بالرغم من استمرار الاحتجاجات ضد الغلاء المفرط في إيران وتعطّل خدمة الإنترنت في العديد من المحافظات، لم تهتم الصحف اليومية الإيرانية بتغطية هذا الموضوع، اليوم السبت 14 مايو (أيار)2022، إلا بشكل خجول للغاية.
وجاءت التغطية مِن قبل عدد محدود من الصحف التي اكتفت بالإشارة إلى وجود بعض الاحتجاجات على الغلاء دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وقد أشارت صحيفة "همدلي" إلى هذه الاحتجاجات موضحة أنها تأتي تنديدا بقانون تعدیل نظام دفع المعونات النقدية، كما لفتت إلى تشكيل طوابير كبيرة من المواطنين أمام محلات توزيع اللحوم والمواد الغذائية خوفا من ارتفاع الأسعار بعد أن يصبح القانون ساري المفعول.
كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات علي شمخاني، سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني، الذي وصف هذه الاحتجاجات بأنها "محدودة"، وأن "من قام بها بعض المواطنين القلقين".
لكن في المقابل نجد اهتمام الصحف واسعا بتصريحات المرشد خامنئي بعد لقائه بأمير دولة قطر الذي يجري زيارة إلى طهران لإيجاد حل لأزمة إيران النووية.
وأبرزت الصحف الأصولية مثل "كيهان" من خطاب المرشد القسم الذي طالب فيه خامنئي الدول العربية بإظهار موقف سياسي أقوى ضد إسرائيل وانتقاده لتطبيع عدد من الدول العربية مع تل أبيب.
كما كان لزيارة المنسق الأوروبي في مفاوضات فيينا حصة من اهتمام صحف اليوم، حيث ذكرت "جمهوري إسلامي" أن المفاوضات النووية ستستأنف قريبا بعد زيارة إنريكي مورا إلى طهران، مشيرة إلى تصريحات مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، والذي وصف الزيارة الأخيرة لمساعده، إنريكي مورا، إلى طهران بالإيجابية، وكتبت "اعتماد" الإصلاحية في مانشيت اليوم: "الدبلوماسية تفتح الطريق المسدود".
كما علقت صحف أخرى مثل "آرمان ملي" على خبر إيقاف إنريكي مورا من قبل الشرطة الألمانية في مطار "فرانكفورت" لمدة قليلة، وقامت ودون أي إيضاح بأخذ جواز سفره وهواتفه المحمولة، موضحة أن هذه الحادثة هي من تدبير اللوبي الإسرائيلي الذي حاول معرفة تفاصيل اتصالات إنريكي مورا أثناء وجوده في طهران.
وفي سياق غير بعيد علقت صحيفة "صداي اصلاحات" على موقف ممثل روسيا في المفاوضات النووية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، والذي قال إن بلاده- سابقًا وفي ظل وجود أوضاع مختلفة- ربما كان بإمكانها أن تقدم مساعدات إلى طرفي التفاوض؛ من أجل التوصل إلى اتفاق نووي، ولكنها الآن لا تفعل. ووصفت الصحيفة هذا الموقف من المسؤول الروسي بـ"الصدمة الروسية" لمفاوضات فيينا.
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم
"جمهوري إسلامي": رئيسي على طريق نجاد.. وسيزيد التضخم والفقر والشرخ الطبقي
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" في تقرير لها إلى خطة الحكومة الجديدة في توزيع المعونات المعيشية وما سوف يترتب على ذلك من غلاء في الأسعار مؤكدة أن غلاء الأسعار سوف يشمل 4000 سلعة وليس 4 سلع فقط كما تدعي الحكومة.
وتساءلت الصحيفة بالقول: "لماذا تتهمون كل منتقد لهذه الإجراءات بالاصطفاف مع الأجانب، موضحة أن هذا الأسلوب انتهاك صريح للحريات المصرح بها في دستور إيران وتعاليم الإسلام.
وذكرت الصحيفة أن الطريقة التي بدأت حكومة رئيسي تنتهجها هي نفس طريقة الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد واصفة هذه الطريقة بـ"سكين الجراحة الصدئة" وسوف تنتج هذه العملية الجراحية مزيدا من التضخم والشرخ الطبقي واتساع دائرة الفقر في البلاد.
"جهان صنعت": على الحكومة أن لا تستغل صبر الناس
أجرت صحيفة "جهان صنعت" مقابلة مع الناشط السياسي الأصولي ناصر إيماني الذي انتقد طريقة الحكومة في تقديم المعونات المعيشية، وقال إن الحكومة وقبل تنفيذ الخطة كانت تدعي أن الخطة لن تواجه رد فعلٍ شعبي واسعًا، مضيفا: "الآن يجب أن تأتي الحكومة وتوضح أسباب خطأ تحليلها؟".
وذكر إيماني أن الحكومة تعجلت في طريقتها حول المعونات المعيشية وهي تستمر في أسلوب المحاولة والخطأ الذي تعتمد عليه، مشددا على ضرورة أن لا تستغل الحكومة صبر الناس وتحملهم للظروف الاقتصادية المعيشية السيئة.
"اعتماد": الحكومة تخدع المواطنين بسياسة تقديم المعونات النقدية
أما الكاتب والناشط الإصلاحي عباس عبدي فقد اعتبر في مقال له بصحيفة "اعتماد" أن قيام الحكومة بتقديم هذه المعونات النقدية في ظل التضخم الكبير والمرتفع هو نوع من الخداع والغش الذي تمارسه الحكومة من أجل توفير ميزانيتها.
وذكر عبدي أنه لا يوجد هدف إيجابي بعيد المدى من وراء إجراءات الحكومة الحالية، مؤكدا أن هذه السياسة سوف تزيد من نسبة فقدان الثقة لدى المواطنين الإيرانيين.
"توسعه إيراني": لا أمل من التحركات الدبلوماسية الأخيرة حول الاتفاق النووي
علقت صحيفة "توسعه إيراني" على موضوع الاتفاق النووي والتحركات الأخيرة التي يشهدها ملف المفاوضات النووية، معتقدة أنه لا أمل من هذه التحركات وأننا سوف نشهد تكرار التجارب السابقة واستمرار المفاوضات من أجل المفاوضات وهي استراتيجية الحكومة المفضلة.
وأضافت الصحيفة أنه وبالنظر إلى واقع الاقتصاد الإيراني المتأزم وتطورات الأزمة الأوكرانية فإن استراتيجية الحكومة الإيرانية لن يكون لها نتائج إيجابية وفي القريب العاجل سوف ينكشف فشل الاتفاق النووي أو نجاحه.
"مستقل": أخطاء الجمهورية الإسلامية فاقت أخطاء الشاه
أجرت صحيفة "مستقل" مقابلة مع الناشطة الإصلاحية فائزة هاشمي رفسنجاني حول أوضاع البلاد والتطورات المستقبلية ومآلات الثورة الإيرانية بعد تأسيسها عام 1979.
وذكرت هاشمي رفسنجاني في مقابلتها أن الثورة في إيران سُرقت، حيث حلّ أدعياء الثورة محل الثوار الحقيقيين، موضحة أن أخطاء النظام الحاكم في عهد الجمهورية الإسلامية فاقت أخطاء نظام الشاه الملكي.
وعما إذا كانت هاشمي رفسنجاني نجلة السياسي الراحل والشهير علي أكبر هاشمي رفسنجاني تفكّر في إسقاط النظام أم لا، قالت هاشمي رفسنجاني بأنها لا تفكر في ذلك لكن قد لا يسوءها إذا كان إسقاط النظام ينقذ البلاد، حسب تعبيرها.