فيما يعبر كثير من خبراء الاقتصاد عن مخاوفهم من الإجراءات الاقتصادية للحكومة ومن اندلاع احتجاجات شعبية، نجد أن وسائل الإعلام الحكومية والصحف الأصولية اليومية تحاول الادعاء بأن الشعب الإيراني يدعم هذه الإجراءات ويؤيدها.
صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة مثلا نشرت صورة لرئيسي وهو يتجول في محافظة أذربيجان وعنونت: "خدمة دون حدود" في إشارة إلى أعمال الحكومة ورئيسيها إبراهيم رئيسي، وذكرت أن رئيس الجمهورية أشاد بدعم الشعب لخطة حكومته الإصلاحية.
أما صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي فذكرت أنه وبعد 10 أيام من إعلان الحكومة عن خطتها الاقتصادية وتقديم المعونات النقدية شهدت الأسواق زيادة في توفر السلع الأساسية في الأسواق وكذلك انخفاض الأسعار لسلع أخرى مثل الدجاج والبيض، وهو ادعاء يعارضه الواقع على الأرض والمتابعات الميدانية لوسائل وصحف أخرى.
فهذه صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية على سبيل المثال تؤكد أن خطة الحكومة لا بد وأن تقود إلى ارتفاع الأسعار وأن محاولات السيطرة على الأسعار باءت بالفشل ونتج عنها زيادة في التضخم بعد قيام الحكومة بطباعة مزيد من العملة الإيرانية لتقديمها للمواطنين ضمن خطتها في تقديم المعونات ورفع الأسعار.
كما نقلت "آرمان ملي" رأي الخبير الاقتصادي مهدي بازوكي والذي ذكر أن إجراءات الحكومة سيكون مصيرها الفشل ما دامت إيران لا تتعامل بانفتاح مع العالم وتستمر في تحمل العقوبات الاقتصادية.
في سياق متصل أشارت صحيفة "اعتماد" إلى دفاع خطباء وأئمة الجُمع في المساجد الإيرانية من خطة الحكومة واصفين هذه الإجراءات بـ"الفتح" الذي كان الجميع في انتظاره.
كما أشارت الصحيفة إلى مواقف هؤلاء الخطباء من الاحتجاجات التي شهدتها المدن، حيث هاجم عدد منهم المتظاهرين، وذكروا أن "الذين يقفون وراء هذه (الشرور) نوعان من الأفراد، إما المخدوعون والمغرر بهم وإما العملاء الذين حصلوا على أسلحة لاستخدامها أثناء الاضطرابات".
في موضوع آخر علقت بعض الصحف مثل "آفتاب يزد" على خبر منع وريا غفوري، لاعب نادي استقلال الإيراني، من الظهور الإعلامي ونشر صوره على التلفزيون الإيراني عل خلفية انتقاده للأوضاع الاقتصادية والدفاع عن المواطنين الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية سيئة للغاية.
وأشارت الصحيفة إلى دفاع كابتن منتخب كرة القدم الإيراني السابق، علي دائي عن وريا غفوري، لاعب نادي استقلال الإيراني، الذي تم حظر نشر صوره على التلفزيون الإيراني، وقال دائي في هذا الخصوص: "بدلاً من القمع، فكروا في حل جذري لمشاكل المواطنين".
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم..
"اعتماد": إجراءات الحكومة الاقتصادية تمت في أسوأ توقيت
قال الكاتب الصحافي، أصغر مير فردي، في مقال بصحيفة "اعتماد" إن ما يطلق عليه في الأيام الأخيرة "العملية الجراحية للاقتصاد" أي إجراءات الحكومة الأخيرة تتم في أسوأ توقيت، حيث يعم الفقر والبطالة والتضخم في البلاد، مؤكدا أن هذه العملية الجراحية وبدل أن تعالج الجسم الهزيل للاقتصاد الإيراني ساهمت في زيادة اضطرابه وعدم استقراره.
وأوضح الكاتب أن رواية بعض المسؤولين ووسائل الإعلام المقربة من الحكومة عن الأوضاع والادعاء بأن كل شيء هادئ وجيد لا يساعد في إنهاء المشاكل بل يؤزم الأوضاع أكثر فأكثر ويجعل الناس يغضبون بشكل متزايد.
"آرمان ملي": لا نجاح للإصلاحات الاقتصادية دون وجود علاقات إيجابية مع العالم
قال الناشط الاقتصادي، مهدي بازوكي، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي"، بعد أن أشار إلى إجراءات الحكومة الأخيرة في مجال الاقتصاد: "إن إصلاحات الاقتصاد الإيراني تحتاج في المقام الأول إلى دعم اجتماعي وهذا الدعم الاجتماعي لا يتأتى إلا في حال وجود علاقات بناءة وإيجابية لإيران مع العالم"، مؤكدا أنه لا يمكن التعويل على الإصلاحات الاقتصادية وحتى الاتفاق النووي دون حل مشكلة إيران في مجال الانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF).
كما شدد بازوكي على ضرورة أن تبدأ الحكومة الإصلاحات الاقتصادية بنفسها وبالمؤسسات الأخرى ولا تتوجه مباشرة إلى جيوب الناس ومصادر رزقهم، مشيرا إلى ميزانيات كبرى تتمتع بها مؤسسات أخرى مثل البرلمان ومجلس صيانة الدستور. وقال إنه من الضروري أن تعيد الحكومة النظر في ميزانيات هذه المؤسسات وتقوم بخفض نسبتها وإرجاع المال الزائد المخصص لهذه المؤسسات إلى خزينة الدولة.
"مستقل": انغلاق المناخ السياسي سيؤدي إلى انفجار
قال الناشط السياسي الإصلاحي، أحمد زيد آبادي لصحيفة "مستقل" إن الاحتجاجات في إيران وبسبب عدم سن قوانين واضحة لتنظيمها سرعان ما تنجر إلى الفوضى والاضطرابات، حيث ينزل الناس إلى الشوارع ويرددون شعارات بعينها ثم تحاول قوات الأمن والشرطة قمع هذه الاحتجاجات وإنهاءها، موضحا أن الحكومة والبرلمان الإيرانيين طوال السنوات السابقة فشلوا في إيجاد صيغة قانونية لتنظيم الاحتجاجات بشكل سلمي وقانوني.
ولفت الكاتب إلى طريقة تعاطي الحكومة مع الاحتجاجات والانتقادات الشعبية. وأكد أن إغلاق المناخ السياسي في البلاد سيؤدي إلى انفجار كبير لأن الوضع الاجتماعي في إيران أصبح مختلفا عما كان عليه في عام 2009م.
وعن جذور الأزمة الاقتصادية، قال زيد آبادي إن سياسات إيران الداخلية أصبحت متأثرة بالبعد الخارجي والتطورات الدولية ونوه إلى أن السياسة الداخلية الإيرانية باتت تعتمد على نوع من الخطاب المعادي للدول والقوى الكبرى في العالم، وهو ما أدى إلى فرض عقوبات على إيران وحرمانها من التعامل والانفتاح على العالم.
"ستاره صبح": السياسة الصحيحة تتمثل في خفض التوتر مع العالم والاستماع إلى صوت الشعب
كما رأى مدير تحرير صحيفة "ستاره صبح "، علي صالح آبادي، في مقاله الافتتاحي بالصحيفة أن السياسة الصحيحة تتمثل في خفض التوتر والتصعيد مع الولايات المتحدة الأميركية ودول المنطقة، واستخدام سياسة متوازنة في التعامل مع دول الشرق والغرب والاستماع إلى صوت الشعب في احتجاجاته ضد الغلاء والمطالبة بتوفير الحد الأدنى من أساسيات الحياة كالخبز والماء والهواء.