في أول تعليق له على الاحتجاجات المعيشية في إيران ظهر المرشد الإيراني، علي خامنئي، وقال إن بعض الاحتجاجات على حق، لكنه هاجم في الوقت نفسه بعض المحتجين، وأشار إلى أن العمال "يعرفون حدودهم مع الأعداء".
ونفى خامنئي، أمس الاثنين 9 مايو (أيار)، في لقاء مع العمال آثار العقوبات على عملية الإنتاج في إيران، قائلًا: "العمال منعوا تحقيق هذا الهدف بمقاومتهم وكانوا الركيزة الأساسية لخيمة الإنتاج".
ونقلت معظم الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 10 مايو (أيار)، تصريحات خامنئي وحاولت، لا سيما الأصولية منها مثل "سياست روز"، أن تسلط الضوء على جزء من خطاب المرشد حول ضرورة دعم الحكومة للقيام بمهامها وإجراءاتها الاقتصادية، وعنونت في المانشيت: "ليساعد الجميع الحكومة في تحقيق النتائج المطلوبة"، فيما عنونت "كيهان" الأصولية بقول المرشد: "مهام اقتصادية هامة في انتظار الحكومة.. على الجميع أن يساعد".
وفي سياق آخر غطت الصحف تصريحات رئيس الجمهورية، إبراهيم رئيسي، حول الخطة الجديدة في توزيع الدعم الحكومي على المواطنين.
ونقلت صحيفة "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، تصريحات رئيسي حول الموضوع، وجاء في عنوان الصحيفة: "الدعم الحكومي الجديد ما بين 300 إلى 400 ألف تومان"، مشيرة إلى أن هذا الدعم سيكون بديلا عن الدعم الحكومي المقدم لسعر الدولار.
ويُفهم من هذه التطورات في ملف دعم الحكومة للمواطنين أن الغلاء في السلع الأساسية سيكون شبه مؤكد، وهو أمر كثير ما نبه إليه المراقبون والخبراء الاقتصاديون، وحذروا من تبعاته الاقتصادية السيئة على الحياة المعيشية للمواطنين.
وفي هذا السياق دعا الكاتب والخبير الاجتماعي، مجيد أبهري، في مقابلته مع صحيفة "آرمان ملي" إلى عدم الاقتراب من أساسيات الحياة المعيشية للمواطن مثل الخبر والطحين، مضيفا: "القضية الأساسية اليوم في حياة الإيرانيين أصبحت توفير لقمة العيش وقوت حياتهم اليومية. يجب عدم التضحية بمعيشة الناس من أجل بعض التوجهات السياسية، فكلنا نعيش في سفينة واحدة وإن خُرِقت فلن ينجو أحد".
كما ذهب الخبير الاقتصادي، حسين راغفر، في مقابلة مع صحيفة " توسعه إيراني" إلى أن الإجراءات الجديدة للحكومة حول الدعم المالي واعتماد نظام الكوبونات من جديد للمواطنين هي "غطاء لكارثة اقتصادية مقبلة".
وفي شأن منفصل أشارت صحيفة "صداي إصلاحات" إلى قيام روسيا ببيع نفطها بسعر منخفض في الأسواق العالمية، حيث تخفض موسكو سعر نفطها ضعفين أو ثلاثة أضعاف النفط الإيراني، فالروس، كما تذكر الصحيفة، يقدمون برميل النفط بسعر منخفض بنسبة تصل إلى 30 دولارا أقل من الأسعار العالمية، في حين لا تخفض إيران نفطها سوى 10 إلى 15 دولارا فقط، وهو ما يشكل تهديدا على حصة إيران في الأسواق العالمية ومن المحتمل أن تستولي روسيا على حصة طهران من النفط.
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"صداي اصلاحات": اسمعوا صوت الشعب قبل فوات الآوان
حذّر رئيس حزب "الإصلاحات الشعبية"، محمد زارع فومني، في مقابلة مع صحيفة "صداي اصلاحات" من مغبة قمع الاحتجاجات التي ينظمها المواطنون الإيرانيون الغاضبون من الأوضاع الاقتصادية السيئة، وأكد أن حصة المواطن الإيراني من 43 سنة من عمر الثورة لم تكن سوى الفقر والحرمان والبطالة، موضحًا أن الحكومات المتعاقبة في إيران قد أعطت الوعود تلو الوعود لكن أيا منها لم تنفذ هذه الوعود والشعارات.
وأضاف فومني قائلا: "لماذا لا يستمع المسؤولون إلى صوت الشعب؟ لماذا يعيش بعض المسؤولين في بيوت فاخرة وينسون الفقراء والمستضعفين؟ ألم يكن شعار الثورة هو حماية الفقراء والمحرومين؟" ليختم مقابلته بالقول: "اسمعوا صوت الشعب قبل فوات الآوان".
"آرمان ملي": غموض في إحياء الاتفاق النووي
استبعد الكاتب والدبلوماسي السابق، جاويد قربان أوغلو، في مقال له بصحيفة "آرمان ملي" أن تكون زيارة المنسق الأوروبي في المفاوضات النووية، إنريكي مورا، سببا في حل الخلافات التي تواجه إحياء الاتفاق النووي، مؤكدا أن حل هذا الملف ليس بيد شخصيات بوزن مورا أو باقري كني، بل هو بيد صناع القرار في طهران وواشنطن.
وتابع قربان أوغلي قائلا: "عموما فإنه لا توجد مؤشرات إيجابية لحل أزمة الاتفاق النووي، إلا أننا نأمل أن تكون الأزمة الأوكرانية وحاجة الغرب الشديدة إلى النفط الإيراني سببا في إحياء الاتفاق النووي".
"ستاره صبح": إحياء الاتفاق النووي الآن أصبح أصعب من العام الماضي
بدوره قال الباحث في العلوم السياسية، مصطفى دانشكر، في مقاله الافتتاحي بصحيفة "ستاره صبح" إن إحياء الاتفاق النووي حاليا أصبح أكثر صعوبة من العام الماضي، موضحًا أن ما ذكره الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، حول إمكانية إحياء الاتفاق النووي قبل عام هو أمر صحيح تماما.
ولفت الكاتب إلى أن جبهة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي كان يرغب في إحياء الاتفاق النووي أصبحت ضعيفة مقارنة مع السابق، بعد أن بات الجمهوريون يهددون سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب الأميركي.
وأضاف دانشكر: "السيناريو الأسوأ هو عودة ترامب أو ترشح أحد الجمهوريين المقربين منه ومن توجهاته السياسية ومن المتوقع أن يكون العداء لإيران هو الصفة الغالبة على الإدارة الأميركية القادمة".
"شرق": "فشل" زيارة مورا "مؤكد وحتمي"
رأى المحلل السياسي مهدي مطهرنيا في مقابلته مع صحيفة "شرق" أن زيارة المنسق الأوروبي في المفاوضات النووية، إنريكي مورا، هي أوسع من ملف الاتفاق النووي، موضحًا أن موضوع شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية أصبح الآن موضوعا رئيسيا بعد أن كان في السابق موضوعا هامشيا.
وذكر مطهرنيا أنه من المحتمل أن يقدم مورا مقترحا يفيد بالموافقة على رفع العقوبات عن الحرس الثوري وإبقاء فيلق القدس الإيراني ضمن المؤسسات والمنظمات الإرهابية، شرط أن توقف إيران مساعيها لما تسميه "الانتقام" لمقتل سليماني.
لكن مطهرنيا رأى أن هذا المقترح سيكون مصيره الفشل وإيران لن توافق على ذلك، ما يعني أن "فشل" زيارة إنريكي مورا "حتمي ومؤكد".