فيما شنت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد الإيراني، هجومًا على وسائل الإعلام الفارسية المعارضة في الخارج واتهمتها بأنها تعطي صورة سيئة وغير صحيحة عن إيران، وخصت بالذكر قناة "إيران إنترناشيونال"، استمرت أغلب الصحف في تناول موضوع استئناف المفاوضات النووية في الدوحة.
واستمرت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 29 يونيو (حزيران)، عبر الخبراء والمحللين بتقديم القراءات وتقييم الأوضاع الفعلية للاتفاق النووي، بعد أن أوشك على الانهيار الكامل في ضوء الجمود الذي مرّ به على خلفية التعارض في مواقف كل من طهران وواشنطن حول القضايا المتنازع عليها.
وبالرغم من التفاؤل الملحوظ لدى الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية باستئناف المفاوضات النووية في الدوحة، إلا أن بعضها لا يتردد في ذكر مخاوفه من خطورة انزلاق المفاوضات في كل لحظة من لحظاتها.
صحيفة "آرمان ملي" ذكرت في إحدى مقالاتها بقلم المحلل السياسي والناشط الإصلاحي، صادق زيبا كلام، أنه وفي حال فشلت مفاوضات الدوحة فإنها ستكون الأخيرة، منتقدا استمرار "التيار المتطرف" في إيران بالعمل على إفشال المفاوضات النووية، واعتقاده بعدم فاعلية الاتفاق النووي.
ونوهت صحيفة "اقتصاد بويا" إلى وجود فرق بين مفاوضات الدوحة ومفاوضات فيينا من حيث تركيبة المفاوضين، حيث تجري المفاوضات دون وجود ممثلين عن روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وذكرت الصحيفة أن المفاوضات تجري فقط بين إيران والولايات المتحدة الأميركية برعاية من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
كما اهتمت الصحف بهجوم المرشد، علي خامنئي، على الفضاء الافتراضي ومطالبته القضاء الإيراني بمواجهة "مروجي الكذب والشائعات".
وكان خامنئي قد قال في كلام له عن الفضاء الافتراضي: "الأمن النفسي حق من الحقوق العامة للناس، والأمن النفسي يعني عدم نشر إشاعة أو كذبة أو كلمة مرعبة في ذهنك كل يوم. حتى أمس كانت الصحف فقط هي من تفعل ذلك، لكن الآن تمت إضافة الفضاء الافتراضي".
واختارت صحيفة "كيهان" كلام المرشد وادعت أن وسائل الإعلام الفارسية المعارضة في الخارج تعطي صورة سيئة وغير صحيحة من إيران، وخصت بالذكر قناة "إيران إنترناشيونال"، وزعمت أن القناة ومن خلال تغطيتها للأخبار الخاطئة والسيئة عن إيران تعطي انطباعا من اليأس وفقدان الأمن النفسي لدى الناس
كما نقلت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، كلام خامنئي عن أحداث ثمانينيات القرن الماضي وإشادته بالإجراءات المتخذة من القضاء الإيراني في تلك المرحلة التي تضمنت إعدامات لآلاف السجناء السياسيين، ودعا المرشد "ضمنيا" إلى تكرار هذه الإعدامات خلال استقباله رئيس ومسؤولي سلطة القضاء الإيرانية.
الآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": "المرونة" شرط لنجاح مفاوضات الدوحة
رأى المحلل السياسي حسن بهشتي في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" إن شرط نجاح المفاوضات الجارية في الدوحة هو أن يظهر الطرفان مرونة في مطالبهما ومواقفهما السابقة.
كما ذكر بهشتي أن نجاح المفاوضات النووية سيكون ممكنا في حال كانت الولايات المتحدة الأميركية قد توصلت إلى نتيجة حول أهمية إدخال النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية لسد النقص الذي أحدثه قطع إمدادات موسكو للطاقة العالمية.
ورغم تأكيده بوجود بوادر أمل لحل الملف النووي، إلا أن بهشتي بور يعتقد بأن القرائن تؤكد أن الطرفين لا يزالان يصران على مواقفهما السابقة، مستبعدا أن تكون هذه المفاوضات هي الأخيرة.
"شرق": ما الذي يمنع رئيسي من عقد مؤتمر صحافي مباشر ؟
تساءلت صحيفة "شرق" عن الأسباب والعوامل التي تجعل رئيس الجمهورية يمتنع عن الظهور الإعلامي المباشر أمام الصحافيين والمراسلين، حيث لم يعقد إبراهيم رئيسي حتى الآن مؤتمرا صحافيا واحدا منذ وصوله إلى الرئاسة قبل عام.
ونقلت الصحيفة كلام الناشط السياسي الأصولي، محمد مهاجري، حيث ذكر أن الفريق الإعلامي لرئيس الجمهورية قد أوصى رئيسي بتجنب الظهور الإعلامي المباشر، مشيرة إلى وجود شكوك حول ما إذا كان الظهور الإعلامي الأخير لرئيسي عبر التلفزيون كان مباشرا أم مسجلا في أوقات سابقة، بالرغم من ادعاء مؤسسة التلفزيون بأن الخطاب قد تم إذاعته مباشرة.
"جمهوري إسلامي": خطوات مطلوبة لـ"إفشال" مساعي تشكيل ناتو عربي
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى المساعي المبذولة لتشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، واقترحت على السلطات الحاكمة في إيران القيام بإجراءات تمنع حدوث هذا التحالف الذي ستكون طهران خصمه الأساسي.
وقالت الصحيفة أن إيران بسبب ما تمرّ به من مرحلة خاصة بإمكانها إفشال المساعي المبذولة في تشكيل هذا التحالف من خلال اعتماد الدبلوماسية النشطة والمفتوحة، مثل استئناف العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وإنهاء الحرب في اليمن، وإنجاح المفاوضات النووية.
ونصحت الصحيفة النظام كذلك بالقول إن الاقتدار لا يأتي فقط من خلال وجود قوة عسكرية، بل من الضروري أن تكون لإيران دبلوماسية خارجية فاعلة.
وأضافت "جمهوري إسلامي": بإمكان طهران أن تفسد محاولات أميركا وإسرائيل الرامية لنشر "الإيرانوفوبيا" عبر طريقين، الأول: تعزيز العلاقات مع الدول العربية، والثاني: كبح جماح المتطرفين في الداخل الذين يسهلون مهمة أميركا وإسرائيل من خلال قيامهم بتصرفات مثل الهجوم على السفارات وغير ذلك.
"كيهان": وسائل إعلام المعارضة في الخارج ترسم صورة سيئة عن إيران
أما صحيفة "كيهان" فاختارت كلام المرشد يوم أمس وتهديداته للمنتقدين للأوضاع الاقتصادية ومن يسميهم "مروجي الكذب والشائعات".
وادعت الصحيفة أن وسائل الإعلام الفارسية المعارضة في الخارج تعطي صورة سيئة وغير صحيحة من إيران، وخصت بالذكر قناة "إيران إنترناشيونال"، وزعمت أن القناة ومن خلال تغطيتها للأخبار الخاطئة والسيئة عن إيران تعطي انطباعا من اليأس وفقدان الأمن النفسي لدى الناس.
لكن الصحيفة تجاهلت أن معظم المصادر التي تعتمد عليها القناة في نقل الأخبار عن إيران هي وكالات ووسائل إعلام رسمية وتابعة للحكومة، وإذا كانت هذه الأخبار سيئة ومُرة فهي انعكاس حقيقي للواقع الذي تعيشه إيران اليوم تحت حكم الجمهورية الإسلامية وقيادة المرشد علي خامنئي.