اتجاهان مختلفان إلى أبعد الحدود، تصورهما الصحف الإيرانية، اليوم الأحد 22 مايو (أيار) 2022، حول الإجراءات الاقتصادية الأخيرة لحكومة إبراهيم رئيسي الأصولية.
يتمثل الاتجاه الأول في التيار الموالي للحكومة ويسعى بدأب لتحسين صورتها وإجراءاتها الاقتصادية الأخيرة التي وصفها بـ"العملية الجراحية" للاقتصاد الإيراني، فيما تمثل التيار الآخر الصحفُ الإصلاحية وشبه المستقلة التي لا تتردد في نقد الإجراءات الاقتصادية للحكومة واعتبارها عملية جراحية خطيرة قد تميت الاقتصاد الإيراني المريض.
تمثل التيار الأول صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري، حيث ملأت صفحتها الأولى بعناوين في هذا السياق، فكتبت: "ظهور علامات الحياة في الاقتصاد"، مشيرة إلى أنه وخلال 10 أيام من الإعلان عن إجراءات الحكومة بات الاقتصاد الإيراني يستعيد عافيته وتظهر عليه علامات الانتعاش والحيوية.
كما أشادت بالتنسيق بين الحكومة والبرلمان في تنفيذ هذه الإجراءات ووصفت هذا الانسجام بـ"التيار المثمر"، وأكدت أن البرلمان والحكومة يسيران جنبا إلى جنب في إصلاح هيكلي للاقتصاد الإيراني.
وفي المقابل، نجد بعض الصحف الأخرى مثل "ستاره صبح" تؤكد أن إجراءات الحكومة ستزيد من رقعة الفقر والفقراء في إيران كما توضح أن خطوة الحكومة بتقديم المعونات النقدية للمواطنين ستقود إلى التضخم نظرا إلى عدم معرفة موارد هذه المعونات ومصدر حصولها.
وفي صعيد متصل لفتت صحيفة "اسكناس"، و"مهد تمدن"، إلى تصريحات رئيس الجمهورية، إبراهيم رئيسي، خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر بعنوان "خصخصة الاقتصاد الإيراني"، حتى قال رئيسي في كلمته بالمؤتمر إن "قرارات صعبة ينتظرها الاقتصاد الإيراني".
وعلقت صحيفة "مردم سالاري" على هذه التصريحات وخاطبت رئيسي بالقول: "يا سيد رئيسي، رجاءً قبل اتخاذ إجراءات جديدة حاول معالجة إشكاليات القرارات السابقة"، موضحة أنه كان الأحرى أن يقوم رئيس الجمهورية بالحديث عن قراراتها السابقة ومدى فاعليتها.
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم..
"ستاره صبح": عندما كنا منشغلين بالحروب والصراعات تقدمت علينا دول صغيرة
أشار الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، فريدون مجلسي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إلى تصريحات مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، يحيى صفوي، التي جاء فيها أن إيران سوف تصبح القوة الإقليمية الأولى في القريب العاجل. واعتبر مجلسي أن مثل هذه التصريحات في عصر المعرفة والمعلومة فيها إساءة للعقول وهي ستكون عاملا في فقدان الناس لثقتهم بالنظام والمسؤولين، مؤكدا أن إيران لا يمكن أن تقارن بدول آسيا مثل اليابان وإندونيسيا وماليزيا وتايلندا وكوريا الجنوبية وفيتنام التي باتت متقدمة على إيران بمسافات بعيدة.
وأضاف مجلسي: "مع الأسف الشديد أصبحنا اليوم لا نقارن ببنغلاديش أيضا حيث تقدمت علينا كذلك"، مضيفا: "عندما كنا منشغلين في الحروب والصراعات تفوقت علينا دول صغيرة وحققت التقدم الكبير في مجال الصناعة.. من الأفضل أن نسأل السيد رحيم صفوي عن ماهية هذه الدول التي تقدمت عليها إيران؟".
وتابع مجلسي قائلا: "إيران يمكن لها أن تتعلم الدروس من الإمارات التي باتت تنتج الكهرباء النظيفة في مناخات صحراوية، كما أن المملكة العربية السعودية باتت تحقق الإنجازات وأصبحت شركة أرامكو وحدها تقارن بصناعة النفط الإيرانية برمتها".
"جوان": هجمات إسرائيل الأخيرة على سوريا هي الأعنف في الأسابيع الأخيرة
اعتبرت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري الإيراني أن الهجمات الصاروخية الأخيرة لإسرائيل على أهداف في سوريا دليل على تصاعد وتيرة التوتر بين تل أبيب وموسكو حيث تقوم إسرائيل باستهداف مواقع في سوريا بعد الحديث عن مغادرة روسيا لبعض المواقع واستبدال القوات الروسية بقوات تابعة لحزب الله اللبناني.
وذكرت الصحيفة أن هجمات مساء الجمعة كانت الأعنف في الأسابيع الماضية وقد استهدفت مواقع بالقرب من منطقة السيدة زينب الهامة بصواريخ أرض- أرض وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل هذا النوع من الصواريخ حسب ما جاء في الصحيفة.
"اعتماد": إيران تمارس سياسة "الارتطام بالجدار" في اتخاذ القرارات منذ بداية الثورة
قال السياسي والبرلماني السابق، علي مطهري، في مقاله بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية إن إيران وخلال عقود الثورة الأربعة تمارس "الارتطام بالجدار" في قراراتها، وذلك يعني أنها كثيرا ما تتلكأ وتتردد في اتخاذ القرارات اللازمة إلى أن تصبح مضطرة لاتخاذه بشكل متأخر، فلا يكون مفيدا.
واستشهد الكاتب بذكر عدد من النماذج في القرارات المتأخرة لإيران، ومنها: احتجاز الرهائن بُعيد انتصار ثورة إيران عام 1979 حيث تأخرت إيران في حسم الموضوع إلى أن أصبحت القضية فاقدة لأي مصلحة لإيران وبات موقع الولايات المتحدة الأميركية قويا أمام إيران مما أجبر طهران على تقديم الامتيازات ودفع فاتورة بسبب تأخرها في اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب.
كما ذكر قصة تأخر قبول إيران قرار وقف إطلاق النار في حربها مع العراق حيث كان بمقدور طهران قبول القرار عندما كانت في موقع عسكري أفضل لكنها تأخرت في اتخاذ القرار إلى أن أصبح موقف العراق أقوى من إيران.
ولفت مطهري إلى قضية الاتفاق النووي حيث أبطأت إيران كثيرا في قبول حل الموضوع عبر المفاوضات إلى أن أصبح الوقت الآن ليس في صالحها وباتت في موقف ضعيف مقابل الأطراف الأخرى.
"جهان صنعت": التيار الأصولي وتسييس العقوبات
قال الناشط السياسي، جلال جلالي زاده، في مقابلة مع صحيفة "جهان صنعت" إن التيار الأصولي في إيران يسيس قضية العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بشكل كبير، فبعد أن كان في السابق لا يرى أثرا كبيرا على الاقتصاد الإيراني في إيران جراء العقوبات أصبح الآن يصدّق هذه المقولة التي ترى أن سبب أزمة الاقتصاد الإيراني راجعة إلى العقوبات وبالتالي فمن الضروري العمل على رفع هذه العقوبات والتخلص منها.
وأضاف الكاتب: "كان التيار الأصولي في السابق يرجع الأزمات الاقتصادية لفشل الحكومة وضعف سياساتها، لكنه الآن يحاول ربط المشاكل الاقتصادية بالعقوبات، لأنه يدرك أنه لو قال إن العقوبات لا أثر لها فهذا يعني أن الضعف يكمن في الحكومة التي يقودها التيار الأصولي".