بعد أيام من صمت رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، على رحلة عائلته المثيرة للجدل إلى تركيا، علّق قاليباف على الموضوع، واتهم أطرافا بعينها بالوقوف وراء الضجة الإعلامية التي أثيرت.
وقال قاليباف إن خصومه أرادوا ضرب مكانته السياسية، مؤكدا أنه كان معارضا لرحلة أسرته إلى تركيا لكنه لم يكن قادرا على منعهم من السفر. كما برر ذهاب زوجته إلى تركيا بضرورة مرافقتها لابنته الحامل.
وعلقت كثير من الصحف الصادرة اليوم الأحد الأول من مايو (أيار) على تصريحات قاليباف، وعنونت صحيفة "سياست روز" الأصولية بتصريحات قاليباف حول الرحلة، وكتبت: "كل المزاعم حول رحلة تركيا كاذبة"، فيما اهتمت صحيفة "جمهوري إسلامي" بجانب آخر من تصريح قاليباف، وكتبت على لسانه: "كنتُ معارضا للرحلة إلى تركيا".
ومن الموضوعات الهامة التي لم تحظ بالاهتمام المطلوب في صحف اليوم: الاحتجاجات المقررة أن تشهدها العاصمة طهران وباقي المحافظات الإيرانية، اليوم الأحد، بعد دعوة نقابات المعلمين للاحتجاج عشية يوم العمال العالمي.
وتحاشت صحيفة "جهان صنعت" الإشارة المباشرة إلى هذه الاحتجاجات المرتقبة، واكتفت بالحديث عن الوضع المأساوي للعمال في إيران والنظرة الأمنية في تعامل السلطات مع الاحتجاجات التي ينظمها العمال بين الفينة والأخرى، بينما عنونت صحيفة "اعتماد" بشكل أكثر صراحة، وكتبت: "العمال لا يزالون محتجين".
أما صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي فقد شنت هجوما على أحد الأحزاب الإصلاحية الذي أصدر بيانا بالتزامن مع يوم العمال العالمي (يوم المعلم كذلك) ندد فيه بما وصلت إليه أوضاع العمال والمعلمين.
وفي شأن آخر كثرت التغطية الصحافية في الأيام الأخيرة لموضوع العلاقة بين إيران والمملكة العربية السعودية ونقلت بعض الصحف مثل "آفتاب يزد" و"جمهوري إسلامي" تصريحات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وقوله إن "التفاهمات بين إيران والسعودية باتت وشيكة"، فيما تساءلت صحيفة "ابتكار" بالقول: "هل يمكن أن نتفاءل بالمحادثات الجارية بين إيران والسعودية؟". وقدمت رؤية لا تتفق مع الأجواء الإيجابية السائدة حول مستقبل المحادثات بين طهران والرياض.
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم..
"جهان صنعت": أوضاع العمال في إيران تسوء عاما بعد عام
قال الناشط العمالي، حميد حاج إسماعيلي، لصحيفة "جهان صنعت" إن أوضاع العمال في إيران تزداد سوءا عاما بعد عام، مؤكدا أن شريحة كبيرة من العمال الإيرانيين أصبحوا يعانون من "الفقر الشديد"، وأضاف أن هذا الواقع يثبت أن مطالب العمال لم تنفذ خلال العقد الأخير.
ونوه حاج إسماعيلي إلى أن العمال في إيران لا يستطيعون حتى الاحتفال بمناسبة يوم العمال في الأول من شهر مايو حيث إن السلطات الأمنية لا تسمح بإجراء احتجاجات ومسيرات حرة ولا تعترف بفعاليات هذه المناسبة.
"ابتكار": تحديات كبيرة تواجه المفاوضات بين إيران والسعودية لأن أهدافهما مختلفة
أشارت صحيفة "ابتكار" في تقرير لها إلى المحادثات بين إيران والسعودية، ولفتت إلى وجود بعض الشواهد والقرائن التي توحي باحتمالية أن يتوصل الجانبان الإيراني والسعودي إلى حل للمشاكل بينهما.
واستدركت الصحيفة مضيفة: "هذه القرائن وتصريحات المسؤولين هي الجانب المتفائل في القضية، لكن الحقيقة هي أن مطالب الجانبين من بعضهما البعض- لاسيما فيما يتعلق بالموضوعات الإقليمية- متباعدة بشكل كبير، مما يجعلنا نعتقد أن التوصل إلى اتفاق مستدام وحقيقي في الوقت الراهن أمر مستبعد، ويُتوقع أن تشهد المحادثات الثنائية تحديات كثيرة لأن دوافع وأهداف البلدين مختلفة وفي أحيان أخرى متضادة".
ونوهت الصحيفة إلى وجود العديد من الملفات التي تؤثر على مسار المفاوضات بين إيران والسعودية. وختمت تقريرها قائلة: "بنظرة كلية يمكن القول إن المفاوضات بين طهران والرياض متأثرة بعوامل عدة، وعلى رأسها نتائج المفاوضات النووية في فيينا وكذلك نتائج انتخابات الكونغرس الأميركي في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم والملف اليمني".
وقال محلل العلاقات الدولية، قاسم محب علي، لصحيفة "اعتماد": "إن المحادثات الإيرانية السعودية ستسفر عن نتائج عندما تعقد على مستوى عال. على سبيل المثال، وزراء الخارجية أو أرفع من ذلك".
وأضاف: "المفاوضون الإيرانيون يقولون مرارًا وتكرارًا، إن الاتفاق بات وشيكًا، لكن من الناحية العملية لا يحدث شيء خاص. وكان هذا هو الحال في المحادثات النووية، والآن يتكرر في الحوار مع السعودية".
"آفتاب يزد": الحرب الروسية الأوكرانية تعرقل المفاوضات النووية بعد أن كانت فرصة
قال الكاتب والمحلل السياسي، مهدي مطهرنيا، إنه وبعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية كان الكثيرون يتصورون أن ذلك سيكون عامل تسريع لنجاح المفاوضات النووية وإحياء الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى، لكن وبعد إطالة أمد الحرب تبين خلاف ذلك حيث أصبحت الحرب بين روسيا وأوكرانيا سببا معرقلا للاتفاق النووي.
وتابع الكاتب في تصريحاته التي نشرتها صحيفة "آفتاب يزد"، قائلا: "كل من إيران والولايات المتحدة الأميركية يحاولان استخدام كل ما لديهما من أوراق في هذه المرحلة لإجبار الطرف الآخر على الرضوخ لشروطه ومطالبه".
"اعتماد": لماذا سعى النظام إلى وضع مؤسسات الدولة بيد تيار واحد؟
تساءلت الكاتبة والمحللة السياسية، آذر منصوري، في مقال نشرته بصحيفة "اعتماد" عن السبب الذي دفع النظام الإيراني إلى إقصاء المنافسين السياسيين لإبراهيم رئيسي، وتمهيد الفوز له، وقالت: "ما الهدف الذي كان النظام يريد تحقيقه من وراء ذلك؟ هل هو توحيد مؤسسات الدولة بيد تيار واحد؟".
وأضافت منصوري قائلة: "ما هو واضح ومعلوم أن تراجع المشاركة الشعبية في الانتخابات هو عامل رئيسي في تهديد مصالح الأمن القومي وتفريغ النظام السياسي من مشروعيته لهذا نلاحظ أن الدول المتقدمة تسعى لأن تكون لديها انتخابات حرة ويعتبرون ذلك شرطا لضمان مصالح أمنهم القومي ومشروعية أنظمتهم السياسية".
وتابعت الكاتبة: "الحكومة الحالية في إيران ليس لها أداء مقبول حتى الآن ويوما بعد يوم يظهر للجميع عجزها وفشلها في إدارة الاقتصاد، وتحاول تبرير فشلها من خلال اتهام المسؤولين السابقين، لكن مراجعة المؤشرات الاقتصادية وحجم الامتعاض والاحتجاجات المتزايدة يوما بعد يوم يعتبر أقوى معيار للحكم على أداء النظام بعد وضع مؤسساته في يد تيار واحد".