سيطر موضوع انهيار مبنى سكني في مدينة عبادان بمحافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، على الصفحات الأولى من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 24 مايو (أيار).
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، أمس الاثنين، بانهيار مبنى "متروبل" الذي يتكون من 10 طوابق في مدينة عبادان بمحافظة خوزستان، مما أسفر عن مصرع أكثر من 11 شخصا على الأقل وإصابة 55 آخرين، بالإضافة إلى أكثر من 80 شخصا تحت الأنقاض، مع توقعات بارتفاع أعداد الضحايا.
وتداولت مواقع التوصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر احتجاج عدد من المواطنين لدى رئيس بلدية عبادان، حسين حميد بور، الذي حضر في مكان الحادث. فيما كتبت وكالة أنباء "دانشجو" الإيرانية أن الناس انهالوا بالضرب على رئيس البلدية المتهم بالتقصير والتسبب في الحادثة.
ومن بين عناوين الصحف الصادرة اليوم نجد بعضها يحمل طابعا انتقاديا للحكومة، وطالبت صحيفة "آرمان ملي" بمعاقبة المقصرين وضرورة عدم الإفلات من العقاب.
وعنونت "جهان صنعت" في المانشيت: "مأساة مبنى متروبل"، فيما شبهت صحيفة "آفتاب يزد" الحادثة بحادث انهيار مبنى "بلاسكو" الشهير في العاصمة طهران، والذي أودى بحياة قرابة 20 شخصا.
من الموضوعات الأخرى التي لا يزال صداها يتردد في صحف إيران اليومية هو موضوع مقتل القائد في الحرس الثوري، حسن صياد خدائي، وانعكاسات ذلك على الصراع بين إيران وإسرائيل المتهمة بالضلوع في الحادث.
ورأت صحيفة "اعتماد" أن عملية مقتل خدائي تهدف إلى عرقلة وإفشال مفاوضات فيينا، وأوضحت أن إسرائيل نفذت هذه العملية بعد الانفراجة الأخيرة في مسار المفاوضات النووية على خلفية زيارة إنريكي مورا إلى طهران، والخروج من حالة الجمود السابقة.
أما صحيفة "جمهوري اسلامي" فقد رأت أن الحادثة كشفت عن مدى ما تعاني منه إيران من ضعف في منظومتها الأمنية، وأن العدو قد حصل على ثغرات يمكن له القيام بأعمال من هذا النوع وتحقيق أهدافه من خلالها، مؤكدة أن هذا الأمر بات يشكل تهديدا حقيقا لإيران.
أما الصحف الأصولية مثل "كيهان" و"سياست روز" فقد ذكرت بأن طهران سوف ترد في "الزمان" و"المكان" المناسبين على منفذي حادثة مقتل العسكري والقائد في فيلق القدس الإيراني.
في شأن آخر اهتمت صحف أخرى بزيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى سلطنة عمان، وكتبت صحيفة "اقتصاد آينده" في المانشيت: "ترحيب ودي لسلطان عمان من رئيسي".
فيما تحدثت صحيفة "آرمان ملي" عن مكتسبات استراتيجية لزيارة الرئيس الإيراني إلى عمان، ورأت أن هذه الزيارة لفتت أنظار الغربيين واهتمامهم"، وعنونت "اعتماد" بالقول: "إرادة حقيقية بين إيران وعمان لتعزيز العلاقات".
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"سازندكي": انهيار المبنى في "عبادان" كان متوقعا والمسؤولون أكرموا المقصرين بدل محاسبتهم
أشارت صحيفة "سازندكي" في تقرير لها إلى حادث انهيار المبنى في مدينة "عبادان"، وذكرت أن الحادث كان متوقعا، وأن الخبراء والمختصين قد حذروا من ذلك نظرا إلى فقدان المبنى لمعايير الأمان، وحدوث تصدع في أعمدة المبنى.
وأضافت الصحيفة أنه وبالرغم من هذه التحذيرات إلا أن المسؤولين لم يبالوا بالموضوع، بل قاموا في المقابل بتقديم الجوائز وتكريم صاحب المبنى، مما يعكس حجم الفساد المستشري لدى المسؤولين.
وطالب الباحث الحقوقي نعمت أحمدي باعتقال رئيس بلدية المدينة والمهندسين المشرفين على عملية بناء المبنى وعرضهم على المحكمة والقضاء، مؤكدا أن أرضية المبنى لم تكن أساسا تتحمل تشييد مثل هذا المبنى وارتفاعه.
" شرق": رسائل مقتل صياد خدائي
في شأن آخر أشار المحلل السياسي، مهدي زاكريان، في مقابلة مع صحيفة "شرق" إلى عملية مقتل صياد خدائي، وذكر أن هذه الحادثة تحمل عدة رسائل وهي شكل من أشكال استظهار قوة إسرائيل أمام إيران، كما أن فيها رسالة واضحة للرئيس الأميركي جو بايدن تفيد بأن إسرائيل ستستخدم كل إمكانياتها للحفاظ على أمنها، لأنها تؤمن بأن فيلق القدس والحرس الثوري منظمة إرهابية.
ولفت الباحث إلى أن أفضل رد يمكن أن تقدم عليه طهران في هذه المرحلة وبعد حادثة مقتل حسن صياد خدائي هو إحياء الاتفاق النووي والعودة إلى طاولة المفاوضات.
"جوان": عملية مقتل صياد خدائي فيها تجاوز على خطوط إيران الحمراء
أما صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، فقد اعتبرت أن حادثة مقتل حسن صياد خدائي، لها علاقة بما يجري في سوريا من أحداث مؤخرا، حيث رأت الصحيفة أن قواعد اللعبة وموازين القوى هناك قد تغيرت لصالح إيران، مما دفع بإسرائيل على القيام بهذه الحادثة.
وأضافت الصحيفة أن هذه العملية كشفت تغيير إسرائيل دائرة اهتمامها ليتحول من موضوع إيران النووي إلى موضوع نفوذ طهران الإقليمي، منوهة إلى أن هذه العملية فيها تجاوز على خطوط إيران الحمراء، وستكون لها تبعات ثقيلة، دون أن تحدد ماهية هذه التبعات وتوقيتها.
"آرمان ملي": لا تزال بعض الأطراف في إيران تعمل على "تهميش" الاتفاق النووي
أشار المحلل السياسي، مرتضى مكي، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" إلى أن الاتفاق النووي الإيراني لايزال يعاني في الداخل الإيراني من "التسييس"، فبعض الأطراف والمجموعات تستمر في محاولتها الرامية إلى "تهميش" الاتفاق النووي وحشره في زوايا ضيقة، بالرغم من أنه اتفاق وطني وإن إحياءه سيضمن تحسين الأوضاع الاقتصادية في إيران.
وأضاف مكي أن إطالة أمد المفاوضات بهذا الشكل وجعلها مفاوضات استنزافية، بالإضافة إلى إدخال قضايا خارجة عن الاتفاق النووي ضمن مفاوضات فيينا قلصت من الحوافز والدوافع القوية السابقة التي كانت تحرص على إحياء الاتفاق والعودة إليه.