تنوعت الموضوعات والقضايا التي تناولتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 25 مايو (أيار)، ما بين اقتصادي وآخر سياسي وثالث أمني عسكري ورابع بيئي صحي.
ونلاحظ في صحف اليوم اهتمامًا متزايدًا بأزمة التلوث البيئي، وزيادة ظاهرة العواصف الترابية التي دفعت السلطات بإعلان عطلة في العديد من المدن والمحافظات الإيرانية، التي تواجه أزمة التلوث والغبار غير المسبوق.
وأشارت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية إلى عمق الأزمة، وذكرت أن ٢٩ مدينة إيرانية شهدت يوم أمس الثلاثاء تلوثا خطيرا، كما أن العاصمة طهران- وللمرة الثانية- تحتل صدارة المدن الأكثر تلوثا في العالم.
كما عنونت صحيفة "ستاره صبح " في مانشيت عدد اليوم وقالت: "المدن الكبرى في حالة اختناق"، وانتقدت ضعف الحكومة ومؤسساتها في التعاطي مع أزمة بهذا المستوى من الخطورة والاتساع.
في شأن آخر لا تزال الصحف مهتمة في قضية انهيار مبنى "متروبل" في مدينة "عبادن"، جنوب غربي إيران، لا سيما وأن عمليات الإنقاذ لا تزال مستمرة في ظل الحديث عن وجود أحياء لا زالوا عالقين تحت أنقاض المبنى المنهار.
وأشارت صحيفة "همشهري" إلى رجل أعمال ومالك مبنى "متروبل" المدعو حسين عبدالباقي، وعلاقاته المشبوهة مع المسؤولين وصناع القرار، وكيفية تدرجه في المجالات الاقتصادية وبناء العمارات.
كما أشارت الصحيفة إلى تناقض المسؤولين في التعامل مع الحادث، حيث أعلنت الجهات الحكومية في محافظة خوزستان في الساعات الأولى من وقوع الحادث عن اعتقال صاحب المبنى المنهار، لتعود بعد ساعات وتعلن مقتله فيمن قتل بعد سقوط المبنى، وهو ما يثير شكوكا وغموضا حول صحة الخبر، وما إذا كانت خطة من المسؤولين لإغلاق الملف بموت واجهته الرئيسية.
الجدير بالذكر أن الصحف الأصولية والمقربة من الحكومة تحاول التغافل عن الحادثة، ولم تسلط الضوء عنها كما كانت تفعل في الأحداث التي تقع في عهد الحكومة السابقة، حيث تحاول هذه المرة إغفال الموضوع وتجاهله بنسبة كبيرة.
سياسيا علقت صحف أخرى على انعكاسات زيارة الرئيس الإيراني إلى عمان على قضايا إيران الدولية، ومستقبل الملف النووي، بما لسلطنة عمان من دور وتاريخ في الوساطات بين طهران واشنطن.
ورأت صحيفة "ابتكار" في زيارة رئيسي بوادر إيجابية وذلك على صعيدين؛ الأول يتعلق بالتفاهمات الاقتصادية بين مسقط وطهران، والآخر بما ستقوم به عمان على صعيد ملف إيران النووي، وإذابة جليد المفاوضات النووية، والعودة إلى طاولة الحوار المعلق.
وعنونت "صبح أمروز" في مانشيتها: "رسائل إيجابية للاتفاق النووي"، وتحدثت عن أبعاد معلنة وأخرى سرية في زيارة رئيسي إلى عمان.
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"جمهوري اسلامي": يجب على إيران قتل أحد القادة العسكريين الإسرائيليين ردًا على مقتل خدائي
دعت صحيفة "جمهوري اسلامي" النظام الحاكم في إيران إلى الرد على مقتل القائد في الحرس الثوري، حسن صياد خدائي، من خلال قتل أحد القادة العسكريين في تل أبيب، وانتقدت اكتفاء المسؤولين الإيرانيين بالحديث عن الانتقام والثأر دون تنفيذه على أرض الواقع.
وأضافت الصحيفة قائلة: "لو نفذت إيران وعودها وتهديداتها لما تجرأت إسرائيل على فعل هذه الأعمال وتجاسرت على إيران... العين بالعين واليد باليد، قتلوا صياد خدائي الذي كان يدنا وساعدنا، فيحب أن نقتل أحد قادتهم العسكريين جهارا وفي رابعة النهار".
"آرمان ملي": سوء العلاقات بين إيران ودول الجوار أضرت بطهران
أشار الباحث والمحلل السياسي، جعفر قناد باشي، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" إلى زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى عمان، وأشاد بالعلاقات بين البلدين، لكنه أكد أنه ليس من المجدي أن تكون لإيران علاقة حسنة مع دولة واحدة من دول الجوار، بل يجب توسيع دائرة الدول الصديقة لطهران في المنطقة، مؤكدا أن عدم الاهتمام للعلاقات بدول الجوار قد أضر بالمصالح الإيرانية.
وأضاف الكاتب أن الاعتقاد بأن العلاقة الحسنة مع دولة واحدة يمكن لها حل مشاكل إيران هو اعتقاد خاطئ، موضحا أن علاقات طهران مع مسقط هي علاقة روتينية، ومن المؤمل أن تخرج زيارة رئيسي هذه العلاقات من الوضع الحالي.
"شرق": أزمة المجاعة في إيران ستجبر آلاف الإيرانيين على الهجرة
على صعيد آخر قالت صحيفة "شرق" في تقرير لها إن انخفاض نسبة إنتاج الغذاء في إيران سوف يجبر آلاف الإيرانيين على الهجرة ومغادرة البلاد، مشيرة إلى إحصاءات دولية تفيد بزيادة مطردة في استيراد المواد الغذائية إلى البلاد.
فحسب إحصاء لمنظمة المواد الغذائية والزراعة التابعة للأمم المتحدة فإن إيران وخلال سنوات ما بين عام ٢٠١١ إلى ٢٠١٥ استوردت ٢٣ في المائة من القمح المستخدم في إيران من الخارج، فيما كانت حصة الأرز المستورد ٥٢ والذرة ٧١ في المائة.
كما توقع التقرير أن تخسر إيران 70 في المائة من أراضيها الزراعية جراء أزمة المياه، وهو ما يترك تأثيرا مباشرا على أسعار المواد الغذائية.
"جوان": على الناس تحمل مسؤولياتهم في أزمة التلوث
تعليقا على أزمة التلوث والعواصف الترابية التي تعيشها إيران دعت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، المواطنين الإيرانيين إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الأزمة، وعدم انتظار المسؤولين الذين لم يعملوا شيئا في مواجهة التلوث والعواصف الترابية، حسب الصحيفة.
لكن "جوان" لم تحدد ماهية الإجراءات المطلوبة من المواطنين لتحقيق الهواء النقي في البلاد، وغفلت عن مهمة الحكومة والسلطات الحاكمة التي وحدها من يستطيع التحرك عمليا والتفاوض مع دول الجوار للبحث عن حلول مشتركة لأزمة التلوث المتصاعدة.