أزمة الغلاء والارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية في البلاد باتت العنوان الأبرز في الصحف الصادرة هذه الأيام في إيران، بعد أن سجلت قطاعات اقتصادية عدة ارتفاعا ملحوظا في السلع والبضائع المعروضة في الأسواق، وأصبحت القدرة الشرائية للمواطن الإيراني في تراجع مستمر.
وتساءلت صحف مختلفة الصادرة اليوم، الخميس 14 أبريل (نيسان)، عن أسباب هذا الارتفاع في الأسعار في ظل الحديث عن عودة الأموال الإيرانية المجمدة، وزيادة صادرات النفط، بالإضافة إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين عن قرب موعد إحياء الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عن البلاد.
وعنونت صحيفة "اعتماد" في عددها اليوم عن الغلاء في قطاع المسكن، وكتبت: "أسعار الإيجار قاصمة الظهر"، مشيرة إلى أن الأسعار في قطاع ايجار المساكن قد شهدت قفزة بنسبة 5150 في المائة خلال العقد الأخير.
وعنونت صحيفة "آفتاب يزد" كذلك عن ارتفاع أسعار الدواء الداخلي بمقدار الضعفين، والدواء الخارجي بمقدار 6 أضعاف، بعد عزم الحكومة إلغاء الدعم الحكومي عن الدولار المخصص لشراء الدواء وتوفيره.
وفي شأن متصل نقلت صحف أخرى تصريحات رئيس الجمهورية حول ارتفاع الأسعار، ومطالبته بتحديد العوامل والأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع.
وينتقد محللون وناشطون سياسيون تصريحات رئيس السلطة التنفيذية، ويطالبون في المقابل الحكومة بالعمل على حل المشكلات وليس الوقوف محل المعارضة.
وفي سياق منفصل نشرت صحيفة "اطلاعات" تقريرا حول أزمة شح المياه في إيران، وذكرت أن 300 مدينة ذات كثافة سكانية عالية أصبحت تعاني من أزمة في توفير المياه، وذكرت عددا من الأسباب والعوامل التي أدت إلى ظهور هذه الأزمة في البلاد.
أما صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، فقد اهتمت بموضوع إسرائيل وصواريخ حزب الله، حيث عنونت في المانشيت بالخط العريض، وقالت: "إسرائيل تلتقط أنفاسها الأخيرة.. لم يعد هناك مكان للبقاء".
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"ابتكار": ما أسباب ظهور المافيا في الاقتصاد الإيراني؟
تساءلت صحيفة "ابتكار" عن أسباب وعوامل ظهور المافيا في قطاعات مختلفة من الاقتصاد الإيراني، حيث لم يبق مجال من مجالات الاقتصاد كالسيارات والمسكن والأرز واللحوم وغيرها من المجالات الحيوية وذات التأثير المباشر في حياة المواطنين، إلا وظهرت فيها مجموعات نافذة ومافيا كبيرة تتلاعب بالأسعار، وتحرك الأسواق وفق ما تقتضيه مصالحها الخاصة.
وقال الخبير الاقتصادي، مرتضى أفقه، للصحيفة إن جماعات المافيا في إيران أصبحت تمتلك قدرة تضاهي قدرة الحكومة في التأثير على الأسعار، موضحا أن مهمة الحكومة هي مواجهة هذه المافيا في الاقتصاد، وأن تكشف سبب وجودها، ولماذا استطاعت بسط نفوذها بهذا الشكل في الاقتصاد الإيراني؟.
وعن سبب ظهور المافيا في الاقتصاد الإيراني قال أفقه: "عندما تصبح الظروف الاقتصادية سيئة للغاية، وتعجز الحكومة عن القيام بمهامها ودورها المنوط بها تظهر بمرور الوقت جماعات وأفراد يستفيدون من هذا الوضع لصالحهم".
ويضيف المحلل الاقتصادي أن جماعات المافيا وبسبب أن ثروتهم سائلة ودائما تكون في متناول أيديهم؛ بإمكانهم التنقل من قطاع إلى قطاع آخر، مؤكدا أن المافيا موجودة في الاقتصاد الإيراني وبشكل فاعل منذ سنين، وهي تبحث عن الأسواق التي تعاني من فقدان الرقابة الحكومية على الأسعار.
"اقتصاد بويا": الشرخ الطبقي بين الأثرياء والفقراء في إيران وصل إلى مرحلة الخطر
وفي شأن اقتصادي آخر سلطت صحيفة "اقتصاد بويا" الضوء على تزايد الشرخ الطبقي بين الفقراء والأثرياء في إيران، وذكرت أن الفرق بين ثروة الأثرياء وفقر الفقراء وصل إلى "مرحلة الخطر"، وأصبحت البلاد أمام أقلية غنية وأكثرية فقيرة مسحوقة.
وقال وحيد شقاقي، الخبير الاقتصادي، للصحيفة عن أسباب هذه الظاهرة في إيران: إن ذلك يعود لفقدان آلية للتوزيع العادل للثروات، حيث إن الأنظمة الاقتصادية الثلاث في البلاد، وهي: النظام الضريبي والنظام المصرفي ونظام الدعم، تعمل كلها لصالح الأغنياء والأثرياء، ولهذا نشاهد الأغنياء يزدادون غنى يوما بعد يوم والفقراء يزدادون فقرا وعوزا.
"إيران": المرشد يدعم سياسة الحكومة في التعامل مع ملف المفاوضات النووية
رأت صحيفة "إيران" الحكومية أن كلام المرشد، علي خامنئي، قبل يومين عن الدبلوماسية الإيرانية في عهد حكومة رئيسي يؤكد دعم المرشد لهذه السياسة التي باتت تنتهجها حكومة إبراهيم رئيسي، لا سيما في ما يتعلق بملف المفاوضات النووية.
وأوضحت الصحيفة أن حكومة رئيسي استطاعت خلال فترة وصولها إلى الحكم إخراج الدبلوماسية الإيرانية من الطريق الوحيد الذي كانت تسلكه الحكومة السابقة، حيث كان هذا الطريق يتوقف على المفاوضات النووية، مدعية أن حكومة رئيسي الأصولية قد حققت حتى الآن إنجازات كثيرة خلال فترة زمنية قصيرة.
"شرق": إدارة حكم رئيسي في العام الأول خلقت شرخا طبقيا غير مسبوق في تاريخ الاقتصاد الإيراني
قال الخبير الاقتصادي، حسين راغفر، في مقابلة مع صحيفة "شرق" إن الاقتصاد ومعيشة المواطنين الإيرانيين أصبحا رهينة بيد السياسة والدبلوماسية، معتقدا أن سياسة حكومة رئيسي في العام الأول من حكمه انتجت شرخا طبقيا غير مسبوق في تاريخ الاقتصاد الإيراني.
وأوضح راغفر أن نسبة كبيرة ممن كانوا يعدون على الطبقة الوسطى اقتصاديا باتوا اليوم تحت خط الفقر، وأن هذا الأمر يستمر يوما بعد يوم.
كما أشار إلى ارتفاع أسعار العملات الأجنبية في إيران، وذكر أن الحكومة ومن خلال رفع أسعار العملات تحاول تسديد نقص الميزانية لديها، فالحجم الكبير لنقص الميزانية في العام الجاري لم يتح أمام الحكومة والبنك المركزي من خيارات سوى رفع أسعار العملات الأجنبية.