بعد أيام من تصريحات الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، حول أزمة الغلاء المتجددة في أسواق إيران هذه الأيام، حاولت بعض الصحف انتقاد خطاب رئيسي لا سيما الجزء الذي يطالب فيه بالكشف عن الأسباب والعوامل الكامنة وراء هذه الأزمة، متجاهلا أنه هو رئيس البلاد وصاحب أعلى منصب تنفيذي فيها.
صحيفة "جهان صنعت" أشارت، اليوم الأحد 17 أبريل (نيسان)، إلى خطاب الرئيس، وذكرت أنه يعطي العناوين الخاطئة عندما يحاول تبرير فشل حكومته من خلال إلقاء اللوم على الحكومة السابقة، وطرح مقولة "مسببي الوضع الراهن" في إشارة إلى مسؤولي حكومة روحاني.
كما كتبت صحيفة "اترك" حول الموضوع، وقالت إن رئيسي وبعد 8 شهور من تولي السلطة التنفيذية في البلاد أدرك الواقع المتأزم، فقرر أن يخفف من الضغوط على حكومته من خلال اتهام الحكومة السابقة بالتقصير وتحميلها مسؤولية الأزمة الاقتصادية الراهنة.
وفي شأن منفصل، علقت صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة على القانون الجديد الذي يجرّم المواطنين الذين يحتفظون بالعملات الصعبة في بيوتهم، ورأت أن تلك خطوة في الاتجاه الصحيح، حيث ستجبر من يمتلكون الدولارات من المواطنين على بيعها، خوفا من التعرض للتبعات القضائية والملاحقة القانونية، وبالتالي فإن ذلك سيعود بآثار إيجابية على الاقتصاد الإيراني وسوق العملات الصعبة، كما ترى الصحيفة.
ومن الموضوعات الأخرى التي اهتمت بها بعض الصحف الصادرة اليوم الأحد موضوع التضخم فی البلاد والسيناريوهات المحتملة لذلك، وقد أجرت صحيفة "تجارت" مقابلة مع الخبير الاقتصادي، وحيد شقاقي شهري، ذكر فيه أن هناك سيناريوهين لقضية التضخم، الأول وهو تحسن نسبة التضخم وانخفاضه إلى 25 أو 30 في المائة، وهذا في الحالة الإيجابية والمتفائلة، لكن في الحالة السلبية فإن المتوقع أن ترتفع نسبة التضخم إلى أكثر من 40 في المائة.
كما كتبت بعض الصحف عن الأزمة الأخيرة بين إيران وأفغانستان بعد حادثة قتل رجلي دين إيرانيين على يد مواطن أفغاني مقيم في إيران وحدوث مضايقات للاجئين الأفغان المقيمين في إيران، وتبعا لذلك خروج مسيرات في أفغانستان منددة بسوء المعاملة التي يتعرض لها الأفغان هناك.
وفي صحيفة "شرق"، كتب الكاتب والدبلوماسي الإيراني السابق، محسن روحي صفت، أن "المواجهة والصدام بين إيران وحركة طالبان لا مفر منها، وذلك بسبب التعارض الآيديولوجي بين الطرفين".
كما ذكر روحي صفت أن طالبان وبسبب عجزها عن حكم وإدارة أفغانستان ستدخل في توترات على صعيد علاقاتها الإقليمية والدولية.
وعن شكل العلاقة المطلوبة بين إيران وحركة طالبان قال الكاتب إن على إيران ان تنظر بسلبية إلى الحركة ولا تتعامل معها من منطلق إيجابي.
ونشرت بعض الصحف مقالات تحليلية وقراءات حول الموضوع، حيث عنونت صحيفة "اعتماد" في إحدى مقالاتها بالقول: "نحن والمهاجرون الأفغان".
والآن يمكننا قراءة تفاصيل بعض الأخبار في بعض صحف اليوم:
"اعتماد": جيش الفقراء يزداد يوما بعد يوم
قالت الناشطة الإصلاحية، آذر منصوري، في مقال لها بصحيفة "اعتماد" إن التضخم والغلاء في أسعار السلع الأساسية وغير الأساسية تحولا إلى القضية الأهم بالنسبة للإيرانيين، فالمواطن اليوم أصبح يعجز عن توفير السلع الأساسية له ولمن يعوله، والطبقة الوسطى اقتصاديا تتحول إلى الطبقة الفقيرة باستمرار، موضحة أن الغلاء قد أنهك المواطن الإيراني وأن جيش الفقراء يزداد يوما بعد يوم.
وعن أسباب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة قالت منصوري إن العامل الأول يتمثل في عدم تعامل وانفتاح إيران على العالم، لافتة إلى أن نمو الناتج المحلي وارتفاع المؤشرات الاقتصادية لهما علاقة مباشرة بالتعامل الاقتصادي والتجاري مع دول العالم.
أما عن السبب الثاني في أزمة الغلاء الأخيرة فأشارت منصوري إلى استمرار العقوبات الاقتصادية، وقالت الكاتبة إن مساعي الأطراف والجماعات المستفيدة من العقوبات المفروضة على البلاد تحرز نجاحا، حيث لا تزال العقوبات سارية ولم تنجح الحكومة في حل ملف الاتفاق النووي. وتساءلت عما إذا كانت الحكومة قادرة على مواجهة هذا التيار والوقوف في وجهه أم لا؟
"سياست روز": يجب إجراء تغييرات في الفريق الاقتصادي للحكومة
انضمت صحيفة "سياست روز" الأصولية إلى الأطراف المعارضة والمنتقدة لأداء حكومة رئيسي على الصعيد الاقتصادي، وقالت إنه مهما قبلنا بأن الحكومة السابقة هي المسبب للوضع الاقتصادي الراهن فإن تفاقم الوضع وارتفاع الأسعار بشكل مستمر لا يمكن تحميلهما على الحكومة السابقة.
وطالبت الصحيفة بإجراء تغييرات في الفريق الاقتصادي للحكومة بعد فشله في تحقيق وعود الرئيس خلال فترة الشهور الـ8 الماضية، موضحة أن عدم القيام بهذه التغييرات سيحمل البلاد تغييرات جمة في المستقبل.
"شرق": تزايد الطلب على الهجرة بين الإيرانيين.. هربًا من الوضع المتردي
تطرقت صحيفة "شرق" الإصلاحية للظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد لدرجة أن الجميع في حالة تفكير جنوني للمغادرة والهجرة من إيران.
وكتبت الصحيفة عن تزايد الطلب على الهجرة من إيران، قائلة إن الأمر لم يعد مجرد شوق في الهجرة بل رغبة في عدم البقاء، حيث نسمع الناس يقولون اذهب إلى أي مكان بالعالم ولا تبق هنا!
ووفقا لتقرير الصحيفة فقد وصلت موجة الإقبال على الهجرة من إيران إلى مرحلة خطيرة، حيث يريد جميع المتقدمين من السباكين وصناع الخزائن والطهاة ومصففي الشعر المغادرة من البلاد، كما زاد عدد طلاب اللغات الأجنبية في المدارس الخاصة.
وقد أجرت شرق مقابلات مع الشباب الراغبين في الهجرة، وقالوا إنه بسبب الجمود الاقتصادي والسياسي، فإنهم يرون أن مستقبل البلاد غامض ولا يأملون في تحسين الوضع، لذلك يريدون المغادرة.
وبحسب التقرير ذاته، فإن تركيا هي الوجهة الأولى للإيرانيين، وقد تضاعفت هجرة الإيرانيين إلى تركيا ثلاث مرات منذ عام 2016.