هل انهارت المفاوضات؟ وهل بقي أمل في إحياء الاتفاق النووي؟ وما هو البديل بالنسبة للاتفاق النووي؟ وكيف سيكون مستقبل إيران والمنطقة دون وجود لهذا الاتفاق؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت حاضرة في تغطية الصحف اليومية في إيران، اليوم السبت 2 يوليو (تموز) 2022.
ويبدو أن الصحف الإيرانية ليست لديها رؤية واضحة وشفافة عن مسار المفاوضات النووية، فقد كان التفاؤل كبيرا لديها في الأيام القليلة الماضية بعد استئناف المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة عقب وقفة دامت لأكثر من 3 شهور.
وانتقدت صحيفة "ستاره صبح" عدم العودة السريعة إلى الاتفاق النووي، مؤكدة أن إيران يوميا تخسر 200 مليون دولار بسبب عدم إحياء الاتفاق، ونقلت عن الخبراء قولهم إن فرصة إحياء الاتفاق النووي بدأت تنفد، كما نوهت صحيفة "مردم سالاري" إلى مخاوف الأطراف الغربية من إغلاق نافذة الاتفاق النووي ومطالبة بعض الشخصيات الإيرانية البارزة حكومة رئيسي بضرورة إيجاد حل سريع لأزمة العقوبات من خلال الدخول الفوري في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
كما نقلت صحيفة "اقتصاد مردم" كلام أحد الخبراء الاقتصاديين الذي ذكر للصحيفة أنه وفي حال انهار الاتفاق النووي بالكامل فإن التضخم في إيران سيصل إلى 78 في المائة.
أما صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد علي خامنئي فذكرت أن مفاوضات الدوحة وصلت إلى طريق مسدود، وكتبت أن الأغبياء هم وحدهم الذين كانوا يتوقعون حصول نتائج من هذه المفاوضات، مدعية أن المفاوضات فشلت بسبب امتناع أميركا عن رفع العقوبات وإعطاء الضمانات لإيران.
وفي سياق منفصل، تناولت الصحف الصادرة اليوم حجم الغش وبيع أسئلة "اختبار الدخول إلى الجامعات"، وهو أكبر اختبار سنوي في البلاد، بمشاركة مليون ونصف المليون طالب في عموم أرجاء إيران.
ولفتت صحيفة "آرمان ملي" إلى حجم الغش الكبير الذي حدث في اختبار الدخول إلى الجامعة هذا العام وكذلك قيام بعض الأطراف ببيع أسئلة الاختبار قبل بدايته، الأمر الذي أثار اعتراض أهالي الطلبة الذين إذ يرون أن هناك مجموعات من المافيا التي تتاجر بهذا الاختبار وتحرم أبناءهم من الحصول على حقهم بعد سنين من الدراسة والجهد ليستولي طلبة فاشلون على مقاعد الجامعات الحكومية بفضل ما لديهم من أموال وثروة تسهّل عليهم شراء أسئلة الاختبار وإجاباتها.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ستاره صبح": انتهاء مفاوضات الدوحة دون نتيجة يعقّد إحياء الاتفاق النووي
رأى الخبير في العلاقات الدولية، علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" أن انتهاء مفاوضات الدوحة دون التوصل لاتفاق سيجعل مستقبل الاتفاق النووي أكثر تعقيدا وصعوبة.
ورأى بيكدلي أن إيران تحاول التوصل إلى اتفاق مع الأطراف الغربية تحت ضغط الأزمة الاقتصادية الداخلية، مؤكدا أن أفضل الحلول أمام طهران هو التوصل إلى اتفاق مع الغرب لأنه دون وجود توافق حول برنامجها النووي لا يمكن لإيران أن تتغلب على المشاكل الاقتصادية الراهنة.
"جمهوري": مقترح لإحياء الاتفاق النووي
اقترحت صحيفة "جمهوري إسلامي" تغيير كبير مفاوضي إيران الحالي علي باقري كني والإتيان بشخص آخر، معللة ذلك بأن باقري كني ليس من المؤمنين بأهمية الاتفاق النووي ودوره في تحسين الأوضاع الاقتصادية لإيران، وبالتالي فإنه من المهم أن يكون قائد المفاوضين شخصية تؤمن بالاتفاق النووي وتحرص على إحيائه.
كما ذكرت الصحيفة أنه من الضروري على من يمثلون إيران في المفاوضات أن يحترموا إرادة أكثرية الشعب الإيراني، حيث يريد معظم الإيرانيين أن تتوصل حكومتهم إلى اتفاق مع الغرب حول برنامجها النووي من أجل إنهاء الحظر الاقتصادي المفروض على إيران.
"اقتصاد بويا": إيران لا تستطيع التعامل المصرفي مع العالم لأنه يعتبرها دولة إرهابية
قال الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، فريدون مجلسي، لصحيفة "اقتصاد بويا" إن الاتفاق النووي هو عبارة عن "وثيقة ميتة" لافتا إلى أن على طهران أولا أن تنضم إلى مجموعة العمل المالي (FATF) ثم تعمل على العودة إلى الاتفاق النووي لأنه ودون الانضمام إلى هذه المجموعة الدولية لا تستطيع التعامل المصرفي مع دول العالم، مضيفا: "من الناحية الدولية تعد إيران دولة إرهابية ولا تستطيع التعامل المصرفي".
"شرق": القرض الصيني لإيران بـ15 مليار يوان فخ تنصبه بكين لطهران
حذّرت صحيفة "شرق" مما سمته "فخ القروض" الصينية، مشيرة إلى مشروع بناء خط قطار سريع بين قم وأصفهان، حيث يتم اقتراض ما يعادل 15 مليار يوان من الصين على شكل استثمارات في هذا المشروع.
ونوهت الصحيفة إلى أن "فخ القروض" أو "فخ الديون" يعني أنه وفي حال العجز عن تسديد هذه القروض فإن الصين وباعتبارها دولة "مُقرٍضة" تقوم بممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية على الدولة المقترضة.
وأشارت الصحيفة إلى تفاصيل هذا القرض حسبما نشرته وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية، حيث أشارت إلى أن إيران قد اتفقت مع الصين على قرض بمبلغ 15 مليارا و300 مليون يوان صيني وقد دُفع حتى الآن قرابة ملياري يوان وسيتم دفع المبلغ المتبقي خلال العامين المقبلين، على أن تسدد إيران خلال خمس سنوات قادمة ما يعادل 21 مليارا و881 مليون يوان صيني.
ولفتت الصحيفة المنتقدة لهذا المشروع وطريقة إعداد ميزانيته إلى أن الصينيين لديهم طريقتهم الخاصة في استرداد ديونهم من الدول النامية مثل إيران حيث تستولي على نفط وغاز والموارد الخام للدول الضعيفة والفقيرة إزاء ديونها التي تحصل عليها بالتقسيط.