كان العنوان الأبرز لصحف اليوم الاثنين 13 يونيو (حزيران)، هو "الغلاء" والغلاء الرهيب، تحديدا بعد أن حطمت العملات الصعبة أرقاما قياسية جديدة مقابل التومان الإيراني "المريض" و"المعتل" الذي يحتاج إلى منقذ يتدارك ما تبقى له من رمق وحياة كما نوهت لذلك بعض الصحف اليومية.
ووصفت صحيفة "جهان صنعت" ارتفاع سعر الدولار بـ"طيران" الدولار مقابل سقوط التومان حتى الحضيض، رابطة بين هذا الارتفاع غير المسبوق في سعر العملات الصعبة وبين القرار الأخير الذي تبناه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإدانته لسلوك إيران النووي.
كما أشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى هذه الأزمة و"اضطرابات" العملات الصعبة والذهب، حيث تخطى الدولار سعر 33 ألف تومان فيما تجاوز سعر القطعة المعدنية الواحدة 16 مليون تومان إيراني في سابقة تاريخية تشهدها أسواق الذهب والعملات الصعبة.
وفي شأن متصل، أشارت صحف أخرى مثل "اعتماد" و"جمهوري إسلامي" إلى انتقادات البرلمانيين لـ"الغلاء" و"التضخم" الكبير في الاقتصاد الإيراني مطالبين حكومة رئيسي بإيجاد حلول سريعة للأوضاع المعيشية المتردية كما حذروا من مغبة "الإصلاحات الاقتصادية" التي أعلنت عنها الحكومة مؤخرا، وأوضحوا أن الإصلاحات المذكورة هي سيف ذو حدين وقد تكون عاملا في الإضرار بالمواطنين الإيرانيين.
وحاولت صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة التخفيف من حدة هذه المخاوف التي باتت تنتاب أنصار الحكومة قبل خصومها السياسيين، ناقلة تصريحات نائب رئيس الجمهورية، محمد مخبر، حيث وعد بأن الخطوات القادمة للحكومة ستستهدف تعزيز قيمة العملة الوطنية وتقليل نسب التضخم في البلاد.
وعلى صعيد آخر استمرت الصحف المقربة من المرشد والحرس الثوري مثل "وطن امروز" و"كيهان" بالدفاع عن المواقف التصعيدية للحكومة الإيرانية مقابل تحركات الأطراف الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
صحيفة "وطن امروز" مثلا لفتت إلى تقرير وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، إلى البرلمان، حول تطورات الملف النووي، واصفة الموقف الإيراني بـ"المقتدر"، وعنونت في المانشيت: "الاقتدار أمام التطاول".
أما "كيهان" فذكرت أن جميع خيارات الرئيس الأميركي جو بايدن أمام إيران قد نفدت، مشيرة في ذلك إلى تقرير لقناة "سي إن إن" الأميركية والتي ذكرت كذلك أن إيران ربما تكون الآن قد امتلكت المواد اللازمة لصنع القنبلة الذرية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": ما سبب غضب المتقاعدين في إيران؟
تجاهلت الصحف اليومية بشكل كبير احتجاجات المتقاعدين في المدن والمحافظات الإيرانية المختلفة وجلُها لم تغط هذه الاحتجاجات المتزايدة، اللهم إلا النزر اليسير الذي يأتي عبر المقالات والتقارير الخجولة في بعض الصحف.
من بين هذه الصحف القليلة التي أشارت إلى موضوع احتجاجات المتقاعدين، نجد صحيفة "جهان صنعت" تتحدث في مقالها عن سبب غضب المتقاعدين ونزولهم إلى الشوارع، موضحة أن السبب الرئيسي في غضب شريحة المتقاعدين في إيران هو تراجع الحكومة عن وعود سابقة برفع سقف رواتب الموظفين بنسبة 57 في المائة ورواتب المتقاعدين بنسبة 38 في المائة ليعلن في النهاية عن زيادة بنسبة 10 في المائة فقط، في ظل التضخم الكبير الذي يغرق هذه الرواتب المتواضعة ويؤدي بأصحابها إلى الفقر والعجز عن توفير أساسيات الحياة لأسرهم.
"كيهان": اتهام يهود إيرانيين في أميركا بالعمل على رفع أسعار العملات الصعبة داخل إيران
حاولت صحيفة "كيهان" المقربة من مرشد إيران علي خامنئي الهروب إلى الأمام وتبرير ارتفاع سعر العملات الصعبة، متهمة "شبكات فاسدة" في العمل على خلق اضطرابات في أسواق العملات الصعبة وإفشال محاولات الحكومة السيطرة على الأسعار.
وادعت الصحيفة المدافعة عن حكومة رئيسي الأصولية أن يهودا إيرانيين مقيمين في الولايات المتحدة الأميركية على صلة بهذه الشبكات التي تعمل على رفع أسعار العملات الصعبة مقابل التومان الإيراني.
"رسالت": هجرة العقول من إيران تصل إلى تلاميذ المدارس
في تقرير لها أقرت صحيفة "رسالت" الأصولية بفشل سياسات النظام الإيراني في العمل على إعاة النخب والمتفوقين في الدراسة إلى الداخل حيث يبادر معظم المتفوقين علميا إلى مغادرة البلاد وإكمال دراستهم خارج إيران في إطار ما يعرف بظاهرة "هروب الأدمغة".
واوضحت الصحيفة أن ظاهرة هجرة العقول أو هروب الأدمغة لم تتحسن رغم المساعي المبذولة بل حدث عكس ذلك، حيث أصبحنا نرى أبعادا جديدة من هذه الظاهرة تتمثل في هجرة تلاميذ المدارس إلى خارج البلاد وهو ما يجعلنا أمام واقع جديد من خروج المواهب والطاقات العلمية من إيران.
"اقتصاد بويا": مقاطعة السلع والبضائع الإيرانية في العراق
علقت صحيفة "اقتصاد بويا" في تقرير لها على حملات المقاطعة للسلع والمنتجات الإيرانية في العراق، حيث أطلق ناشطون في العراق قبل سنتين دعوات إلى عدم شراء السلع والبضائع الإيرانية في العراق تحت هاشتاغ "#خليها_تخيس" معتبرة أن هذه الحملة هي شكل من أشكال احتجاج العراقيين ورفضهم للتدخل الإيراني في العراق.
كما لفتت الصحيفة إلى أن العراقيين قد أظهروا معارضتهم للتدخلات الإيرانية كذلك من خلال القيام بحرق القنصلية الإيرانية في النجف.
"اعتماد": صحيفة الحكومة تلجأ إلى الكذب والفبركة لتشويه المنافسين
هاجمت صحيفة "اعتماد" صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة واتهمتها بالكذب والافتراء والسير على خطى صحيفة "كيهان" في ممارسات التشويه وحرف أفكار الرأي العام عن القضايا الراهنة.
وأشارت الصحيفة إلى ادعاء صحيفة "إيران" الحكومية تشكيل اجتماع رباعي بين الرئيس الأسبق محمد خاتمي والرئيس السابق حسن روحاني وحفيد الخميني حسن الخميني، والسياسي المخضرم ناطق نوري، لمناقشة تداعيات الاحتجاجات الأخيرة والتنسيق للانتخابات الرئاسية القادمة.
وقالت "اعتماد" إن اجتماعا لم يتم بين هؤلاء الشخصيات في الفترة الأخيرة، إلا أن صحيفة الحكومة قامت بقص صورة من الصور القديمة ونشرتها على أنها حديثة لهؤلاء الأفراد بهدف التشويه وحرف الرأي العام، منوهة إلى أن الطرق التي بات يسلكها الأصوليون في مواجهة خصومهم تشبه إلى حد كبير طرق الشيوعيين في عهد الاتحاد السوفياتي حيث كانوا يحاولون واهمين إيجاد عالم موحد تحت ظل الشيوعية ويستبعدون كل المنافسين السياسييين من الساحة من خلال تشويههم وتشويه سمعتهم.