شكّلت إجراءات الحكومة الإيرانية المتعلقة بتقديم الدعم النقدي بشكل مباشر إلى المواطنين الإيرانيين موضوعًا رئيسيًا في الصحف الصادرة اليوم الأربعاء 11 مايو (أيار).
وفي تصريحات متلفزة قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إنه خلال هذه الفترة سيصل مبلغ المعونات النقدية للطبقات الثلاث الأولى إلى 400 ألف تومان، ومبلغ المعونات من الطبقة الرابعة للتاسعة إلى 300 ألف تومان.
واختلف تناول الصحف اليومية لخطة الحكومة المذكورة، حيث نجد الصحف الأصولية تعلن تأييدها الكامل لهذه الإجراءات وتعتبرها من إنجازات الحكومة.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، ترحّب بخطة حكومة رئيسي حول "تقديم القسائم" وتكتبت في المانشيت: "المعونات الشعبية في مائدة 72 مليون إيراني"، معتبرة ذلك دليلا على إرادة الحكومة وجديتها في العمل على حل مشاكل المواطنين المعيشية، كما كتبت "اطلاعات" حول الموضوع وعنونت بالقول: "بدء إجراءات الحكومة الإصلاحية".
أما الصحف الإصلاحية مثل "آفتاب يزد" فقد دعت إلى التريث، وأخذ الحيطة والحذر في الحكم على نتائج إجراء الحكومة المذكور.
وكتبت "آرمان ملي" عن الموضوع وقالت في عنوانها الرئيسي: "تمهلوا! الحكومة في أول طريقها"، ورأت أن إجراءات الحكومة هذه قد ينجم عنها زيادة في نسب التضخم والسيولة، منتقدة عدم تضمين خطاب رئيسي الحديث عن الغلاء وتحرير الأسعار والتضخم الذي قد تشهده البلاد على خلفية الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة.
أما صحيفة "جهان صنعت" فقد أشارت إلى وعود رئيس الجمهورية، مؤكدة أن "الحكومة نفسها تعلم أن الوعود التي تعطيها للشعب لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع".
وفي شأن منفصل تناولت بعض الصحف مثل "أبرار" موضوع الاتفاق النووي، والمحاولات الدولية الرامية إلى إحيائه بعد توقف المفاوضات على خلفية التطورات الدولية، وكذلك إدخال قضايا وموضوعات جديدة على طاولة المفاوضات، وعلى رأسها اشتراط إيران إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.
كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتأكيده على وجود قلق متزايد لدى الوكالة بسبب تقاعس إيران عن تزويد الوكالة بمعلومات عن ثلاثة مواقع نووية مشتبه بها.
فيما علقت صحيفة "ابتكار" على زيارة المنسق الأوروبي في المفاوضات النووي، إنريكي مورا، والأهداف المراد تحقيقها من هذه الزيارة، مؤكدة أن الاتفاق النووي الإيراني وصل الآن إلى نقطة حساسة، كما اعتبرت "روزكار" أن زيارة مورا إلى طهران تعد آخر محاولة من قبل الدول الأوروبية لإحياء الاتفاق النووي.
والآن نقرأ بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"مهد تمدن": المواطنون حائرون إزاء المعونات المعيشية
تعليقا على تنفيذ الحكومة خطتها حول المعونات المعيشية ودفعها رسميا لمبالغ مالية في حسابات المواطنين، اعتبرت صحيفة "مهد تمدن" أن صمت الحكومة عن الإجابة على الأسئلة المطروحة حول الموضوع يجعل المواطنين يعيشون في حالة من الحيرة وعدم المعرفة بما تنوي الحكومة القيام به من أعمال وإجراءات.
وأوضحت الصحيفة أن أهم ملاحظة تقدم على خطة الحكومة هو تجميد هذه الأموال المدفوعة للمواطنين، حيث قامت الحكومة بدفع المعونات في حسابات المواطنين، إلا أنها حرمت المواطنين من الاستفادة من هذه الأموال، وربطت ذلك بصدور قرار من الحكومة ستتخذه مستقبلا دون تحديد موعد زمني معين لذلك.
"خراسان": الإجابة على 8 نقاط غامضة حول المعونات المعيشية
أما صحيفة "خراسان" الأصولية فقد أشارت إلى وجود بعض المبهمات والغموض في مسألة المعونات المعيشية التي قامت بها الحكومة، وحاولت الإجابة على 8 أنواع من هذه المبهمات، منها أن طريقة دفع المعونات ستكون مرة واحدة مستقبلا بعد أن كانت مرتين في الشهر.
كما ذكرت الصحيفة أن المعونات التي أقدمت عليها الحكومة تختلف عن المعونة التي ستدفعها لتوفير الخبز للمواطنين.
كما لفتت الصحيفة إلى أنه لا غلاء في أسعار السلع الأساسية حتى إشعار آخر، منوهة إلى أن الغلاء الذي سيتم لا يشمل الخبز والوقود والدواء، دون تقديم المزيد من التفاصيل حول طبيعة المواد والسلع التي سيشملها الغلاء.
"ستاره صبح": لا يمكن إصلاح الوضع المعيشي في ظل استمرار العقوبات
قال الدبلوماسي والمرشح الرئاسي السابق، مصطفى هاشمي طبا، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن برنامج الحكومة لإصلاح خطة المعونات المعيشية غير واضحة، مؤكدا أن زيادة نسبة المعونات المعيشية بهذا الشكل الذي أقدمت عليه الحكومة سيزيد من التضخم في الاقتصاد.
وأضاف هاشمي طبا: "لو كنتُ رئيسا للجمهورية لصارحت الناس، وقلت إنه لا يمكن إصلاح الوضع المعيشي للناس دون رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران".
كما قال هاشمي طبا إن إصلاح الأزمة الاقتصادية في ظل السياسة الخارجية التي تعتمدها إيران حاليا غير ممكن من الناحية العملية، وكل حكومة تقول عكس ذلك فإنها تعطي الناس وعودا من سراب، والأفضل أن تعلن الحكومة للمواطنين بأنه عليهم تحمل الصعوبات والمشقة.
"مردم سالاري": غموض في تفاصيل زيارة مورا إلى طهران
أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى زيارة المنسق الأوروبي في المفاوضات النووية، إنريكي مورا، إلى طهران ولقائه بالمسؤولين الإيرانيين.
وقالت الصحيفة إن الغموض يكتنف هذه الزيارة من كل الجوانب، فعلى الرغم من ذكر المصادر أن مورا سيلتقي بالمسؤولين الإيرانيين و كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، إلا أن صمت الأطراف المعنية عن طبيعة هذه الزيارة وجدول أعمالها جعل الغموض يكون سيد الموقف بالنسبة لهذه الزيارة.
وأضافت الصحيفة: "لكن ما هو واضح فإن زيارة مورا هذه تعد آخر محاولة لإنعاش المريض (الاتفاق النووي) الذي أصبح في العناية المركزة فاقدا للوعي".
وأشارت إلى أن ما يزيد من غموض هذه الزيارة هو استمرار طرفي الأزمة على مواقفها السابقة، وإصرار كل منهما على المطالب الرئيسية التي كان يطالب بها في السابق.