يبدو أن الصحف الإيرانية أو جزءا كبيرا منها على الأقل بات يعتقد بصحة فرضية "انهيار" الاتفاق النووي وموته بشكل نهائي، بعد أسابيع من الغموض الذي يسيطر على مسار مفاوضات فيينا.
صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية تشير إلى "موت" الاتفاق النووي، وتؤكد أن الاتفاق لم يعد له وجود على أرض الواقع، وأن المفاوضات التي تجري في فيينا هي عبارة عن قضايا خارج إطار الاتفاق النووي، ويتم خلالها تبادل مطالب "غريبة".
وانتقدت دور رئيس الوفد الإيراني، علي باقري كني، الذي اعتبرته بأنه أفسد كل الجهود السابقة في إحياء الاتفاق النووي، مشيرة إلى أنه كان من الخصوم الشرسين لهذا الاتفاق، وبالتالي فلا يتوقع منه غير ما حصل بالنسبة للاتفاق.
كما تساءل جلال خوشجهره في مقاله الافتتاحي بصحيفة "ابتكار" عن مصير الاتفاق النووي، وكتب قائلا: "هل سُلّم الاتفاق النووي إلى أيدي القضاء والقدر؟"، مشيرا إلى أن الأطراف الغربية لم تعد تظهر تحمسا وحرصا على إنجاح المفاوضات في فيينا.
على صعيد آخر هاجمت صحيفة "كيهان" الأصولية كوريا الجنوبية بعد قيامها باستدعاء السفير الإيراني لديها على خلفية دعوة الصحيفة لإغلاق مضيق هرمز أمام السفن الكورية؛ ردًا على امتناع سيول عن دفع الأموال الإيرانية المجمدة بموجب العقوبات الأميركية.
كما انتقدت الصحيفة موقف السفير الإيراني لدى كوريا الجنوبية، حيث قال بعد استدعائه لمقر الخارجية الكورية بأن ما ذكرته الصحيفة لا يمثل موقف طهران الرسمي.
في شأن آخر نقلت صحف عدة صادرة اليوم، الثلاثاء 19 أبريل (نيسان)، انتقاد تيمور حسيني، نائب رئيس شرطة المرور الإيرانية، جودة السيارات المحلية، داعيا إلى استيراد سيارات أجنبية يكون استهلاكها من الوقود منخفضا.
كان رئيس شرطة المرور الإيرانية قد وصف الفجوة بين صناعة السيارات الإيرانية والمعايير العالمية الحالية بـ"الشاسعة".
وفي سياق منفصل أشارت صحف أخرى إلى تهديدات الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ضد إسرائيل حيث هدد ، في كلمة ألقاها بمناسبة "يوم الجيش" الإيراني، بأنه "إذا سعت تل أبيب إلى تطبيع العلاقات مع بعض دول المنطقة، فعليها أن تعلم أن أدنى تحرك لها يتم رصده من قِبل قواتنا الأمنية، وإذا ارتكبت أدنى خطأ فسيكون الرد في قلب إسرائيل".
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"مردم سالاري": "كيهان" تخلق أزمة جديدة لإيران في السياسة الخارجية
انتقدت صحيفة "مردم سالاري" صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، بعد دعوتها إلى إغلاق مضيق هرمز أمام سفن كوريا الجنوبية للضغط عليها للإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، مما دعا حكومة سيول إلى استدعاء السفير الإيراني وتقديم مذكرة احتجاج على ما جاء في الصحيفة.
وأشارت صحيفة "مردم سالاري" في تقريرها حول الموضوع إلى الخبر الذي نقلته وكالة "إرنا" الرسمية قبل أيام فيما يتعلق بموضوع الإفراج عن 7 مليارات من الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، وقالت إن دعوة "كيهان" وإثارتها لموضوع إغلاق مضيق هرمز قد يكون الهدف منه التغطية ولفت الأنظار عن الخبر الكاذب الذي تداولته وسائل إعلام رسمية إيرانية.
وأوردت الصحيفة عددا من المشاكل والأزمات التي واجهتها إيران في سياساتها الخارجية بسبب ما تنشره "كيهان"، مؤكدة أن مواقف الصحيفة تتعارض مع مصالح إيران الوطنية، وتضعف مكانة الدبلوماسية الإيرانية دوليا.
"جوان": تصريحات فائزة هاشمي رفسنجاني بشأن الحرس الثوري "وقحة"
شنت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، هجوما عنيفا على الناشطة السياسية الإيرانية فائزة هاشمي رفسنجاني، بعد مطالبتها باستمرار العقوبات ضد الحرس الثوري، باعتبار ذلك يصب في مصلحة إيران وشعبها.
كما انتقدت الصحيفة صمت حزب كوادر البناء، الذي تعد فائزة هاشمي أحد أعضائه، وموقف المتحدث باسم الحزب حسين مرعشي، واصفة تصريحات فائزة هاشمي بـ"الوقحة"، وموقف حزب كوادر البناء من هذه التصريحات بـ"الأشد وقاحة".
وكانت الناشطة السياسية الإيرانية فائزة هاشمي رفسنجاني، قد طالبت في وقت سابق باستمرار العقوبات ضد الحرس الثوري، قائلة إنها لا تعتقد أن شطب الحرس الثوري من قائمة العقوبات يصب في مصلحة إيران.
وأضافت وهي تتحدث في تطبيق "كلوب هاوس"، أن الجمهورية الإسلامية تتصرف بطريقة تظهرها للعالم في صورة نظام إرهابي.
"شرق": إيران وتبعات الحرب الأوكرانية
تطرق الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، جاويد قربان أوغلي، في مقال له بصحيفة "شرق" إلى انعكاسات الحرب الأوكرانية على إيران وعلاقاتها بروسيا في المستقبل، معتقدا أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا ستقلل من حجم تبعية إيران لروسيا، وتخلق نوعا من التوزان في سياسات طهران الخارجية.
ورأى قربان أوغلي أن الحرب الروسية الأوكرانية ستضعف من مكانة روسيا الدولية، لافتا إلى أن إضعاف روسية سيكون في صالح طهران لأن ذلك سيعزز من قدرات إيران التفاوضية مع الغرب، حسب تعبيره.
وأضاف الكاتب قائلا: "على إيران أن تستغل الظروف الراهنة وتعمل على إنجاح الاتفاق النووي، وإنهاء أزمة العقوبات المفروضة عليها، وأن يكون لها دور في أسواق الطاقة للدول الأوروبية، وأن تكون علاقاتها مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية مستقلة تماما عن روسيا".
"كيهان": إيران قبلة سياحية لمشجعي كأس العالم في قطر
أشارت صحيفة "كيهان" إلى كأس العام في قطر والمقرر أن تبدأ فعالياته بعد 6 شهور من الآن، وذكرت أن إيران تمتلك إمكانيات هائلة لاستقبال السياح والمشجعين الذين سيحضرون إلى قطر لمشاهدة المباريات الكروية.
وأشادت الصحيفة بقرار إلغاء تأشيرة دخول السياح من قطر إلى إيران خلال فترة كأس العالم، وقالت إن ذلك يعد خطوة مساهمة في جذب واستقطاب السياح إلى داخل الأراضي الإيراني.
وطالبت الصحيفة وسائل الإعلام والمسؤولين المعنيين بالقيام بالدعاية الواسعة لجذب السياح الأجانب إلى إيران.
يذكر أن إيران تواجه انتقادات واسعة فيما يتعلق بحرمان المشجعين لا سيما النساء من حقوق مشاهدة مباراة كرة القدم والحضور في الملاعب، حيث تسمح للرجال فقط الدخول إلى الملاعب وتمنع النساء من ذلك.
ويتوقع عدم إقبال السياح والمشجعين على السياحة الإيرانية بسبب المضايقات والأساليب التي تعتمدها إيران في التعامل مع الأجانب الذين يدخلون إلى أراضيها.