اختلف تناول الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 23 يونيو (حزيران)، في قراءتها لزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران.
ففيما اعتبرت صحيفة "آرمان ملي" الزيارة لا علاقة لها بالموضوعات الهامة التي تعني إيران في هذا التوقيت خاصة موضوع الاتفاق النووي، نجد صحيفة "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، تصف الزيارة بـ"ذات الدلالة"، مشيرة إلى أن لافروف سيناقش عدة قضايا مع الجانب الإيراني، على رأسها ملف الاتفاق النووي والآليات المشتركة لمواجهة العقوبات الأميركية التي تفرضها على كل من طهران وموسكو.
ومن الموضوعات الأخرى التي اهتمت بها صحف اليوم هو إعلان مركز الإحصاء الإيراني عن قفزة بنسبة 13% في معدل التضخم النقطي خلال الشهر الماضي، في الوقت الذي تدعي الحكومة بأن أحد إنجازاتها الكبيرة هو إيقاف ارتفاع معدل التضخم والسيطرة عليه، وهو ما وضع الحكومة في مأزق بسبب هذه الأرقام الصادمة.
وذكر مركز الإحصاء الإيراني، كما جاء في صحيفة "مردم سالاري" أن معدل التضخم النقطي ( احتساب التضخم في شهر معين ومقارنته بالشهر نفسه من العام الماضي) وصل إلى 52.5% حتى 21 يونيو الحالي، مسجلا زيادة تصل إلى 13.2% مقارنة عن الشهر السابق، وعنونت الصحيفة عن الموضوع بالقول: "تسجيل أرقام قياسية للتضخم في الحكومة التي تدعي السيطرة على التضخم".
في سياق منفصل أشارت صحيفة "أبرار" إلى البيان المشترك بين المملكة العربية السعودية والأردن أمس الأربعاء حيث طالب البيان في ختام زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للمملكة الأردنيةـ التي جاءت ضمن جولة شملت مصر وتركيا- دعمهما الجهود الدولية الرامية إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وجدد البيان الطلب من إيران بوقف التدخل في شؤون دول عربية.
كما اهتمت الصحف بخبر الزلزال الذي ضرب جنوب شرق أفغانستان، وأودى بحياة المئات من القتلى والمصابين.
ونوهت الصحف مثل "آرمان امروز" وغيرها إلى أن هذه الأحداث هي آلام فوق ركام المصائب والويلات التي يعيشها الشعب الأفغاني منذ عقود، وعنونت "ابتكار" بالقول: "ناقوس الموت في الأرض المنهكة".
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": زيارة لافروف إلى طهران لا علاقة لها بالاتفاق النووي
أشار النائب البرلماني السابق والمحلل السياسي، حشمت فلاحت بيشه، في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" إلى زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى طهران وذكر أن هذه الزيارة لا علاقة لها بموضوع الاتفاق النووي، ويجب أن لا نتوقع ظهور نتائج على هذا الملف بعد هذه الزيارة.
وأوضح فلاحت بيشه أن الاتفاق النووي بلغ مرحلة بحيث لا يمكن حل عقدته إلا من خلال التوصل المباشر بين طهران وواشنطن إلى اتفاق على القضايا الخلافية المعرقة لعودة الطرفين إلى الاتفاق النووي.
كما ذكر فلاحت بيشه أن أكبر فائدة يمكن أن تجنيها طهران من زيارة لافروف الحالية هي أن تطالب روسيا بالموافقة والعمل على انضمام طهران إلى مجموعة "بريكس" الاقتصادية، والتي تضمن دولا هامة كالصين والهند وروسيا والبرازيل ودولة جنوب أفريقيا، منوها إلى أن وجود إيران في هذه المجموعة يمكن له أن يخفف من حدة العقوبات الاقتصادية وآثارها السلبية على اقتصادها.
"جهان صنعت": ماذا يريد لافروف من زيارته إلى طهران؟
أما الكاتب والدبلوماسي السابق، جلال ساداتيان، فقد ذكر في مقابلة مع صحيفة "جهان صنعت" أن لافروف يهدف من زيارته إلى مناقشة قضيتين أساسيتين مع الجانب الإيراني، وهما موضوع العقوبات الأميركية المفروضة على موسكو، وكذلك موضوع الاتفاق النووي والمفاوضات المجمدة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف أن الروس ليس لديهم ما يقدمونه في ملف إيران النووي في هذه المرحلة، لكن لافروف قد جاء إلى طهران للبحث عن طرق لحل هذه المشاكل التي باتت متشابكة فيما بينها.
كما لفت الكاتب إلى أن بعض الموضوعات الأخرى كذلك قد يناقشها الوزير الروسي مثل الخلافات بين إيران وروسيا في سوريا.
"مهد تمدن": متطرفون يضغطون لانسحاب إيران من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية
أما صحيفة "مهد تمدن" فأشارت إلى ما يشيعه معارضو الاتفاق النووي في الداخل الإيراني من وجود مساع يقودها السياسي المعروف بتشدده وكبير المفاوضين الإيرانيين سابقا، سعيد جليلي، لانسحاب إيران من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية K"NPT" ومعارضة كل من علي لاريجاني رئيس البرلمان السابق والعضو الحالي في مجمع تشخيص مصلحة النظام وكذلك معارضة رئيس هذا المجمع صادق آملي لاريجاني لهذا التوجه.
وأكدت الصحيفة أن الانسحاب من هذه المعاهدة لن يكون في صالح إيران وشعبها، مؤكدة أنه وفي حال فعلت طهران هذه الخطوة فإن ملفها سيعود إلى مجلس الامن من جديد، وستصدر ضدها قرارات من مجلس الأمن، بالإضافة إلى تفعيل "آلية الزناد" من قبل الدول الغربية.
ونقلت الصحيفة عن خبراء سياسيين قولهم إن الحكومة، ورغم أنها تنتمي إلى التيار الأصولي المتشدد، إلا أنها لم تفكر بموضوع الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما يقترح عليها بعض الأطراف والشخصيات، لأنها تدرك جيدا حجم خطورة هذه الخطوة وتبعاتها الثقيلة على الاقتصاد الإيراني والحياة المعيشية للمواطنين، حسب الصحيفة.
"اعتماد": التضخم غير مسبوق في تاريخ إيران
نوهت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية إلى ما أعلن عنه مركز الإحصاء الإيراني من ارتفاع كبير في معدل التضخم خلال الشهر المنصرم، وذكرت أن هذا الارتفاع غير المسبوق في تاريخ إيران جاء بعد شهر من إعلان الحكومة عن إجراءات اقتصادية ورفع الدعم الحكومي عن العملات الأجنبية.
وقال الخبير الاقتصادي، وحيد شقاقي شهري، للصحيفة إن سياسات الحكومة الأخيرة قد عززت من عجلة التضخم في اقتصاد إيران الذي يعاني أصلا من مشكلة متجذرة في التضخم.
كما لفت الكاتب إلى أن طهران قبل شهور وتحديدا في العام الإيراني المنصرم كانت تنشر في وسائل إعلامها أن الاتفاق النووي محسوم، وسوف يتم العودة إليه، وأن رفع العقوبات عنها باتت قريبة، لكن فجأة انقلب الأمر وانعكست الأخبار إلى الضد، مما جعل التضخم يأخذ مسارا صاعدا بعد هذه الصدمة السياسية والاقتصادية.