في الوقت الذي بات الجميع يُقرّ بآثار العقوبات وحجم تركتها الثقيلة على الاقتصاد الإيراني اعتبر المرشد، علي خامنئي، أن الاهتمام بـ"الطاقات الداخلية يفشل أثر مفعول العقوبات الاقتصادية".
وكادت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 31 مايو (أيار)، تجمع في عنوانها الرئيسي على كلام المرشد، والذي جاء في لقاء جمع بين خامنئي ورئيس جمهورية طاجيكستان الذي يقوم بزيارة إلى طهران.
لكن وخلافا لما يقوله المرشد، فقد شهدت الأسواق في الأيام القليلة الماضية حالة من الاضطراب في الأسعار بعد ارتفاع جديد في سعر العملات الأجنبية، حيث تخطى سعر الدولار أمس الاثنين حاجز 31 ألف تومان، وهو رقم قياسي جديد في سجل العملة الإيرانية.
واعتبرت بعض الصحف أن هذا الواقع الجديد في الأسواق هو نتيجة مؤكدة لحالة الغموض والضبابية التي تسود الاتفاق النووي ومفاوضات فيينا، كما رأى آخرون بأن ذلك انعكاس لإجراءات الحكومة الاقتصادية التي طبقتها في الأسابيع الأخيرة، وحررت بموجبها الأسعار للسلع الأساسية المدعمة من الحكومة.
أما صحيفة "كيهان"، الأصولية والقريبة من المرشد، فقد تجاهلت هذا الواقع الاقتصادي المتردي وطفقت تتباهى بما قام به الحرس الثوري من احتجاز ومصادرة لسفينتين يونانيتين، واعتبرت أن هذه الخطوة كانت سريعة وغير متوقعة، بحيث جعلت الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية في "دهشة" و"حيرة"، زاعمة أن جميع التيارات والتوجهات الداخلية قد رحبت بما قام به الحرس الثوري وأشادت به.
لكن الواقع على الأقل في الصحف اليومية يظهر لنا خلاف ما تقوله "كيهان"، حيث لم يرحب الجميع في الداخل الإيراني بخطوة الحرس الثوري. واعتبرت صحيفة "ستاره صبح" أن احتجاز السفن النفطية يضر بسمعة إيران الدولية، كما أنه يعقد الاتفاق النووي ويجعله "صعب المنال".
وعن الاتفاق النووي فقد اعتبرت صحف عدة مثل "آرمان ملي" أنه بات "يصارع الموت" بعد أن أصبح في العناية المركزة منذ شهور، فيما وصفت "أترك" نافذة الاتفاق النووي بأنها "مغلقة" حتى إشعار آخر.
في شأن آخر وتحديدا حول موضوع انهيار مبنى "متروبل" فقد حذرت صحيفة "همدلي" المؤسسات الأمنية في إيران من تبعات تحريك الناس وإثارة غضبهم، منتقدة تجاهل وسائل الإعلام والصحف الحكومية للحادثة، حيث لم تغط هذه الصحف الحادثة كما يفترض، وحاولت منع الرأي العام من معرفة تفاصيلها.
كما انتقدت الصحيفة طريقة تواجد قوات الأمن والشرطة في مدينة عبادان والمدن الأخرى، واصفة ذلك بأنه عامل في تحريك الناس وإثارة غضبهم.
في شأن رياضي أشارت الصحف إلى فوز نادي "استقلال" طهران ببطولة كرة القدم في إيران بعد أن تعادل مع فريق "نفت مسجد سليمان"، ليكون الفريق الوحيد في كرة القدم الإيرانية الذي فاز بالبطولة دون أن يتلقى خسارة في مبارياته مع الفرق والأندية الأخرى.
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"ستاره صبح": ماذا حدث في اليوم السابع من حادثة انهيار مبنى "متروبل"؟
أشارت صحيفة "ستاره صبح" في تقرير لها إلى تطورات حادثة انهيار مبنى "متروبل" في مدينة عبادان، حيث اتسعت دائرة الاحتجاجات في المدينة وازداد عدد المشاركين في هذه المسيرات والتجمعات المنددة بالحكومة وفساد المسؤولين في المدينة.
ولفتت الصحيفة إلى أن المحتجين منعوا مندوب المحافظة في مجلس خبراء القيادة، محسن حيدري، من إلقاء كلمته أمام جموع المتظاهرين، كما هاجموا موقع تصوير الإذاعة والتلفزيون الذي حاول تغطية التظاهرات بعد أيام من التجاهل والإهمال.
"آفتاب يزد": كثير من الإيرانيين يرون طريق الخلاص من الأزمات يتمثل في الهجرة من البلاد
تحدثت صحيفة "آفتاب يزد" عن واقع جديد في إيران أطلقت عليه "المجتمع المؤقت"، مشيرة إلى أن الكثير من الإيرانيين باتوا يهمون بالهجرة ومغادرة البلاد تحت وطأة الضغوط الاقتصادية وتردي الأوضاع المعيشية، ما يجعل المجتمع القائم هو "مجتمع مؤقت"، وسيزول عندما تتسنى لأفراد هذا المجتمع الهجرة وترك البلاد، حسب ما جاء في الصحيفة.
وقال عليرضا شريفي يزدي، عالم الاجتماع والخبير في علم النفس للصحيفة إن الأفراد الذين يعجزون عن الهجرة في ظل هذه الظروف سيصابون بنوع من الكآبة، والشعور بالفشل، وعدم تحقيق الأهداف، ما يجعلهم غير متطلعين إلى عمل ولا راغبين في إبداع.
كما قال مجيد أبهري، المختص في الشؤون الاجتماعية، إن الكثير من الإيرانيين باتوا يرون طريق التخلص من الأزمات يتمثل في الهجرة ومغادرة البلد، معتقدا أن القضاء على التمييز الاجتماعي وإنهاء الفساد والمحسوبية واعتماد مبدأ الكفاءة في قبول الأفراد وتوظيفهم هو الطريق الأمثل في الحد من ظاهرة الهجرة المتزايدة.
"مهد تمدن": تزايد الشرخ بين حكومة رئيسي والأصوليين
أما صحيفة "مهد تمدن" فقد ذكرت أن هناك شرخًا يزداد يوما بعد يوم بين حكومة رئيسي وأنصارها ممن صوتوا له في الانتخابات الرئاسية، موضحة أن كثيرًا من الأصوليين باتوا يرون في رئيسي شخصًا غير مؤهل ولا يملك الكفاءة اللازمة لتحقيق أهدافهم وغاياتهم.
كما رأت الصحيفة أن الأصوليين يحاولون التهرب من تبعات سياسات حكومة رئيسي لينجوا من مصير الإصلاحيين عندما دعموا روحاني بكل ثقلهم، وهو ما أضر بمكانتهم في الشارع وشعبيتهم الاجتماعية.
كما أوضحت "مهد تمدن" أن الصدام بين الأصوليين مؤكد في المستقبل، حيث سيعمل بعضهم لإزالة البعض الآخر وإقصائه للحفاظ على مواقعهم ومكانتهم السياسية.
"آرمان ملی": على إيران ان تختار بين السلم والتصعيد مع العالم في ملفها النووي!
قال الكاتب والمحلل السیاسی، يوسف مولايي، في مقال له بصحيفة "آرمان ملي" إن أمام إيران خيارين في ما يتعلق بموضوع ملفها النووي، إما خيار المواجهة والتصعيد مع العالم، وإما خيار السلم والدبلوماسية، معتقدا أن كثيرا من الدول المتخاصمة مع إيران تنتظر الخيار الأول، وتستعد له لكي تمارس ضغوطها على طهران، وتلحق الأضرار باقتصادها واستقرارها.
وشدد الكاتب على ضرورة أن يختار المسؤولون خيار السلم وحل الموضوع النووي عبر الطرق الدبلوماسية، موضحًا أنه كلما بقي ملف إيران النووي غير محسوم دبلوماسيا فإن الأمور سوف تتجه إلى تدويل الملف الإيراني، وعودته إلى مجلس الأمن الدولي.