سلطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء الأول من يونيو (حزيران)، الضوء على آخر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي اتهم إيران بـ"التقاعس" في الرد على استفسارات الوكالة حول مصدر جزيئات اليورانيوم المخصب في 3 مواقع غير معلنة.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين 30 مايو (أيار)، أنه رغم الجهود الأخيرة للوكالة، فقد تقاعست إيران في الرد على استفساراتها، مقررة أن طهران تواصل انتهاك العديد من التعهدات الرئيسية المحددة بموجب الاتفاق النووي، بما في ذلك مستويات تخصيب اليورانيوم وحجم تخزين اليورانيوم المخصب.
وتعليقا على هذا التقرير هاجمت صحف عدة، لا سيما الصحف الأصولية، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتهمتها بالانحياز وتنفيذ أجندة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.
فصحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، طالبت بإعادة النظر في علاقات طهران بالوكالة الذرية ردًا على هذا التقرير، واتهمت الوكالة بنشر تقارير "عدائية" ضد إيران.
اقتصاديا وبالرغم من تردي الأوضاع المعيشية يوما بعد يوم منذ وصول حكومة رئيسي الأصولية، إلا أن الصحف المقربة من الحكومة والتابعة لها مثل "إيران" لا تكف عن الإشادة بـ"إنجازات" حكومة رئيسي، وأدائها الإيجابي في المجالات الاقتصادية والسياسية والصحية والدبلوماسية.
وزعمت الصحيفة أن أعمال الحكومة قادت إلى خفض معدلات الوفاة والإصابة بفيروس كورونا، كما نجحت في رفع نسبة المعونات النقدية إلى عدة أضعاف، وأفشلت العقوبات النفطية ضد إيران، وأحرزت تقدما كبيرا في دبلوماسية طهران في المنطقة.
لكن معارضي الصحيفة من الإصلاحيين والمستقلين يرون أن الحكومة لم تنجح في أي من هذه المجالات، لا سيما المجالات الاقتصادية التي أدت إجراءاتها إلى ارتفاع جنوني في الأسعار.
وأشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى ارتفاع سعر الدولار إلى أعلى مستوى له في العشرين شهرًا الماضية، بعد أن بلغ بيع كل دولار أميركي سعر 31250 تومان في المعاملات، ظهر الثلاثاء 31 مايو، وهو رقم غير مسبوق منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020.
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"كيهان": على إيران أن تعيد النظر في علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
دعت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، إلى إعادة النظر في التعاون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على خلفية الأخبار التي تفيد بوصول المفاوضات النووية إلى طريق مسدود، متهمة الوكالة الدولية بنشر تقارير "غير بناءة" و"عدائية" حول نشاط إيران النووي، وأنها تقوم بتكرار "المزاعم" الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية.
وأضافت الصحيفة أنه يتوجب على الدبلوماسية الإيرانية أن تعيد النظر في طريقة تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي من المتوقع أن تكون التقارير الصادرة عنها "حجة" بيد مجلس الأمن الدولي لإصدار قرارات ضد إيران.
"جهان صنعت": انهيار الاتفاق النووي قاب قوسين أو أدنى
أما الخبير الدولي، حسن بهشتي بور، فقد قال لصحيفة "جهان صنعت" إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشف أن إيران لم ترد على استفسارات الوكالة قبل ثلاثة شهور، أو إن الإجابات لم تكن مقنعة للوكالة، مؤكدا أن التقرير سوف تتم دراسته في الاجتماع القادم لمجلس محافظي الوكالة الدولية.
وأضاف بهشتي بور: "وفق ميثاق الوكالة فإن موافقة 35 عضوا من أعضاء المجلس يعني أننا سنشهد قرارا ضد إيران كما حدث في السابق"، موضحا أن على طهران أن تتخذ قرارات سريعة لمعالجة هذه الأزمة، ولا تكتفي بالإدانات والاحتجاج ضد تقرير الوكالة.
أما علي بيكدلي، المحلل السياسي، فقد قال للصحيفة إن هذه التطورات الجديدة على صعيد برنامج إيران النووي قد تُوقف محاولات إحياء الاتفاق النووي، معتقدا أننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من مرحلة الإعلان عن انهيار المفاوضات وفشلها بشكل نهائي.
"اعتماد": روسيا تستحوذ على جميع أسواق النفط الإيرانية في آسيا
حذرت صحيفة "اعتماد" المسؤولين الإيرانيين من محاولات روسيا الاستحواذ على أسواق النفط الإيرانية في الدول الآسيوية، موضحة أن الروس ومنذ فرض العقوبات الغربية عليها جراء غزوها لأوكرانيا توجهت في صادراتها النفطية إلى الدول الآسيوية كالصين والهند.
وأضافت الصحيفة: "لو بقينا مكتوفي الأيدي فإن الروس سيستحوذون على جميع أسواق النفط الإيرانية في آسيا، فالروس لا عهد لهم ولا وفاء"، حسب تعبير الصحيفة.
ووجهت الصحيفة خطابها للتيارات والأطراف الداخلية في إيران الذين يتصورون أن موسكو يمكن لها أن تصبح حليفا استراتيجيا لإيران، وقالت: "يجب أن ننصحكم بقراءة تاريخ روسيا قليلا لكي تعرفوا أن الروس دائما وأبدا كانوا يعتمدون أصلا واحدا؛ أنه لا يوجد أي مبادئ في علاقاتها مع الدول سوى مبدأ مصلحتها والوصول إلى غاياتها".
"توسعه إيراني": حديث الحكومة عن زيادة نسبة العائدات من النفط "لا حقيقة له"
قال الخبير في مجال الطاقة، محمود خاقاني، في مقابلة مع صحيفة "توسعه إيراني" إن الحديث عن ارتفاع نسبة عائدات إيران من النفط لا ينسجم مع الواقع على الأرض، مؤكدا أنه لو كانت عائدات النفط بالفعل قد شهدت زيادة وارتفاعا كما تدعي الحكومة لما أصبحنا نرى التضخم يزداد سوءا يوما بعد يوم.
وأوضح الكاتب أن وعود الحكومة في مجال الطاقة بقيت في حد الشعارات والوعود المكررة، مقررا أن أداء حكومة رئيسي من الناحية الاقتصادية أسوأ بكثير من الحكومات السابقة، وأن البلاد الآن تسير نحو "تسونامي التضخم".
كما تساءل الكاتب بالقول: "لو افترضنا جدلا أن حديث الحكومة حول زيادة نسبة العائدات من النفط صحيح، ألا يحق لنا أن نتساءل ونقول: أين هذه الأموال وكيف أنفقت؟".