في محاولة يبدو أنها الأخيرة من الدول الأوروبية، قرّر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، التوجه إلى إيران بشكل مفاجئ وغير معلن مسبقا للقاء المسؤولين الإيرانيين والعمل على إيجاد حل للأزمة النووية لإيران مع العالم.
ووصفت الصحف الصادرة اليوم السبت 25 يونيو (حزيران) 2022، هذه الزيارة بـ"المهمة الصعبة"، وقالت "اعتماد" إن بوريل يأتي في هذه المهمة الصعبة إلى طهران في محاولة أخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار التام، كما ذكرت "جمهوري إسلامي" أنه من المحتمل أن يكون بوريل يحمل رسائل أميركية إلى طهران، مشيرة إلى أن زيارة بوريل تأتي بعد يوم من لقائه روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص بالشؤون الإيرانية.
أما صحيفة "ستاره صبح" فقد نقلت كلام الدبلوماسي السابق عبد الرضا فرجي راد، الذي أكد للصحيفة أن بوريل يهدف من هذه الزيارة إلى إحياء الاتفاق النووي قبل مجيء بايدن إلى المنطقة، لكن روسيا لا ترغب في حصول توافق بين إيران والأطراف الغربية وتعمل على منع ذلك.
ومن الموضوعات الأخرى التي انعكس صداها واسعا في صحف اليوم: خبر عزل حسين طائب من منصب رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، وتعيين خلف له هو القائد بالحرس الثوري محمد كاظمي في خطوة اعتبر البعض أنها جاءت بإيعاز روسي وتحت الضغوط والانتقادات التي تمارس على طهران بسبب محاولاتها استهداف مواطنين إسرائيليين في تركيا.
وكتبت صحيفة "همدلي" عن هذا الموضوع وعنونت في صفحتها الأولى متساءلة: "تغيير أم عزل؟"، وذكرت أن الشائعات حول سبب هذا التغيير كثيرة، مشيرة إلى شائعة محاولة اغتيال حسين طائب واحتمالية أن يكون التغيير ناجما عن هذه الحادثة.
كما تحدثت "شرق" عن هذا التغيير الذي جاء بعد 13 سنة من تولي طائب لمنصب رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، وعنونت بالقول: "تغيير تكتيكي"، ونوهت إلى أن هذا التغيير ربما جاء بسبب ضعف أداء طائب لمنع الأحداث الأمنية التي شهدتها إيران في الفترة الأخيرة وتغييره بوجه جديد يكون أكثر قوة ونشاطا للتصدي لهذه الأعمال حسب قراءة الصحيفة.
وفي موضوع ثالث اهتمت بعض الصحف مثل "آرمان ملي" بموضوع انتشار مقطع فيديو لتجمع مراهقين بشيراز وسط إيران بعنوان "موالید ما بعد 2010"، في تحدٍّ لتجمع تحت نفس الاسم موالٍ للنظام، وقيام السلطات باعتقال 10 أشخاص على صلة بالموضوع.
وكتبت الصحف عن خلفيات هذا التجمع وأسبابه الاجتماعية والثقافية ونوهت إلى أن هذه الأحداث تقع بسبب سوء إدارة الدولة في رعاية الأطفال والمراهقين وعدم إعطاء الأولوية في تلبية حاجاتهم النفسية والجسدية.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"جمهوري إسلامي": روسيا تحاول جر إيران معها في أزمتها مع أوكرانيا
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى زيارة وزير الخارجية الروسي إلى إيران ومحاولته جر الجانب الإيراني إلى جانب روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وانتقدت الصحيفة ازدواجية لافروف في تصريحاته من طهران حيث هاجم الأطراف الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية واتهمها بأنها تنتهك القوانين الدولية من خلال تحركاتها في أوكرانيا لكنه تجاهل قيام موسكو بالتعدي على دولة ذات سيادة وهو أمر يفوق ما تحدث عنه من انتهاكات للأطراف الأوروبية حسب تحليل صحيفة "جمهوري إسلامي" التي تعد من منتقدي سياسات النظام الإيراني في الملفات الخارجية وعلى رأسها العلاقة مع روسيا.
وذكرت الصحيفة أن ما قامت به روسيا من غزو لأوكرانيا كان يتعارض مع المصالح الإيرانية وقد أضر بإيران كثيرا بعد أن أوقف محاولات إحياء الاتفاق النووي كما قامت موسكو بالسيطرة على أسواق إيران من خلال بيعها للنفط والغاز والفولاذ إلى الدول الأخرى التي كانت تشكل في السابق سوقا لإيران لكن روسيا- تضيف الصحيفة- تتجاهل مصالح إيران وتحاول الالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة عليها من خلال صادراتها إلى هذه الدول.
كما نوهت الصحيفة إلى أن إيران تمر حاليا بأزمة أمنية في المنطقة وفي مثل هذه الحالة يكون من الخطأ الجسيم الاعتماد على دولة واحدة ودعت إلى ضرورة التوازن في سياسات طهران الخارجية.
"آرمان ملي": ماذا حدث في شيراز؟
علقت صحيفة "آرمان ملي" على حادثة تجمع المراهقين في مدينة شيراز وسط إيران وقيام السلطات باعتقال أشخاص على صلة بالحادث، وانتقدت طريقة تعامل السلطات مع مثل هذه الأحداث حيث تبادر بالاعتقال والقمع دون دراسة الأسباب والجذور، مؤكدة أن وقوع مثل هذه الأحداث هو نتيجة للإهمال الذي يتعرض له المراهقون والأطفال في إيران.
ونقلت الصحيفة كلام الخبراء وعلماء النفس الذين ذكروا للصحيفة أن الأطفال والمراهقين في هذه المرحلة العمرية يحتاجون إلى اللعب والتسلية، لكن المسؤولين لا يلتفتون لهذا الجانب ولم يوفروا الأسباب المناسبة لهذه الغاية الماسة بالنسبة للأطفال والمراهقين.
"همدلي": التعامل الأمني مع قضية ثقافية
أما صحيفة "همدلي" فانتقدت التعامل الأمني مع قضية ثقافية، وذكرت أن تجمع المراهقين في شيراز يأتي ردا على التجمعات التي ترعاها السلطات لما يسمى نشيد "سلاما أيها القائد" حيث يتجاهل النظام باقي التوجهات ويمجد ويقوم بالدعاية لشكل واحد من الأشكال التربوية والاعتقادية حسب تعبير الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن الملاحظة الهامة في هذا التجمع أن المشاركين فيه وهم من المراهقين والأطفال والذين تقل أعمارهم عن العشرين سنة، كلهم ولدوا في فترة قد أنفق النظام خلالها ميزانيات ضخمة لنشر ثقافته الخاصة في الملابس والأفكار وأكدت أن فشل هذه السياسات تستدعي إعادة النظر جذريا في قضية الحجاب والعفاف من وجهة نظر السلطة الحاكمة.
"كيهان": أعمال وإنجازات "كبرى" لحكومة رئيسي "الثورية"
أما صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد الإيراني فتحدثت في مقال لها بقلم رئيس تحريرها حسين شريعتمداري عن "الأعمال الكبرى" التي قامت بها "الحكومة الثورية" التي يقودها إبراهيم رئيسي خلال عام على وصولها إلى الحكم.
ودون إشارة إلى الإحصاءات الرسمية في وصول التضخم إلى أرقام قياسية في حكومة رئيسي أشادت الصحيفة بأعمال الحكومة، وقالت إن عدم قطع الكهرباء عن الناس، وتراجع وفيات كورونا، والسيطرة على أسواق العملات الصعبة، دون ضخ العملة الأجنبية في الأسواق، هو جزء يسير من نتائج الإدارة الصحيحة للحكومة الثورية خلال عدة شهور فقط.