اللازم في القيام بمهامه.
كما قال النائب البرلماني، محمد رضا صباغيان، إن المواطنين أصبحوا مستائين جدا من الأوضاع الاقتصادية، وفقدان الرقابة على الأسعار في البلاد، حيث أصبحت السلعة الواحدة تباع في شارع بسعر يختلف عن سعر نفس السلعة في شارع آخر.