بعد يومين من استئناف المفاوضات النووية في الدوحة عاد التشاؤم من جديد ليكون سيد الموقف بعد تفاؤل حذر كان قد ساد الأجواء بعد الإعلان المفاجئ عن توصل إيران ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى اتفاق على عودة المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن.
واعتبرت الصحف ووسائل الإعلام هذه السرعة في العودة إلى طاولة التفاوض إشارة إيجابية لوجود رغبة حقيقية لطرفي التفاوض الرئيسيين بإنهاء الأزمة، لكن وبعد أن عُقدت المفاوضات بوساطة أوروبية تبين وجود ثغرات لا تزال تحكم سيطرتها على مسار التفاوض، وتُبقي الأزمة كما هي دون أفق واضحة للحل القريب.
وأعربت صحيفة "آرمان ملي" عن خوفها من هذه الحالة بالقول: "غموض في الدوحة"، وذكرت أن المفاوضات في يومها الثاني لم تكن إيجابية، مشيرة إلى ما أوردته وكالة "تسنيم" للأنباء، التابعة للحرس الثوري، عن مصادر "مطلعة" قولها "إن هذه المفاوضات لم تُؤثّر على الخروج من المأزق، وأن هذه الجولة من التفاوض لم تأت بنتائج".
أما "كيهان"، التابعة للمرشد، فقد أشارت إلى استمرار الأزمة بثقلها السابق لكنّها حملت الولايات المتحدة الأميركية وزر ذلك، وجاء في مانشيتها: "استمرار أميركا على نهجها السابق في قطر وصمود قوي لفريق إيران التفاوضي".
كما لفتت صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية إلى هذا الوضع وعنونت بخط عريض: "واشنطن لا تزال ترفض إعطاء الضمانات"، مؤكدة أن مأزق المفاوضات لا يزال قائما ولم ينته بعد.
من الموضوعات الأخرى الذي اهتمت بها الصحف، اليوم الخميس 30 يونيو (حزيران)، على نطاق واسع هو اجتماع القمة السادس لقادة الدول المطلة على بحر قزوين، والذي حضره الرئيس الإيراني ووزير خارجيته بحضور الرئيس الروسي والأذربيجاني والتركمنستاني والكازخستاني.
ولفتت بعض الصحف إلى الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على هامش هذه القمة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": أميركا في الدوحة هي نفس أميركا في فيينا
يبدو أن الأخبار السيئة التي تصل من العاصمة القطرية الدوحة قد طابت لصحيفة "كيهان" المتشددة، حيث رفعت من حدة صوتها ونبرة خطابها، وذكرت أن هذا الوضع وعدم التوصل إلى اتفاق في المفاوضات كان متوقعا لديها ولدى المسؤولين الإيرانيين الذين كانوا متشائمين من المفاوضات مبدئيا.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الإيرانيين لم يكونوا أساسا متفائلين تجاه المفاوضات في قطر، لكنهم حضروا هذه المفاوضات لكي لا يُعتبروا الطرف الذي يغادر طاولة التفاوض ويعطي الحجة لوسائل الإعلام في الدعاية ضد إيران، وتحميلها مسؤولية فشل المفاوضات.
واستبعد مدير تحرير الصحيفة، حسين شريعتمداري، المقرب من المرشد علي خامنئي أن تنتهي مفاوضات الدوحة بالنتائج المطلوبة، وذلك لأن الولايات المتحدة الأميركية في الدوحة هي نفس الولايات المتحدة الأميركية التي كانت موجودة في مفاوضات فيينا، حسب تعبيره.
وخلص شريعتمداري إلى أن أميركا وحلفاءها يريدون استمرار "مفاوضات دون نتيجة"، وذلك من أجل توريط إيران بتبعات هذه الحالة، وارتهان أسعار العملات الذهب والدولار بأجواء التفاوض وأخباره، وبالتالي خلق اضطراب في الأسعار واستقرار الاقتصاد الإيراني.
"جوان": مفاوضات الدوحة اختبار لواشنطن
أما صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، فلفتت كذلك إلى استمرار الخلافات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية كما كانت عليه في السابق، مشيرة إلى أن طهران قد حضرت في مفاوضات الدوحة بشرط تغيير الولايات المتحدة الأميركية لمواقفها السابقة، وإلغاء كافة العقوبات وإثبات حسن نواياها، لكن ذلك لم يحصل، ولم تشهد إيران تغييرا في سلوك واشنطن ومواقفها.
وأوضحت الصحيفة أن إحدى القضايا الخلافية هي قضية شطب الحرس الثوري من قائمة العقوبات والمنظمات الإرهابية، حيث تستمر واشنطن بمواقفها الرافضة لاتخاذ هذه الخطوة، كما أنها ترفض إعطاء ضمان بعدم تكرار تجربة الاتفاق النووي السابقة.
وذكرت الصحيفة أن مفاوضات الدوحة هي ساحة اختبار للولايات المتحدة الأميركية وصدق نواياها، لافتة إلى أن واشنطن تحاول أن تشمل المفاوضات نشاط إيران الصاروخي ودورها الإقليمي، لكن طهران تعتبر ذلك خطا أحمر، لتخلص الصحيفة في النهاية إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالرغم من الادعاء بأنها تخلت عن سياسة إدارة ترامب السابقة، لكن عمليا فإنها تتبع سياسات ترامب حذو القذة بالقذة، حسب تعبير الصحيفة.
"مردم سالاري": من المستغرب أن يعد رئيس جمهورية شعبه بالغلاء
أشار الناشط السياسي الإصلاحي والمرشح الرئاسي، مصطفى هاشمي طبا، إلى تصريحات الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، حول الإجراءات المستقبلية للحكومة حيث قال رئيسي إن حكومته تخطط لمرحلة جديدة من الغلاء لكنها ستؤجل ذلك إلى العام الإيراني المقبل نظرا إلى الظروف السيئة للبلاد الآن.
واستغرب هاشمي طبا، حسبما ذكرت صحيفة "مردم سالاري"، من وعود رئيسي بالغلاء بعد أن كان يعد الشعب بأنه جاء ليخلصهم من أزمة الغلاء والمعيشة التي باتت تنتشر في البلاد، موضحا أن الأصوليين والشخصيات البارزة في هذا التيار كانوا يتحدثون دائما وباستمرار عن إمكانياتهم في حل مشاكل البلاد، لكنهم وبعد أن وصلوا إلى الحكم كشفوا أنهم عاجزون عن إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية، فراحوا وبدل الإقرار بخطأ تقديراتهم يحملون الحكومة السابقة مسؤولية الأوضاع الراهنة.