اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 20 أبريل (نيسان)، بشكل واسع بالحادث الإرهابي والانفجارات التي استهدفت مراكز تعليمية في أفغانستان، وأودت بحياة 27 طالبا وإصابة العشرات.
ووفقا للتقارير، فقد استهدفت عدة انفجارات مدرسة ثانوية ومركزا تعليميا آخر غرب كابول، والمؤسستان التعليميتان يعودان لأقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان، وهو ما زاد من اهتمام وسائل الإعلام والصحف الإيرانية بتغطية الحدث وإبرازه.
واعتبرت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، والمنتقدة لشكل العلاقة بين النظام الإيراني وحركة طالبان الأفغانية، هذه الحادثة بأنها دليل آخر على "فشل" طالبان وعجزها عن توفير الأمن وحماية المواطنين الأفغان.
أما صحيفة "كيهان" الأصولية، وهي من أبرز الصحف التي تحاول تحسين صورة الحركة لدى الرأي العام الإيراني، فنجدها في الشهور الأخيرة تسعى جاهدة لإبعاد التهم عن الحركة من خلال اختيارها للعناوين والتحليلات حول ما يجري في أفغانستان.
وعن حادثة الانفجارات فقد عنونت بالقول:"داعش يقتل عشرات الطلاب الشيعة"، وهو عنوان يبدو أنه محاولة من الصحيفة لتبرئة الحركة، ودفع التهم عنها بالتقصير أو التواطؤ.
ومن الموضوعات التي نجدها حاضرة بشكل ملحوظ في الصحف اليوم والأيام الماضية هو موضوع الغلاء والانتقادات المستمرة لأداء الحكومة وطريقة تعاطيها مع الملف الاقتصادي، حيث يصرح المسؤولون في الحكومة بتحقيق النجاحات على الصعيد الاقتصادي الأمر الذي تعارضه الحقائق على الأرض وتؤكد خلافه.
وأشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى موضوع الغلاء، وكتبت: "زيادة أسعار السلع الأساسية بنسبة 50 في المائة"، فيما عنونت صحيفة "اقتصاد بويا" حول الموضوع وكتبت: "دق ناقوس خطر البؤس"، وعنونت "كار وكاركر" في المانشيت: "زيادة الفقر والشرخ الطبقي وخروج الاستثمارات من البلاد".
في شأن آخر نقلت بعض الصحف تصريحات المتحدث باسم الحكومة حول مصير الأموال الإيرانية التي أفرج عنها في الفترة الأخيرة، دون أن يكون لها تأثير على الأوضاع الاقتصادية في البلاد، الأمر الذي أثار انتقادات معارضي الحكومة حول الجهة التي أُنفقت فيها هذه الأموال، وأسباب عدم انعكاس ذلك على حياة المواطنين ووضعهم المعيشي.
ويبدو أن تصريحات المتحدث باسم الحكومة لن تقنع هؤلاء المعارضين، ولن تنهي الجدل القائم حول الموضوع، فقد قال المتحدث باسم حكومة رئيسي، كما نقلت ذلك "كيهان" وعدد من الصحف الأصولية الأخرى، بأن الأموال الإيرانية التي تم الإفراج عنها مؤخرا قد أنفقت لتسديد ديون الحكومة السابقة.
والأن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": هناك فقر "مدقع" وشديد في البلاد
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى وجود "الفقر المدقع" والشديد في إيران، وانتقدت المؤسسات التي من المفترض أن تكون قد أسست في الأصل لمكافحة الفقر ودعم الفقراء في البلاد.
وقالت في هذا الخصوص إن مؤسسات مثل مؤسسة "الإمام الخميني للإغاثة"، ومؤسسة "المستضعفين"، وبدل مواجهة الفقر وحماية الفقراء تحولت إلى مؤسسات ذات نفوذ وقدرة مالية واسعة، موضحة أن فلسفة وجود هذه المؤسسات كان شيئا آخر غير الذي هو عليه الآن.
وقالت الصحيفة كذلك أنه يمكن الاستفادة من ثروات هذه المؤسسات الهائلة في مواجهة حقيقية للفقر، بحيث تصبح البلاد في غنى عن وجود مثل هذه المؤسسات، ويمكن الإعلان عن حلها وإنهاء دورها عمليا.
"نقش اقتصاد": السياسة الخارجية في عهد رئيسي.. حائرة أم ضعيفة؟
قدمت صحيفة "نقش اقتصاد" قراءة تحليلية مفصلة حول مدى نجاح الدبلوماسية الإيرانية في عهد الحكومة الجديدة بعد تسعة شهور من وصولها إلى الحكم، لتخلص في النهاية إلى أن السياسة الخارجية لإيران خلال هذه الفترة كانت "ضعيفة للغاية"، حيث أضاعت كثيرا من الفرص، وتعاملت مع القضايا المستجدة بشكل حائر وغير مثمر.
ولفتت الصحيفة إلى أن زمام السياسة الخارجية في إيران بيد رئيس الجمهورية، ومساعده السياسي، ووزير الخارجية، ومجلس الأمن القومي، مؤكدة أنه وخلال فترة الشهور التسعة من عمر الحكومة الجديدة في إيران لم نشهد أي برنامج وخطة عمل واضحة في التعامل مع القضايا المستجدة من هذه الأطراف.
وأشارت الصحيفة إلى ضعف الدبلوماسية الإيرانية في ملف النزاع الأذربيجاني والأرميني، حيث اكتفت إيران في التعامل مع هذا الملف بالقيام بمناورات عسكرية في ظل غياب تمام للدبلوماسية النشطة.
كما استشهدت الصحيفة بأزمة أفغانستان وطريقة تعامل الدبلوماسية الإيرانية مع الموضوع، وقالت إن المسؤولين في مجلس الأمن القومي لم ولن تكون لهم أي خطة دبلوماسية للتعامل مع هذه المستجدات، لأن المجلس يفتقر إلى وجود خبراء استراتيجيين ومحنكين.
أما عن ملف الحرب الروسية الأوكرانية فقالت الصحيفة إن حالة "التردد" و"الحيرة" هي المسيطرة على الدبلوماسية الإيرانية، وأن هذه الدبلوماسية لم تستطع استثمار هذه الفرصة الفريدة.
"مستقل": ما دامت قضية العقوبات على الحرس الثوري لم تحل فلن يحدث أي نجاح في مفاوضات فيينا
قال الناشط السياسي الأصولي، عزت الله يوسفيان ملا، لصحيفة "مستقل" إن المشكلة الرئيسية أمام مفاوضات إيران النووية هي قضية الحرس الثوري والعقوبات المفروضة عليه، لافتا إلى أنه ما دامت قضية الحرس الثوري لم تحل فإننا لن نشهد أي تغيير أو نتائج إيجابية في مسار المفاوضات النووية.
وأشار يوسفيان ملا إلى تصريحات وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال قبل أيام أنه من الضروري حل كافة القضايا وإلا فلن يحدث أي اتفاق، معتقدا أن تصريحات عبد اللهيان فيها تلويح إلى قضية الحرس الثوري، وإنها قضية محورية في المفاوضات لابد من حلها.
"جهان صنعت": قضايا خلافية أهم من الحرس الثوري أوصلت الاتفاق النووي إلى نقطة الصفر
أما المحلل السياسي، صلاح الدين هرسني، فرأى في مقاله بصحيفة "جهان صنعت" أن قضية رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية هي جزء من القضايا الخلافية العالقة بين طهران وواشنطن، لكنه يرى أيضا أن هناك قضايا أخرى أهم من قضية الحرس الثوري لا يزال الجانبان الأميركي والإيراني لم يتفقا حولها.
وقال الكاتب إن معارضة بعض النواب في مجلس الشيوخ الأميركي، وعداء البرلمانيين الإيرانيين للاتفاق النووي، بالإضافة إلى موضوع الحرس الثوري، وكذلك عدم التزام إيران ببعض التعهدات النووية، هي السبب في وصول الاتفاق النووي إلى نقطة الصفر.